• ×
الجمعة 13 يونيو 2025 | 06-12-2025

عندما يصبح المسرح جزءًا من متعة الأطفال .. "المخترعان الصديقان" أُنموذجٌ مُوجّه للطفل

عندما يصبح المسرح جزءًا من متعة الأطفال .. "المخترعان الصديقان" أُنموذجٌ مُوجّه للطفل
0
0
الآن - في عالم يتسم بالتطور السريع والتغير المستمر، أصبحت الفنون، وبالأخص فن المسرح، أدوات أساسية في تنمية قدرات الأطفال وتوجيههم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
وقد أثبتت التجارب والأبحاث أن دمج المسرح في حياة الأطفال لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يمتد ليكون وسيلة فعالة لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية، وتنمية خيالهم، وتعزيز قيمهم الأخلاقية.

يُعتبر المسرح من أقدم الفنون التي استُخدمت لنقل القصص، وتربية الأجيال، وتعليم القيم، من خلال أداء حي يعكس أحداثًا وشخصيات تلامس وجدان الأطفال وتثير خيالهم.
ومع تطور وسائل التعليم، بات المسرح عنصرًا أساسيًا في البرامج التربوية، حيث يُدمج بشكل تدريجي ليصبح جزءًا من متعة الأطفال، ويُساعدهم على التعلم بطريقة ممتعة وجذابة.

إن جعل المسرح جزءًا من حياة الأطفال يتطلب استراتيجيات وطرقًا مهنية وابتكارية، من بينها:

* إنتاج عروض مسرحية موجهة للأطفال ، تُصمم فيه العروض بحيث تتناسب مع أعمارهم، وتقدم محتوى تربويًا بطريقة مشوقة، مع استخدام عناصر بصرية ومرئية تجذب انتباههم.

* إشراك الأطفال في الأداء ، من خلال إعطاء الأطفال فرصة للتمثيل والتنظيم يُعزز ثقتهم بأنفسهم ويُنمّي قدراتهم التعبيرية والاجتماعية.

* استخدام عناصر تفاعلية ومرحة ، مثل الألعاب، والألوان الزاهية، والموسيقى، والتقنيات الحديثة التي تُحفّز خيال الأطفال وتُشجعهم على المشاركة الفاعلة.

* دمج التعليم بالترفيه ، حيث يُستخدم المسرح لنقل المفاهيم العلمية والأخلاقية بطريقة تفاعلية، تُسهم في ترسيخ المعلومات بطريقة ممتعة.

دور المسرح لايقتصر على الترفيه فقط، بل يمتد ليشمل فوائد جمّة على الصعيد الشخصي والتربوي، منها:
•تعزيز المهارات الاجتماعية ، التعاون، واحترام الآخرين، وحل المشكلات بشكل جماعي.

•تنمية الثقة بالنفس ، عبر أداء الأدوار أمام الجمهور، مما يُعزز احترام الطفل لذاته ويُشجعه على التعبير عن رأيه بحرية.

•تنمية الخيال والإبداع ، حيث يُحفّز المسرح الأطفال على تصور عوالم جديدة، وابتكار أفكار وأحداث خيالية.

•نقل القيم الأخلاقية ، من خلال القصص والأحداث التي تُعزز مفاهيم الصدق، والأمانة، والتسامح.

هذا ويُعدُّ إدماج المسرح في حياة الأطفال استثمارًا استراتيجيًا لبناء جيل مبدع، واثق، ومتفاعل، قادر على مواجهة تحديات المستقبل. فالمسرح ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة تربوية قادرة على غرس القيم وتنمية المهارات بطريقة ممتعة وفعالة.
وتعزيز برامج المسرح الموجّه للأطفال، وتوفير بيئة محفزة لهم، يُعد من مسؤوليات المؤسسات التربوية والثقافية، التي يجب أن تتكاتف لتوفير الفرص التي تُمكّن الأطفال من استكشاف عوالم الفن والإبداع، ليصبحوا جيلًا قادرًا على بناء مستقبل أكثر إشراقًا لمجتمعاتهم ووطنهم.

ويعدُّ ما قدّمه مسرح الطائف خلال أيام عيد الأضحى المبارك هذا العام ، ولمدة يومين متتالين، من خلال مسرحية المخترعان الصديقان للمؤلف العرّاب المسرحي فهد رده ، أنموذجاً للتوجُّه نحو الاهتمام الثقافي في المسرح السعودي بالأدب الموجّه للأطفال ، والاهتمام بنوعية الأدب المسرحي الراقي المقدّم لهم ، تضمّن محتوىً تعليمياً يثير فضول الطفل، مع التركيز على تنمية مهارات التجريب العلمي وحل المشكلات*، وتعزيز قيم العمل الجماعي بين الأصدقاء ، وتحفيز الابتكار عبر سيناريو تفاعلي وذلك من خلال مغامرات بطلين شابّين يستكشفان قوانين الفيزياء بأدوات بسيطة، في إطار بصري جذاب يدمج التعليم بالترفيه ، جعل من عيدهم فرحة حضور عرضٍ امتلأ بالخيال والشغف والمتعة والضحك .