• ×
الإثنين 16 يونيو 2025 | 06-15-2025

كيف أصبحت الشخصيات اليابانية اللطيفة ظاهرة ثقافية ؟..

كيف أصبحت الشخصيات اليابانية اللطيفة ظاهرة ثقافية ؟..
0
0
وكالات بدأت تشييكاوا كرسوم عفوية شاركتها فنانة مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها سرعان ما أسرت قلوب الملايين بخفة ظلها وبراءتها الساحرة.
اليوم، لم تعد تشييكاوا مجرد شخصية مانغا، بل تحوّلت إلى علامة تجارية ضخمة ومحبوبة يتهافت عليها الكبار والصغار، مع خطط طموحة لغزو الأسواق العالمية.
فكيف بدأ كل شيء؟ وما سر هذا النجاح المذهل؟ تعرفوا على الحكاية الكاملة خلف هذه المخلوقات الصغيرة التي غيّرت مشهد المانغا والأنيمي .

يشير مصطلح تشييكاوا وهو اختصار للعبارة اليابانية ”نانكا تشيساكوتي كاواي ياتسو (شيء صغير ولطيف)“، إلى شخصيات حيوانية محبوبة تظهر في سلسلة مانغا أطلقتها الرسامة ناغانو في عام 2017 على تويتر (المعروفة الآن باسم منصة X). وقد حققت السلسلة، التي تعكس تصور ناغانو لأسلوب الحياة المثالي، شعبية واسعة دفعتها إلى إطلاق حساب مخصص لها في يناير/كانون الثاني عام 2020.

برزت ناغانو مبكرا في سوق تصميم الملصقات الذي يشهد منافسة شرسة. وأصدرت سلسلة من الشخصيات، منها ”جيبون تسوكومي كوما (الدب المازح)“ و ”باغو-سان“ و ”بوريكو أوساغي (الأرنب اللطيف جدا)“ وغيرها، متصدرة قائمة سوق مصممي الملصقات عدة مرات. وعندما بدأت برسم تشييكاوا، كانت بالفعل تحتل موقعا متميزا كأحد أبرز المبدعين ولديها 330 ألف متابع على تويتر.

لكن كيف لشخصية مستقلة أن تتفوق على تلك التي تظهر في ألعاب الفيديو والأنيمي ذات الميزانيات الضخمة والحملات التسويقية المكثفة؟ يكمن السر في أن جميع شخصيات ناغانو تشترك في عنصر واحد وهو أنها رسوم كاريكاتورية، وهو شكل من أشكال السخرية كان شائعا في الرسوم الكاريكاتورية في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.
وتظهر ناغانو عبقريتها أيضا في قدرتها على تصوير لحظات السعادة اليومية في رسوم مانغا ذات إطار واحد. ففي عالم تشييكاوا، تعيش الشخصيات نوعا من الكفاح من أجل البقاء. فهي كائنات صغيرة وضعيفة، تتكاتف معا للاستمتاع بلحظات فرح بسيطة وسط دورة لا تنتهي من الأكل والعمل والنوم يوميا. لكن السبب الحقيقي وراء تأثير هذه السلسلة العميق بين الناس هو أنها لا تكتفي بالخيال الطريف، بل تقدم رسالة تشجيع صامتة لمن يواجهون قسوة الحياة الحديثة.

من المهم أن نتذكر أن تشييكاوا ليست مقتبسة من مانغا أو أنيمي، بل نشأت بشكل طبيعي، من خلال منشورات يومية لرسومات ذات إطار واحد وقصص قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. لطالما تعاملت وسائل الإعلام مع الإنترنت على أنه هامش للثقافة الشعبية، ولكن في السنوات الأخيرة، أحدثت منصات يقودها مبدعون، مثل مواقع نيكونيكو وتيك توك ويوتيوب، تحولا جذريا في المشهد الإعلامي، وفتحت آفاقا جديدة للهواة للتنافس مع المحترفين المخضرمين على نفس الساحة. وتمثل تشييكاوا هذا التحول.

ورغم انطلاق تشييكاوا من جانب هامشي لا يحظى باهتمام كبير، إلا أنها حصدت جوائز مرموقة اختارها المحترفون من بينها جائزة الكلمات الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي (2022)، وجائزة شخصيات اليابان (2022 ومرة ​​أخرى في 2024)، والجائزة الكبرى لجمعية رسامي الكاريكاتير اليابانيين (2024). لتثبت أن ما كان يعتبر هامشيا في السابق أصبح اليوم يحتل مركز الثقافة العامة.
إن الجمع بين رؤية مبسطة للعالم والتحديثات المستمرة هو ما يميز تشييكاوا عن الأجيال السابقة من الشخصيات اللطيفة. وقد أصبح اليوم الانتشار الواسع والظهور المتكرر من القواعد الأساسية، وهما عاملان أساسيان في توسيع محتوى العلامات التجارية من الشخصيات الجديدة.