"جخلة" .. حين تصبح الكلمة خنجرًا ومثالاً للتنمر الأسري وآثاره النفسية على الأطفال

06-08-2025 10:58 صباحاً
0
0
الآن - في مشهد لا تتجاوز مدته ثوانٍ، ظهرت طفلة عراقية تبكي بحرقة بعدما نعتتها والدتها بكلمة "جخلة"، ما فجّر موجة من التفاعل والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
فما بدا للبعض كـ"دعابة عائلية"، اعتبره كثيرون نموذجًا واضحًا للتنمر الأسري، وتسليع مشاعر الأطفال من أجل الترفيه الرقمي.
لكن خلف هذه الكلمة العابرة تقف قضية أعمق وأخطر حول أثر التنمر، خاصة حين يأتي من داخل المنزل، على نفسية الأطفال ومستقبلهم.
التنمر الأسري .. حين يصبح البيت بيئة طاردة
أظهرت دراسات نفسية حديثة أن أكثر أنواع التنمر إيذاءً للطفل هو ذاك الذي يصدر عن أحد الوالدين أو أفراد الأسرة. الطفل لا يملك أدوات دفاعية متكاملة، ويترسخ في داخله مبكرًا أن "قيمته" ترتبط بما يسمعه عن نفسه. وعندما يسمع كلمات مثل "غبي"، "فاشل"، أو "جخلة"، يتشكل تصوّره الذاتي بناء على ذلك.
الأثر طويل المدى .. جراح لا تُرى
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للسخرية المستمرة من أسرهم معرضون أكثر لـ: - اضطرابات في احترام الذات. - تراجع في الأداء الدراسي. - صعوبات في بناء علاقات صحية مستقبلاً. - ميول للعزلة، أو في الحالات المتقدمة، الاكتئاب والقلق. ويزداد الأمر سوءًا عندما تُوثّق هذه اللحظات بالصوت والصورة، وتُنشر على وسائل التواصل لتصبح "محتوىً ترفيهيًا"، ما يضيف إلى التنمر بعدًا جماهيريًا ووصمة قد تلاحق الطفل لسنوات.
الكاميرا لا تبرّر التنمّر
انتشار ظاهرة تصوير الأطفال في مواقف محرجة أو باكية من أجل "الضحك أو التفاعل"، يكشف خللاً خطيرًا في وعي بعض الآباء والأمهات بمفهوم التربية. فالطفل ليس أداة محتوى، ولا وسيلة لكسب الإعجابات، بل كائن حساس يتكوّن وجدانيًا من كل كلمة يسمعها، ونظرة توجه إليه، وضحكة قد تكون على حسابه.
دعوة للتربية الواعية
من واجب كل أب وأم أن يعوا جيدًا أن ما يبدو "مزحة" قد يترك ندبة في قلب الطفل ، فالتربية الحقيقية لا تعني النقد أمام الناس، ولا "التهذيب" بالتقليل من شأن الطفل، بل تعني التوجيه برفق، والتصحيح باحترام.
والأهم .. أن الطفل ليس ملكًا لأحد
الحادثة الأخيرة، وإن بدت فردية، تعكس واقعًا أوسع يحتاج إلى مراجعة فالتنمر الأسري هو العدو الخفي الذي ينمو في صمت، ويصنع أجيالًا مهزوزة من الداخل .
فلنحمِ الطفولة بالكلمة، بالصوت، وبالكاميرا التي نوجّهها .
التنمر الأسري .. حين يصبح البيت بيئة طاردة
أظهرت دراسات نفسية حديثة أن أكثر أنواع التنمر إيذاءً للطفل هو ذاك الذي يصدر عن أحد الوالدين أو أفراد الأسرة. الطفل لا يملك أدوات دفاعية متكاملة، ويترسخ في داخله مبكرًا أن "قيمته" ترتبط بما يسمعه عن نفسه. وعندما يسمع كلمات مثل "غبي"، "فاشل"، أو "جخلة"، يتشكل تصوّره الذاتي بناء على ذلك.
الأثر طويل المدى .. جراح لا تُرى
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للسخرية المستمرة من أسرهم معرضون أكثر لـ: - اضطرابات في احترام الذات. - تراجع في الأداء الدراسي. - صعوبات في بناء علاقات صحية مستقبلاً. - ميول للعزلة، أو في الحالات المتقدمة، الاكتئاب والقلق. ويزداد الأمر سوءًا عندما تُوثّق هذه اللحظات بالصوت والصورة، وتُنشر على وسائل التواصل لتصبح "محتوىً ترفيهيًا"، ما يضيف إلى التنمر بعدًا جماهيريًا ووصمة قد تلاحق الطفل لسنوات.
الكاميرا لا تبرّر التنمّر
انتشار ظاهرة تصوير الأطفال في مواقف محرجة أو باكية من أجل "الضحك أو التفاعل"، يكشف خللاً خطيرًا في وعي بعض الآباء والأمهات بمفهوم التربية. فالطفل ليس أداة محتوى، ولا وسيلة لكسب الإعجابات، بل كائن حساس يتكوّن وجدانيًا من كل كلمة يسمعها، ونظرة توجه إليه، وضحكة قد تكون على حسابه.
دعوة للتربية الواعية
من واجب كل أب وأم أن يعوا جيدًا أن ما يبدو "مزحة" قد يترك ندبة في قلب الطفل ، فالتربية الحقيقية لا تعني النقد أمام الناس، ولا "التهذيب" بالتقليل من شأن الطفل، بل تعني التوجيه برفق، والتصحيح باحترام.
والأهم .. أن الطفل ليس ملكًا لأحد
الحادثة الأخيرة، وإن بدت فردية، تعكس واقعًا أوسع يحتاج إلى مراجعة فالتنمر الأسري هو العدو الخفي الذي ينمو في صمت، ويصنع أجيالًا مهزوزة من الداخل .
فلنحمِ الطفولة بالكلمة، بالصوت، وبالكاميرا التي نوجّهها .