• ×

07:53 صباحًا , الجمعة 26 أبريل 2024

الشاعر عبدالله بيلا : اقترفت بدايات كثيرة وتركت للنهايات حرية التشكل

الشبكة الإعلامية السعودية - سماء الشريف ضيف الشبكة الإعلامية السعودية اليوم :
شاعر : مبحرٌ في الحروفِ .. وفي لغةٍ مبهمة ،
يقول إن مكانه :
" بين الغربتين .. أعيشُ .. وأفنـى ..! "
ثم ماذا ؟:
" مطاردةُ الحروفِ .. هوايتي الأحلى .. "
تهمته في الحياة :
" طالبٌ .. غائبٌ كلَّ يومٍ عن المدرسة ! "

image

المتألق بهدوءٍ دائم الشاعر المبدع : عبدالله بيلا ، نرحب بك وسعداء بالحوار معك وبداية نسأل :

س/في هذا الكون .. من أنت ؟..
ج/أنا أحد العابرين المؤقتين في هذا الكون، وكم أود أن يكون عبوري خفيفاً هادئاً فقط.


س/ كيف هي البيئة المكية ؟.. وهل تتعايش معها أم تعيشها فعلاً ؟..
ج/كل مولود في مكة وخاصة في حاراتها بغض النظر عن اختلافات عاداتها من حارة لأخرى، هو محظوظ حقا لأنه سيحمل في ذاته شرف الانتماء إلى مكة التي عاينت لحظة إشراقته الأولى على الحياة، ومن كانت هذه حاله فسيعيش في مكة وستعيش فيه، وستكون البيئة المكية هي المحدد الرئيس لأفكاره وتوجهاته وطريقة حياته، وسيحمل مكة في روحه أينما حل وارتحل، حتى ولو قُدِّر له يوماً النأيُ عنها لأي سبب كان.

س/ماذا تقول للأمس وكيف تنظر له ؟.. وأين تتواجد الآن ؟..
ج/الأمس باعتباره جزءاً زمنياً لا ينفك عن الزمن الشمولي، لا أستطيع أن أتحدث إليه منفصلاً عن بقية أجزائه، ولا أن أنظر إليه دون أن تقع عيناي على أجزاء الزمن الأخرى، المهم أن أحتفي وأُوجد في اللحظة وما عداها فلا يمكن التعويل عليه.

س/ كيف تقترف البداية ؟.. وهل تختار النهاية أم تأتيك فترسلها على عواهنها ؟
ج/هناك بدايات لا يد لنا في اقترافها، وما عداها فيمكن لي القول بأنني اقترفت بدايات كثيرة، وتركت للنهايات حرية التشكُّل كما تشاء.

س/ تخاف الموت .. ذكرت ذلك في سطور منشورة قبل فترة .. لماذا ؟.. وهل دفعك ذلك لتقول له أخطأت ؟..
ج/الموتُ مخيف، ويكمن الخوف منه في كونه حالة ملغزة وملتبسة بالغموض، ولو قُدِّر لأحد الموتى أن يعود إلينا ليكشف لنا الحجاب عن تلك الحالة الغامضة، ربما لتغيّرت نظرتنا إلى الموت، وحين تصطاد يد الموت أنفس من نعرف من البشر وتتجاوز غيرهم إليهم، فلا بد من معاتبة الموت وسؤاله هل أخطأ في ذلك أم أنه فعله عن سابق قصدٍ وإصرار.

س/ مجموعة ثقافات أنت : كيف تجمع ذلك فكراً ؟.. وكيف تظل العربية دون لحن حين تكتبها ؟..
ج/أظن أنّ الثقافة تتجاوز اللغات أو اللهجات إلى محيط أشمل وأوسع، وهو محيط المعرفة والاطلاع على المتاح من الفنون والنتاج الإنساني في كل أشكاله وأغراضه، بهذا التصور أستطيع القول بأنّني أحاول الاطلاع على القدر المتاح من المعارف، وهي بشكل عام المصدر الوحيد للمعلومة وهي الصلصال الحقيقي الذي تتشكل به الفكرة، وتظل اللغة العربية هي لغتي الأولى، لغة البيئة والأصدقاء والمدرسة والمعرفة، وكلما ازددت قربا منها ازددت إيماناً بتميزها وفرادتها.

