• ×
الأربعاء 20 أغسطس 2025 | 08-19-2025

إجماعٌ عالمي أمام تعنّت إيراني واعتداء إسرائيلي

إجماعٌ عالمي أمام تعنّت إيراني واعتداء إسرائيلي
0
0
الآن - في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط، يشهد المجتمع الدولي إجماعًا متزايدًا في مواجهة سياسات أحادية تُعمّق الأزمات وتُعرقل جهود السلام.
هذا الإجماع يتبلور في سياق تعنّت إيراني مستمر في ملفات إقليمية ودولية، واعتداءات إسرائيلية متكررة تتجاوز الأعراف والقوانين الدولية.

طهران تستمر في اتباع سياسة خارجية تفتقر إلى المرونة والانفتاح في ملفها النووي ، ورغم الدعوات الدولية المتكررة للعودة إلى الاتفاق النووي وفق شروط تضمن الأمن الإقليمي والدولي، فإن القيادة الإيرانية تواصل المماطلة وتعزيز قدراتها النووية في خطوات تثير قلقًا متزايدًا لدى العالم أجمع .

على الجبهة الأخرى، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية في الأراضي الفلسطينية وبلدان مجاورة تحت ذرائع أمنية، متجاهلة الدعوات الدولية لوقف التصعيد واحترام حقوق الإنسان ، آخرها الاعتداء على طهران قبل أيام .
أدت هذه السياسات إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وتهديد الأمن الإقليمي برمّته.

في هذا السياق، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم واسع النطاق، داعيًا إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال العدائية ، وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الخطر الحقيقي لحدوث تصعيد مدمر على مستوى المنطقة، وحثّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى في الشرق الأوسط .

وفي ذات الصدد تتنامى الأصوات الدولية المطالبة بموقف موحد تجاه السلوكيات التصعيدية من كلا الطرفين.
حيث أجمعت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، إضافة إلى الأمم المتحدة، على ضرورة ضبط النفس، ودعت إلى حلول سياسية شاملة قائمة على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لا على القوة العسكرية أو الحسابات الإقليمية الضيقة.
ودعت مجموعة السبع الكبرى، خلال اجتماعها في إيطاليا، إلى منع التصعيد بين إسرائيل وإيران .

كما أدانت دول عربية وإسلامية ، من بينها السعودية، الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرته انتهاكًا لسيادة طهران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها على موقفها الثابت في رفض استمرار التصعيد وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها، داعيةً كافة الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد .

ما يميز المشهد الدولي الراهن هو أن التنديد لم يعد يقتصر على بيانات إدانة خجولة، من الأصوات الدولية المطالبة بموقف موحد تجاه السلوكيات التصعيدية من كلا الطرفين ، بل بدأت تظهر بوادر تنسيق بين قوى دولية كبرى لإيجاد صيغة مشتركة لاحتواء التصعيد، ومنع الانزلاق إلى حرب أوسع.

استمرار الوضع على ما هو عليه لا يخدم سوى منطق الصراع المفتوح والفوضى الدائمة، في وقت بات فيه العالم بأمسّ الحاجة إلى التهدئة والتعاون.
ولعل الإجماع الدولي المتنامي هو فرصة أخيرة، إن أُحسن استغلالها، لإعادة ترتيب الأولويات، وفرض إرادة القانون، ومحاسبة من يتجاوز حدوده، أياً كان .

العالم اليوم يقف على مفترق طرق أكثر حساسية ، حيث لا مجال للصمت أمام استمرار الانتهاكات والتعنت.
فالمجتمع الدولي مطالبٌ أكثر من أي وقت مضى بتحويل هذا الإجماع إلى إجراءات ملموسة، تحفظ الحقوق، وتمنع الانزلاق نحو نزاعات أوسع قد تعصف بالأمن الدولي بأسره .