• ×
الجمعة 13 يونيو 2025 | 06-12-2025

قبل أن تتحدّث عن العائدات.. ابحث في تفاصيل الخدمات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن لتعرف حجم المنصرف !

قبل أن تتحدّث عن العائدات.. ابحث في تفاصيل الخدمات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن لتعرف حجم المنصرف !
0
0
الآن - في كل عام ، تتردد على الألسنة أرقامٌ وأحاديث حول ما يُقال إنها “عائدات الحج والعمرة”. ويتناقل البعض مقارنات غير دقيقة، يغيب عنها الكثير من التفاصيل والحقائق، وأهمّها ما تنفقه المملكة العربية السعودية بسخاء على خدمة ضيوف الرحمن. فهل نظرنا يومًا إلى الكفّة الأخرى من الميزان؟

منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، جعلت المملكة خدمة الحجاج والمعتمرين أحد أقدس رسالاتها، لا مشروعًا تجاريًا ولا مصدر دخل. وهذا ما يظهر جليًا في حجم الإنفاق الضخم، الذي لا يُقارن بما يُجمع من رسوم رمزية لا تكفي حتى لتغطية نفقات تشغيلية محدودة.

فلتأخذ على سبيل المثال توسعة الحرمين الشريفين، التي تعدّ من أكبر مشاريع البنية التحتية في العالم ، وحدها مشاريع التوسعة منذ عهد الملك فهد وصولاً إلى رؤية 2030 كلّفت مئات المليارات من الريالات، لتوفير أقصى درجات الراحة والسلامة والروحانية للملايين من ضيوف الرحمن.

أما الخدمات الميدانية، فتلك قصة أخرى. عشرات الآلاف من الجنود ورجال الأمن والكوادر الطبية والفرق التطوعية، يعملون على مدار الساعة في حرارة الصيف وتحديات الزحام.
النقل المجاني، المياه المبردة، النظافة، المظلات، الرعاية الصحية المجانية، الترجمة، والإرشاد، كلها خدمات تُقدَّم للضيف كأنه في ضيافة ملكية، لا كمجرد سائح أو زائر.

نعم، العائد الروحي أعظم وأقدس، لكن حتى من منظور اقتصادي بحت لا يمكن الحديث عن “دخل الحج” دون النظر إلى “منصرف الحج”.
فما تدفعه الدولة السعودية من مال وجهد ووقت وابتكار، يفوق بكثير ما يُتداول من أرقام العائدات.

وما لا يقدّره البعض، أن المملكة لا تسعى لتحقيق ربح، بل لتحقيق رسالة. ولذا، فإنها لا تتعامل مع مواسم الحج والعمرة كـ”مواسم ربحية”، بل كـ”مواسم شرف”، تؤدي فيها أمانة اختصّها الله بها.

ففي المرة القادمة التي تسمع فيها حديثًا عن “مليارات الحج”، تذكر أن هناك مليارات أخرى تُصرف بصمت وإخلاص، لتظلّ خدمة الحرمين الشريفين تاجًا على رأس المملكة، ووسامًا في صدر كل سعودي يدرك جيداً دور وطنه في خدمة ضيوف الرحمن .