س/ "الحزنَ هو الثيمة الأصيلة لهذا الوجود الكوني لا يمكن أن يتستَّر خلف الأقنعة البشوشة، مهما حاولنا ذلك واحتلنا له" .. رأيك هنا يأسٌ أم فلسفة تأملية ؟
ج/لا أحب أن أظهر كيائس أو مصدِّرٍ لليأس، ولكن تبدو بعض الحقائق أو القناعات صادمة للبعض، ونظرتي للحزن هي مرتبطة بحقيقة أؤمن بها بغضّ النظر عن كونها تأملات فلسفية أو حالة يأس وإحباط، الحزن حاضر بقوة ويحاول اقتحام حتى أكثر اللحظات حميمةً وسعادة.

س/ بكالوريوس في الكتاب والسنة .. وماجستير في الأدب والنقد .. هل من قيود عند ولادة القصيدة ؟ وكيف تتخلص من رأي الناقد الأكاديمي وأنت تكتبها ؟
ج/أظن أنّ الدراسة الأكاديمية لا تكاد تُفيد التجربة الشعرية، وهي منفصلة تماما عن الحالة الإبداعية، ولذلك فهي لا تشارك في خلق أو إفناء القيود التي تحيط بالعمل الإبداعي، وبتجربة بسيطة أظن أن بمقدور الكاتب كسر كل القيود الإبداعية، بالتأمل ومحاولة مخاتلة اللغة قدر المستطاع، ولا أظن أنّ هناك رأياً نقديا أكاديميا موجودا على الساحة، كي يخاف الكاتب من ذلك الرأي، وهذا للأسف من مشكلات هذه المرحلة، لأنّ الناقد في الغالب قد تحول إلى مدّاحٍ وكاتب مقالات حسب الطلب.

س/ كتبت القصيدة الخليلية وكتبت التفعيلة .. هل كتبت قصيدة الهايكو ؟ .. برأيك هذا النوع من الشعر يناسب العربية أم لا ؟ .. ولماذا ؟
ج/النص الشعري الخليلي والتفعيلي يعضد أحدهما الآخر، ربما لرابط الموسيقى الوثيق بينهما، والكتابة هي معنى وإبداع بغض النظر عن الشكل، قرأت مجموعات شعرية مكتوبة على نمط الهايكو، ويبدو لي أن بعضها قد أُقحم في هذا الفنّ وهو أبعد ما يكون عنه، وعن نفسي لم أكتب هذا النوع من الشعر، ولا أدري حقيقةً هل هناك شكلٌ شعري يناسب أمةً من الناس دون أخرى، ولكن ليكن التعويل في النص الإبداعي على الفكرة وجودة الصياغة وسلامة التعبير.

س/ هل طالت الغربة والتشظي عند عبدالله بيلا أم تمكن من ترميم صباحه بالنجوم ؟ وهل تفوق على نفسه أم واقعه أم العموم ؟..
ج/الغربة والتشظي حالتان متلازمتان، كل مغترب لا يمكن إلا أن يكون متشظياً، بغض النظر عن درجات وأشكال الاغتراب، لذلك فهي باقية ومستمرة، والمجاز الذي يحضر في النص الشعري هو محاولة لتمويه هذه الغربة والهروب منها ولو بشكل مؤقت، وأزعم أنّ التفوق الحقيقي هو القدرةُ على التعايش مع النفس وحسب.


س/ الصمت نوع مختلف من حديث .. متى يصمت الشاعر ؟.. ومتى يخرج عن صمته ؟..
ج/نعم، والصمت أبلغ من الحديث في حالات كثيرة، وأظن أنّ الشاعر بإمكانه الصمت حين يشعر بأنه لن يضيف جديداً، وحين يشعر بأنّ غابة الكلام قد تشابكت للدرجة التي لم تعد تسمح فيها لضوء الشمس بالتسلل إليها.


