• ×
الثلاثاء 17 يونيو 2025 | 06-16-2025

ما هو السيناريو الأسوأ في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل ؟..

ما هو السيناريو الأسوأ في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل ؟..
0
0
الآن - تشهد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أخطر مراحلها في العقود الأخيرة، حيث دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل طورًا جديدًا من المواجهة العلنية والمباشرة.
فبعد سنوات من الضربات السرّية والحروب بالوكالة، أصبح الاشتباك العسكري بين الطرفين أمرًا واقعًا، تنقله وسائل الإعلام لحظة بلحظة، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها.
لكن، ورغم أن ما يجري حاليًا مما يمكن وصفه بالحرب المحدودة أو المتدرجة، إلا أن هناك تخوّفًا حقيقيًا من السيناريو الأسوأ .. الانفجار الكبير .

السيناريو الأسوأ .. إلى أين قد تذهب الأمور ؟

•شمولية الجبهات وتحولها إلى حرب إقليمية ، في حال قررت إسرائيل توسيع عملياتها لتشمل كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن دفعة واحدة، ومع ردّ إيران بضربات صاروخية مكثفة وطويلة المدى، قد تتحول الحرب إلى مواجهة إقليمية شاملة، تمتد من البحر المتوسط إلى الخليج العربي.
هذا السيناريو سيفرض مشاركة فاعلة من الولايات المتحدة، وربما يستدعي تدخلات من قوى كبرى مثل روسيا والصين، سواء سياسيًا أو عسكريًا.

•استخدام الأسلحة غير التقليدية ، وذلك في حال بلغ التصعيد ذروته، قد يُطرح خطر استخدام أسلحة غير تقليدية مثل السلاح الكيميائي أو حتى استهداف مواقع نووية.
إسرائيل قد تحاول توجيه المزيد من الضربات الدقيقة لمنشآت إيران النووية، وإيران قد ترد بهجمات على مفاعلات إسرائيلية أو على مدن كبرى ، هذا التصعيد لن يُبقي المنطقة في حالة حرب، بل قد يجرّها إلى كارثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

• استهداف الاقتصاد العالمي عبر مضيق هرمز ، فمن أبرز أوراق إيران الاستراتيجية تحديدًا مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية ، أي تعطيل لحركة السفن هناك مما قد يرفع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، ويضع الاقتصاد العالمي تحت ضغط شديد.

•موجة نزوح جماعي وانهيارات إنسانية ، مع تزايد الضربات الجوية والصاروخية على المدن والبنى التحتية، ستشهد المنطقة موجات نزوح ضخمة، لا سيما من جنوب لبنان وغرب إيران، وربما من أجزاء من سوريا والعراق.
وهذا سينتج عنه ضغط هائل على دول الجوار، مثل الأردن وتركيا ولبنان، في ظل أوضاع اقتصادية هشة أصلًا.

•تفكك الدولة في مناطق النفوذ الإيرانية ، إذا طالت الحرب واستنزفت إيران، قد تنعكس تداعياتها على القوى الموالية لها في لبنان والعراق واليمن ، وقد تدخل هذه الجماعات في صراعات داخلية، أو تنشأ فجوات أمنية تؤدي إلى تفكك جزئي في بعض الدول.

وسط هذا التصعيد الخطير، تظل هناك محاولات للوساطة، تقودها أطراف دولية مثل قطر، تركيا، وعُمان، إضافة إلى دعوات غربية للتهدئة.
ومع ذلك، فإن حسابات الداخل في كل من طهران وتل أبيب، والتوازنات السياسية الداخلية، تجعل قرار وقف التصعيد معقدًا.

ما نشهده اليوم ليس مجرد تصعيد بين خصمين إقليميين، بل هو تصادم بين مشروعين جيوسياسيين كبيرين ، وسط بيئة مشحونة بالصراعات الطائفية والعقائدية والتحالفات المتشابكة.
وإذا استمر التصعيد بلا ضوابط، فإن السيناريو الأسوأ قد لا يكون مجرد احتمال، بل خطر داهم قد ينفجر في أيّ لحظة، ليدخل الشرق الأوسط عصرًا جديدًا من الفوضى والدمار .