• ×
الأربعاء 2 يوليو 2025 | 07-01-2025

قراءة الكتب ونصائح الآخرين .. هل هي كافية لتربية أولادك ؟!

قراءة الكتب ونصائح الآخرين .. هل هي كافية لتربية أولادك ؟!
0
0
الآن - تتسارع في زمننا هذا التحديات وتتغير أساليب التربية، ويسعى كثير من الآباء والأمهات إلى تثقيف أنفسهم من خلال قراءة الكتب والاستماع لنصائح المختصين أو المجربين.

لكن يبقى السؤال الجوهري:
هل يكفي أن نقرأ ونسمع حتى نربي أبناءنا تربية صحيحة تضمن لهم مستقبلاً جيداً؟
الإجابة الصادقة : لا ، ليس كافيًا وحده.

* الكتب.. بداية جيدة لكنها ليست كل شيء ..

كتب التربية مليئة بالنصائح الذهبية، والقصص الواقعية، والتجارب الغنية ، تساعد في فهم احتياجات الطفل النفسية والعاطفية ، والتعامل مع نوبات الغضب والعناد ، وبناء الثقة بالنفس لدى الطفل ، والتواصل الفعّال بين الآباء والأبناء .

لكن تلك الكتب مهما كانت متقنة، لا تستطيع أن تعيش معك تفاصيل يومك، ولا يمكنها فهم طباع طفلك الفردية، أو ظروفك الخاصة كما تقول د. ماري كورنو، أستاذة التربية: "التربية ليست وصفة جاهزة، بل هي عملية تتطلب فهمًا عميقًا للطفل، ومرونة في التفاعل مع المواقف.”

* نصائح الآخرين .. لا تأخذها كقوانين !

من الأهل، الأصدقاء، وحتى المختصون قد يقدّمون لك نصائح عن التربية — بعضها مفيد، وبعضها نابع من تجربة شخصية لا تنطبق على حالتك.

من المفيد أن تستمع وتستفيد ، لكن من الخطير أن تطبّق كل نصيحة دون تفكير ، فكل طفل مختلف، وكل بيئة أسرية فريدة ، وما يصلح لأبناء الآخرين ، قد لا يناسب أبنائك .

إذاً ما الذي تحتاجه فعلاً لتربية ناجحة ؟..

* الوعي الذاتي ، ابدأ بتربية نفسك أولاً:
هل تتحكم في غضبك؟ هل تستمع باهتمام؟ هل أنت قدوة لطفلك؟
* التطبيق الواقعي ، فالمعرفة لا تساوي شيئًا دون ممارسة ، اقرأ، ثم جرّب، ثم قيّم وعدّل .
* المرونة والفهم ، كن مستعدًا لتغيير أسلوبك حين لا ينجح، ولا تتشبث بطريقة لأنها مكتوبة في كتاب.
* الاحتواء العاطفي ، الأطفال يحتاجون إلى الأمان، القرب، والحنان أكثر من القوانين والنظريات .
* الوقت والاهتمام ، التربية لا تعني فقط تقديم الأفضل، بل أن تكون حاضرًا معهم بصدق.
* طلب المساعدة عند الحاجة ، لا بأس من اللجوء لاختصاصي نفسي أو تربوي، خصوصًا في الحالات الصعبة.

ثق دائماً أن الكتب تُنير الطريق، والنصائح تفتح لك زوايا جديدة، لكن التربية الحقيقية تحدث في التفاصيل اليومية، في صبرك، في أسلوب حديثك، في لحظات غضبك، وفي ردود فعلك الصغيرة.
وتربية أبنائك لا تحتاج فقط إلى “معرفة”، بل إلى نضج، ومشاركة، وحضور، ومحبة غير مشروطة ، كما قال أحد المربين: "أطفالك لن يذكروا كم قرأت، لكنهم سيذكرون كيف أحسستهم بأنهم محبوبون وآمنون.