س/ أخبرنا عن حديث :
- لم تخبر به قصيدة ؟.. كيف تترجمه ؟
- ليس للنشر .. لمن تخبره ؟
- أودعته ثنايا قصيدة .. ثم ندمت ؟!..

*/القصيدة هي الوحيدة التي أخبرها بكل ما يختلج في داخلي، ولكنها في الغالب لا تبوح بكل شيء.
*/من يترجم هو القارئ بوعيه وفهمه وإدراكه للمرامي التي يقصدها النص.
*/ما ليس للنشر، من الأفضل دائما ألاّ يُكتب أبداً.
*/لم يسبق أن أودعت شيئا في ثنايا نصٍ ما ثم ندمت عليه، الندم هو اجترارٌ لماضٍ لا يمكن إصلاحه أبدا.

س/ أمام المرآة ماذا تقول لعبدالله كلما رأيته ؟ .. هل من رسالة .. أم صداقة .. أم خذلان ؟ ومانصها ؟..
ج/لا أحب الوقوف أمام المرآة، سواء مرآة الواقع أو الذات، وأظن أنّ الرسائل الحقيقية والجديرة بالانتباه إليها هي تلك التي تصدر من الروح، لأنها الأقرب والأصدق والأقدر على تحفيزنا على مواصلة الركض نحو غدٍ أجمل.


يتوقف ضفاف حرفنا هنا وعلى الموعد في انتظار المبدعين .. لنشكر ضيفنا الشاعر عبدالله بيلا مقدرين له قبول دعوتنا ونظل دائماً متابعين جديد حرفه .

image


السيرة الذاتية للشاعر عبدالله بيلا :
عبدالله موسى بيلا تعود جذوره لبوركينا فاسو ووالدته السيدة هاجر من غانا ، يعيش في مكة المكرمة ويعمل معلماً للمواد الاجتماعية بالمرحلة الثانوية .

المؤهل العلمي:
-*بكالوريوس في الكتاب والسنة.
- ماجستير في الأدب العربي والنقد الفني من جامعة المدينة العالمية بماليزيا
*
المشاركات الأدبية:
- كتابات شعرية ونثرية أدبية وتدقيق ومراجعة النصوص.
- المشاركة في نشر قصائد ومقالات في عدد من الصحف والدوريات والمجلات السعودية*والعربية مثل:
المجلة العربية،مجلة البيان,مجلة الأسرة,مجلة المعرفة,دارة الملك عبد العزيز,مجلة المنهل،مجلة التجارة والصناعة,مجلة حسمي،*صحيفة المدينة (ملحق الأربعاء),صحيفة الجزيرة, صحيفة المستقبل اللبنانية ,صحيفة العالم الإسلامي,صحيفة الندوة.
- ترجمة بعض القصائد إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
- المشاركة في عدد من الدورات التدريبية التطويرية في المجالات العلمية والعملية.
*
image

الأمسيات الشعرية:
- إلقاء قصائد بنادي جدة الثقافي الأدبي ونادي مكة الثقافي الأدبي.ونادي الطائف الأدبي, ونادي تبوك الأدبي
*
image


المشاركات الدولية:
- الحصول على المركز الثالث بمسابقة أفضل نص شعري في رثاء محمود درويش للعام 2008م وذلك عن طريق تجمّع شعراء بلا حدود .
- الحصول على المركز الثاني في المسابقة الشعرية الدولية الثانية للعام 2009م وذلك عن طريق تجمُّع شعراء بلا حدود.
- المشاركة في النسخة الخامسة من برنامج أمير الشعراء التلفزيوني العام 2013 م

image
.
image


*مؤلفاته :
تآويل ترابية
صباحٌ مرممٌ بالنجوم

image
image

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إدارة التحرير

القوالب التكميلية للأخبار