• ×
الإثنين 16 يونيو 2025 | 06-15-2025

العالم يحبس الأنفاس خوفًا .. تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الاقتصاد العالمي

العالم يحبس الأنفاس خوفًا .. تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الاقتصاد العالمي
0
0
الآن - * الاقتصاد العالمي يهتز ، النفط والغاز وأسواق المال تحت الضغط
* مخاوف من توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط
* ردود دولية ،قلق واسع ودعوات لضبط النفس
* الشرق الأوسط على حافة الانفجار



وفي التفاصيل :

تحوّل التوتر المستمر بين إسرائيل وإيران في الثالث عشر من يونيو الجاري إلى صراع عسكري مباشر، بعد أن شنّت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، أسمتها "عملية الأسد الصاعد" ، ردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على إسرائيل، مما أسفر عن سقوط ضحايا من الجانبين.

هذا التصعيد يُنذر بتداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي ، ووسط هذه التطورات ، تتعاظم المخاوف من اتساع رقعة النزاع لتشمل دولًا مجاورة، مما يهدد الأمن الإقليمي ويربك الأسواق العالمية.

الصراع أثَّر بشكلٍ كبير على الاقتصاد العالمي، خاصة في أسواق النفط ، إيران تسيطر على مضيق هرمز، الذي يُعدّ شريانًا حيويًا لنقل النفط، يمر عبره نحو 30% من إمدادات النفط العالمية ، وأي تهديد لإغلاق هذا المضيق قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد، مما يُفاقم من أزمة الطاقة العالمية ، ففي 13 يونيو، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 5.6%، حيث بلغ سعر برميل خام برنت 73.23 دولارًا، متأثرًا بالتصعيد العسكري.
وأعلنت إيران عن تعليق جزئي لإنتاج الغاز في حقل “بارس الجنوبي”، أكبر حقل غاز في العالم، بعد تعرضه لضربة جوية إسرائيلية أدت إلى اندلاع حريق ، هذا الحقل يُنتج حوالي 12 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، مما يُشكل تهديدًا لإمدادات الغاز في المنطقة.
وتُعتبر هذه الضربة الأولى من نوعها على البنية التحتية للطاقة الإيرانية، مما يُنذر بزيادة حدة التوترات الإقليمية.
كما شهدت أسواق الطاقة العالمية اضطرابًا ملحوظًا خلال الساعات الأولى من التصعيد، إذ قفز سعر برميل خام برنت بنسبة 5.6% ليبلغ 73.23 دولارًا، وسط مخاوف من إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره قرابة 30% من إمدادات النفط العالمية.

وفي تطوّر ميداني نوعي، أعلنت إيران توقف الإنتاج مؤقتًا في حقل بارس الجنوبي العملاق للغاز، بعد تعرضه لقصف جوي إسرائيلي أدّى إلى اشتعال حرائق. وهو ما يُهدد سلاسل التوريد في آسيا وأوروبا، خاصة في قطاع الغاز المسال.

الأسواق المالية بدورها لم تكن بمنأى عن الارتباك ، فقد سجلت مؤشرات البورصات العالمية تراجعات حادة، إذ فقد مؤشر S&P 500 الأميركي نحو 1.3% من قيمته، فيما هبط مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 2.1%. أما بورصات الخليج، فقد تراجعت بقيادة سوق الأسهم السعودية بنسبة 1.8%.

حربٌ تُهدّد حياة المدنيين في المنطقة ، فالضربات الجوية على المدن الإيرانية أسفرت عن مقتل العشرات، بينما ردّت إيران بهجمات على مدن إسرائيلية، مما أدى إلى إصابات وخسائر في الأرواح ، واللاجئون والنازحون من مناطق النزاع يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة، مع نقص في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

المجتمع الدولي عبّر عن قلقه البالغ إزاء التصعيد ، والأمم المتحدة دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، فيما أكدت واشنطن عبر بيان من الرئيس دونالد ترامب، على ضرورة “احتواء الأزمة ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة”.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد أعلن أنه يُجري اتصالات دبلوماسية مكثفة لتفادي تصعيد كارثي، بينما طالبت روسيا والصين بـ”حلول سياسية تحفظ استقرار المنطقة وتجنب الاقتصاد العالمي تداعيات كارثية”.

الحرب الإسرائيلية الإيرانية تُشكّل نقطة تحوّل خطيرة في تاريخ الشرق الأوسط ، لحظة مفصلية قد تُعيد رسم خريطة التحالفات والتوازنات في المنطقة ، وتداعياتها العسكرية والاقتصادية والإنسانية قد تمتد لسنوات، وبينما يُبدي الشارع العربي قلقه من اتساع النزاع، تحبس الأسواق أنفاسها ترقّبًا لانعكاسات أكثر خطورة في حال استمرت المواجهة دون تدخل دولي فاعل للحدّ من التصعيد وتفادي كارثة إقليمية ، المنطقة على شفا حرب شاملة، والعالم بأسره يترقب ما ستؤول إليه الأحداث .