• ×

07:15 مساءً , الأحد 5 مايو 2024

من ذاكرة التراث الشعبي عند الحجازيين : ( القيس .. والخُليف )

الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف القيس " او الخليف " هو أشبة ما يكون بحفلة تنكرية في زمن ما كان يمارس في مكه ولكن لم يعد له وجود .

ولكن ما تزال قصص الجدات والأمهات اللواتي شاهدن بعضاً من هذه العادات تتردد بيننا ولكن العادة بنفسها لا يمكن ممارستها بنفس الشكل الذي كان يستخدم قديماً .

من يوم الثامن والتاسع وما بعدها من أيام
كانت حارات مكة تخلوا من الرجال الذين يكونون بالحج : حجاج أو عمال أو تجار ولا يبقي في الحواري غير النسوة والأطفال "

فما هو ( القيس ) ؟
قبل عدة عقود ، كن نساء مكة والطائف ، وربما قلة من نساء جدة ، يخرجن ليلة عيد الأضحى ولمدة ثلاثة أيام تسمي (بالخُلّيف) بضم الخاء وتشديد اللام ، في طقس فلكلوري احتفالي يسمى (القيس ) ، حيث تتنكر فيه
النساء بالملابس ويتبادلن أدواراً ذكورية هزلية ويتغنين وقت أن تكون المدينة قد خلت من الرجال الموجودين حينها في المشاعر المقدسة برفقة الحجاج ، ومن بقي منهم في المدينة يلتزم بيته
ولا يجرؤ على الظهور ، ومن يخرج يتعرض لمطاردة النساء اللواتي يلاحقنه بالعصي
مرددين أهازيج منها:
(يا قيسنا يا قيسنا
هيا معانا لبيتنا
نسقِيك من شُرّبيتنا
ونطلِّعك في بيتنا
والليلة نروح ...
عند أبوعلي
واللهِ نروح
وندّبحلك طلي
أبو الصمادة والعقال
من يوم شفته عقلي طار ) .

وعندما يتم إستدراج القيس وهذه التسمية تعود الى تسمية إحدى النساء بهذا الإسم الرجالي (قيس) أو المتخلف عن الحج ( وليس رجل حقيقي ) تعد النساء له وليمة من الضرب المبرح ، حتى لا يعيد الكرة في العام المقبل ويتخلف عن الحج وبعد إنهاء الحجيج لمناسكهم يعود الرجال الغائبين ويهنئهم أهل الحارة ويخبرونهم عن المتخلف وما جرى له .

وفي أيام القيس الغابرة وحتى الوقت الراهن
يتفنن الحجازيون في صنع الأطعمة والحلويات
الخاصة بالعيد ، والتي ذكرها الرحالة الشهير "ابن جبير"
في القرن السادس الهجري واستمر هذا الحال على مر الأزمان حتى غدت المأكولات الحجازية مضرباً للمثل .

وإذا كان جميع المسلمين يحتفلون بعيد الأضحى
فان الحجازيون ينشغلون بخدمة الحجيج والعمل
الجاد بحثاً عن الرزق طوال موسم الحج ، غير
أن قلة من الحجازيين الآن ،وربما من الشيوخ
المسنين والمسنات، يتسامرون في ليالي العيد
ويروون ذكرياتهم عن ألعاب القيس لأحفادهم ،
تلك الحكايا التي تفضح في مرح وحبور، من تلقى علقة ساخنة في أيام الخليف.

ومن ذلك يكون القيس ( أغاني الخليف ) عبارة عن مسرحية تمثل فيها أدوار لشخصيات مسئولة عن الأمن ، تستمر لمدة ثلاث أيام في مكة المكرمة , تمثلها النساء فقط من يوم الوقفة بعرفات إلى يوم العيد , وتبدأ السيدات قبل الحج بعدة أشهر في اختيار الأدوار وتوزيعها . من تقوم بدور الحاكم ومن تقوم بدور الضابط وشيخ الحارة ويكون لهم حرية الخروج إلى بعد منتصف الليل ويتنكرن بملابس الرجال ويؤدين أدوارهم , وتكون الثلاثة أيام مهرجاناً غنائياً تنكرياً .

تبدأ فعاليات الأغاني التي أشتهرت بها النساء في مكة المكرمة أيام ( الخليف ) . عندما يتوجه الحجيج الى عرفات لتأدية فريضة الحج ويبقى الصمت في أرجاء مكة المكرمة و لايبقى غير الذين لم يتيسر لهن الحج وصعود عرفة ومنى .

وما أن يرخى الليل سدوله حتى يخرجن متنكرات في أزياء مختلفة يتفنن في إظهار أجمل الاصوات وأحسن الايقاع في تنافس شديد بين كل حارة وأخرى لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات , واشتهرت حارة جياد بإجادة " القيس " وإحيائه , من ليلة الوقفة بعرفة حتى نهاية الحج . يتنكر النساء في زي شيخ الحارة بلباسه المميز وعمامته على رأسه , والمصنف اليماني على كتفه , والحزام ( البقشه ) العريض وعصاه الغليظة في يده .

وهناك من ترتدي ثوباً ابيضاً , وعقالاً من ذهب , ومشلحاً محلى بالقصب . وبزي العسكر . وقد ارتدوا بزة الجندية , وبعضهم حلو أذرعتهم بشريط او شريطين .

وعندما يبدأ دق الطبول بنقسم الحاضرون الى مجموعتين ثم يبدأ الانشاد .

تنظم احدي السيدات في الحارة ( الحي ) ممن لديها حوش كبير أو أمام بيتها برحه " وهي ساحة أو فناء كبير " الحفلة التي يحضر فيه السيدات وهن يلبسن ملابس تنكرية مختلفة منهن من تلبس الغزالة " تضع صندوق في منتصف جسمها وتمسك عصاية وبعض الملابس الملونة
والصياد ، وتغطي النساء وجوهن بالالوان والفحم ، ويكون الجو احتفالي ورقص وأناشيد والدفوف والطيران " الطبل "
وتبقي السيدات في هذا الحفل حتي يجفلهن زمور العسة .." الشرطة قديما "
وكان غريباً بالمكان فيقمن بطرده ليفر هارباً إلى الجبال .


ومن أناشيدهن الشعبية في الحج

المعمول سويناه
وفي الفرن خبزناه
والخروف اشتريناه....وفي الحوش ربطناه ...وللجزار ارسلناه
والمقلقل اخرناه... ليوم العيد خليناه
ويا قيسنا ياقيسنا ..تعالوا ادبحوا تيسنا
واشربوا من شربيتنا
يامرحبمبكم في بيتنا

نشيد لعبة القيس :

(يا قيسنا يا قيس
الناس حجّوا
وإنتا قاعد ليش؟
الليلة نفره
قوم ادبحّلَك تيس
قوم رُوح لبيتك
قوم اخبُزلَك عيش
قوم اخبُزلَك عيش) .


ويظل يوم عرفة هو يوم الحرم عند أهل مكه حيث أنهم لا يصبرون عن حرمهم أسبوعا فما أن يذهب الحجاج إلى عرفة حتي يقصد أهل مكه من السيدات والأطفال الحرم ..ليكون إفطارهم في الحرم يوم عرفة ، ولايزال هذا الطقس مستمراً حيث يصبح الحرم كله نساء وأطفال .

image
image
image
image

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إدارة التحرير

القوالب التكميلية للأخبار