• ×
الأحد 22 يونيو 2025 | 06-21-2025

تحليل .. هل خدع ترامب الإيرانيين أم أن إيران انتبهت ونقلت اليورانيوم قبل الضربة الأمريكية ؟

تحليل .. هل خدع ترامب الإيرانيين أم أن إيران انتبهت ونقلت اليورانيوم قبل الضربة الأمريكية ؟
0
0
الآن - في ضوء الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية اليوم الأحد نطرح تحليلاً محايداً ، لاسيما ونحن في عالم تتشابك فيه الخدع السياسية مع الاستراتيجيات العسكرية، ويظل سؤال الخداع والمباغتة أحد أكثر التساؤلات إثارة للجدل في العلاقات الدولية، خاصة حين يتعلق الأمر بإيران والولايات المتحدة.

التصعيد الذي حدث في الأيام القليلة الماضية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتعلقة بتهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، أعادت هذا السؤال إلى الواجهة: هل نجح ترامب في خداع الإيرانيين - بمهلة الأسبوعين - أم أن طهران كانت أسرع ونقلت اليورانيوم ومواقعها الحساسة قبل أن تقع الفأس في الرأس ؟..

في الأسابيع الأخيرة تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بشكل ملحوظ ، تقارير استخباراتية أمريكية أكدت أن إيران واصلت تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى مما هو مسموح به في الاتفاق النووي لعام 2015 ، ترامب الذي انسحب من الاتفاق عام 2018، هدد علناً بالتحرك العسكري إذا ما واصلت إيران طريقها نحو “الخط الأحمر”.

لكن اللافت كان توارد أنباء استخباراتية بعد أيام من هذه التهديدات تشير إلى أن مواقع إيرانية يُعتقد أنها تحتوي على مواد نووية حساسة تم تفريغها أو تمويهها بشكل مفاجئ وسريع ، هنا بدأ الجدل : هل كانت هذه خطوة ذكية من إيران بناءً على توقع لضربة قريبة؟ أم أن إدارة ترامب سربت عمداً معلومات مضللة كجزء من حرب نفسية وخداع استراتيجي؟

من جانبٍ ، يرى بعض المحللين أن ما حدث هو نجاح استخباراتي إيراني ، طهران التي اعتادت مراقبة التحركات الأمريكية عبر الأقمار الصناعية، ورصد الإشارات الدبلوماسية والعسكرية، ربما أدركت أن الضربة ليست سوى مسألة وقت، فسارعت بنقل المواد الحساسة وتغيير مواقعها التشغيلية، لتُفرغ الضربة الأمريكية - إن وقعت - من مضمونها.
وفي المقابل، هناك من يشير إلى أن إدارة ترامب تعمدت تسريب معلومات استخباراتية عن نيتها تنفيذ هجوم، بهدف اختبار مدى استعداد الإيرانيين أو دفعهم لاتخاذ خطوات متسرعة قد تكشف مواقعهم أو قدراتهم ، وهذا النوع من الخداع معروف في الأدبيات العسكرية الأمريكية تحت مفهوم “الخداع الاستراتيجي”، الذي استخدم في حروب سابقة مثل حرب الخليج.

حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة تكشف بالكامل ما حدث في الكواليس، لكن المؤكد أن كلا الطرفين خرج برسائل واضحة ، ترامب أثبت أنه قادر على رفع مستوى الضغط محاولة لفرض واقع سياسي جديد ، وإيران بدت متيقظة، وقادرة على التكيف السريع مع التهديدات، ما يعكس تطوراً في منظومتها الاستخباراتية والتكتيكية.

ويبقى السؤال مفتوحاً: هل خدع ترامب الإيرانيين فعلاً، أم أن الإيرانيين كانوا أذكى ونقلوا اليورانيوم في الوقت المناسب؟ ..
ما بين الخداع والحذر، يبدو أن كلا الطرفين خاض لعبة شطرنج دقيقة، اختفى فيها “الملك” قبل أن يُنفذ “كش مات”.

المرحلة المقبلة قد تكشف المزيد، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية وتضارب الآراء والمواقف ، التي تجعل من ملف إيران النووي ملفاً مفتوحاً أمام كل الاحتمالات لاسيما أن وكالة الطاقة الذرية الدولية أعلنت مؤخراً أن النووي الإيراني لايشكل خطراً ، وإصرار إيران على الاستمرار في التخصيب ، والحرب بينها وبين إسرائيل لاتزال مستمرة .