• ×
الإثنين 23 يونيو 2025 | 06-22-2025

المنشآت النووية الإيرانية: تأثرت أم لم تتأثر؟! وسط تضارب الآراء .. ماذا لو تسرب الإشعاع؟

المنشآت النووية الإيرانية: تأثرت أم لم تتأثر؟! وسط تضارب الآراء .. ماذا لو تسرب الإشعاع؟
0
0
الآن - تتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة بين إيران وإسرائيل ، لتأخذ منحىً جديداً أكثر خطورة بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية بقنابل أمريكية ثقيلة ، وصفتها أمريكا بالدقيقة والرائعة ، وقابلها العالم بين ترحيب وتنديد .

استهداف منشآتٍ نووية عاملة تحتوي على مواد مشعة، قد يؤدي إلى تسربٍ نووي ، شبيه بما حدث في “فوكوشيما” أو “تشيرنوبل”، لكن هذه المرة في قلب منطقة الشرق الأوسط المكتظة بالسكان والنزاعات.
وفي ظل الأنباء المتضاربة بشأن ما إذا كانت تلك المنشآت قد تضررت فعلياً أم لا، يبرز سؤال أكثر خطورة: ماذا لو حدث تسرب إشعاعي؟ وبين الهجوم والنفي .. تأثرت لم تتأثر !
من يملك الحقيقة ؟..

أصبح العالم في قلق ، من الإشعاع وليس من الصواريخ ، القلق الدولي لا يقتصر على الصراع الجيوسياسي ، بل يتعداه إلى خطر كارثي محتمل من تسرب إشعاعي.
لا تزال المعلومات شحيحة ، ومع غياب المؤكدة ، تزداد مساحة التأويلات، ويُفتح المجال أمام حرب استنزاف طويلة .
وإذا صحّت التقارير التي تتحدث عن دقّة الضربات الأمريكية في القضاء على قدرة تلك المفعلات النووية على العمل مرة أخرى ، فإن ذلك يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والدقة، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول حدود هذه الضربات، وما إذا كانت قادرة فعلاً على وقف البرنامج النووي الإيراني ، أو أنها مجرد توقعات دون دلائل حقيقية تُؤكد انتهاء الخطر .
والأكثر خطورة ، أن هذا النوع من الاستهداف قد يجرّ المنطقة إلى مرحلة جديدة من التصعيد المتبادل، مع تعهد إيران المتكرر بـ”الرد الحاسم”.

قد تختلف الأطراف في مواقفها السياسية، لكن العالم يُجمع على نقطة واحدة : أمن المنشآت النووية لا يحتمل المغامرة !
إسرائيل ترى في المشروع النووي الإيراني “تهديداً وجودياً”، فيما تعتبره طهران “حقاً سيادياً”. وبين هذا وذاك، يقف المجتمع الدولي أمام معضلة معقدة : كيف نمنع التسلح النووي دون أن نُفجِّر كارثة بيئية؟ ..

هذا الملف الحساس أثار جدلاً واسعاً، حول مدى تأثر هذه المنشآت بالهجمات الأمريكية ، وأصبح العالم في قلق ، من الإشعاع وليس من الصواريخ .
واستهداف منشآت نووية عاملة تحتوي على مواد مشعة، قد يؤدي إلى تسرب نووي، شبيه بما حدث في “فوكوشيما” أو “تشيرنوبل”، لكن هذه المرة في قلب منطقة الشرق الأوسط المكتظة بالسكان والنزاعات.

والسؤال الذي يؤرِّق العالم ماذا لو تسرب الإشعاع ؟ ..
بالتأكيد سيكون الشعب الإيراني أول المتضررين، بخاصة في المناطق القريبة من المنشآت ، حالات التسمم الإشعاعي، أمراض السرطان، وتشوهات الولادة قد تصبح ظواهر واسعة المدى.
الرياح لا تعرف الحدود ، الإشعاعات نووية قد تصل إلى دول الجوار ، العراق والخليج العربي خلال أيام ، والأثر البيئي قد يستمر لعقود .
من جانب آخر ، الاقتصاد العالمي ، أي كارثة إشعاعية في إيران ستؤثر مباشرة على أسواق الطاقة العالمية، وستشعل أسعار النفط، ناهيك عن إغلاق ممرات بحرية مثل مضيق هرمز.
وستكون الأرض كلها على موعد مع تحدٍ بيئي جديد، في وقت لم تتعافَ فيه بعد من تداعيات تغيّر المناخ.

في نهاية الأمر ، سواء تأثرت المنشآت أو لم تتأثر، فإن استهدافها ينذر بمخاطر تتجاوز الحسابات السياسية ، الصواريخ قد تصيب أو تخطئ، لكن الإشعاع لا يعرف الخطأ أو الصواب، بل الخراب .. إن تسرّب لن يعرف حدوداً .
لذا، فإن الحاجة لتسوية دبلوماسية شاملة، تضمن أمن المنطقة وتضع قيوداً صارمة على أي برنامج نووي، لم تكن يوماً أكثر إلحاحاً مما هي عليه الآن .

العالم اليوم ، أمام مرحلة حساسة، تستدعي أقصى درجات التعقّل والحكمة، ليس فقط لحماية المصالح السياسية، بل لضمان سلامة البشر والبيئة معاً ، فما يُهدد إيران اليوم، قد يُشعل نيراناً لا تنطفئ في الغد .