• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025 | 06-30-2025

الطاقة صفر .. !

الطاقة صفر .. !
0
0
الآن - عبارة قصيرة، لكنها تحمل في طيّاتها الكثير من المعاناة، والإنهاك، وربما حتى الاستغاثة الصامتة.
يقولها الإنسان حين يشعر أن كل مخزونه من القوة، والاندفاع، والشغف، والرغبة في الإنجاز قد استُنزف بالكامل ، ولكن ما الذي يدفع الإنسان للوصول إلى هذه النقطة؟
وما الضغوط والعوامل التي تُحيط به وتُثقل كاهله حتى يشعر أن طاقته أصبحت “صفرًا” .. ؟!

يقول أحدنا " الطاقة صفر" ، في لحظة إجهاد بدني أو نفسي شديد، حين لا يعود قادرًا على الاستمرار، سواء في عمله، أو في مسؤولياته اليومية، أو حتى في تواصله مع الآخرين ، تقول الدكتورة شيري كارتر سكوت، مستشارة في التنمية الذاتية : "كل إنسان يمتلك خزانًا داخليًا من الطاقة. إذا استُهلك هذا الخزان دون إعادة تعبئته، فسيصل إلى نقطة الانهيار " ، وهذا ما يحدث عندما تصبح الضغوط أكبر من القدرة على التحمل.

فماهي أسباب الوصول إلى “صفر طاقة” ؟..

-الضغوط النفسية المستمرة: مثل القلق، التوتر، الخوف من المستقبل ، وفقًا لـ جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، فإن التوتر المزمن “يؤثر بشكل مباشر على طاقة الجسم، ويُضعف القدرة على التركيز والتفاعل بشكل صحي”.

-الإرهاق الجسدي المزمن ، يقول د. دانيال غولمان، الطبيب النفسي ومؤلف كتاب الذكاء العاطفي: "الإجهاد الجسدي والنفسي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وأحدهما يغذي الآخر في دائرة مرهقة.”

-الروتين القاتل ، تشير الدراسات إلى أن المهام المتكررة دون تحفيز ذهني تؤدي إلى ما يسمى بـ “الاحتراق الوظيفي الصامت” .

-غياب التقدير ، الدكتورة برييني براون، الباحثة في علم الاجتماع تقول عن ذلك : "الناس لا يحتاجون فقط إلى راحة جسدية، بل إلى اعتراف حقيقي بما يقدّمونه. التقدير هو وقود داخلي.”

أحيانًا ، لا يكون الاستنزاف من داخل الإنسان فقط، بل تسهم البيئة المحيطة أيضًا ، كالضغوط الاقتصادية، المشاكل الاجتماعية، ضوضاء المدن، التواصل الرقمي المفرط، كلّها تُشكل بيئة غير مساعدة على التعافي ، ويرى عالم النفس السويدي أندرس هانسن في كتابه الدماغ تحت الضغط أن : "التعرض المستمر للمنبهات الحسية والمعلومات السريعة يُرهق الدماغ بنفس الطريقة التي يُرهق بها الجسد بعد مجهود بدني عنيف.”

ولمواجهة لحظة “الطاقة صفر” لابدّ من :
•الاعتراف بالتعب دون خجل.
•ممارسة تقنيات التنفس العميق والتأمل، والتي أثبت العلم أنها تقلل التوتر وتزيد القدرة على التركيز.
•النوم الكافي والتغذية المتوازنة، وهما ركيزتان في استعادة الطاقة.
•ممارسة الأشياء التي تجلب البهجة، حتى لو كانت صغيرة.

وعلينا أن ندرك جيداً أن "الطاقة صفر” ليست نهاية المطاف، بل هي جرس إنذار يدعونا للتوقف، لإعادة التقييم، وللعناية بأنفسنا من جديد. يقول الطبيب النفسي كارل يونغ : "الإنسان الذي ينظر إلى الخارج يحلم، أما من ينظر إلى الداخل فيستيقظ.”

لذلك، لا تخف من التوقف قليلاً ، فالوقوف المؤقت قد يكون بداية أقوى وأكثر وعيًا .