• ×
الأحد 13 يوليو 2025 | 07-12-2025

جدة غير .. موسمٌ يتنفس الجمال على ضفاف البحر

جدة غير .. موسمٌ يتنفس الجمال على ضفاف البحر
0
0
الآن - على ضفاف البحر الأحمر، تتهادى جدة بثوبها الصيفي الزاهي، تحتضن موسمًا لا يشبه سواه، وتثبت من جديد أنها “غير” بكل تفاصيلها.
موسم جدة 2025 ليس مجرد روزنامة فعاليات، بل هو قصيدة مفتوحة تُكتب كل يوم بلغة الفرح، وتُقرأ على لحن الموج، ويتردّد صداها في أزقة المدينة القديمة وفي أبراجها الحديثة على حدّ سواء.

جدة مدينة لا تنام، ولكن في هذا الموسم، باتت تتنفس الحياة بكل ما أوتيت من طاقة ، من لحظة شروق الشمس على كورنيش البحر ، وحتى خيوط الليل التي تتلألأ على ضوء عروض الدرون، تعيش المدينة إيقاعًا استثنائيًا، حيث يتحوّل البحر إلى مسرح، والسماء إلى شاشة عرض، والشوارع إلى ممرات للحكايا.

الناس هنا لا يأتون فقط ليتفرجوا، بل ليكونوا جزءًا من المشهد، يتذوقون نكهات المأكولات من كل الثقافات، يصفقون للعروض الفنية، يركضون في مسارات التحدي، ويبتسمون كثيرًا.

أجمل ما في موسم جدة أنه لا يعترف بالحدود الزمكانية ، في كل ركن تجد مزيجًا متناغمًا من العراقة والحداثة، من الشرق والغرب، من الأصالة والإبداع ، تقف في “غابة العجائب”، وكأنك في قلب حكاية خرافية، ثم تمشي دقائق لتجد نفسك في فعالية تراثية تحكي قصص حاراتها القديمة .

الموسم لا يهمه من أين أتيت، بل كيف تشعر ، ولهذا تراه يصنع لك لحظة تخصك وحدك ؛ ضحكة مع طفل في كرنفال، دهشة أمام فنان يرسم بالرمل، أو سكون داخلي وأنت تتأمل الغروب من منصة يخت عائم.

ما يميز جدة عن سواها، أنها لا تنفصل عن البحر، بل هي منه وفيه .
البحر ليس خلفية للموسم، بل رئته ، منه تنبع أفكار الفعاليات، وإليه يعود الزوار بعد كل جولة، كأن الموج يهمس لهم: “ارجعوا، لم تكتشفوا كل الجمال بعد”.

شعار الموسم هذا العام، المستوحى من “نجم البحر”، يعكس هذه العلاقة الأزلية بين المدينة ومائها ، وكأن جدة تقول للزوار : “هنا تتلاقى الأزمان .. الذكريات والمستقبل”.

موسم جدة ليس لحظة مؤقتة، بل ملامح مستقبل يُرسم على مهل ، كل تجربة، كل مسرحية، كل فعالية رياضية أو ثقافية، هي استثمار في إنسان هذه المدينة وزائرها.
هي رسالة تقول إن السياحة ليست ترفًا، بل صناعة، وأن الفرح يمكن أن يكون رافدًا للتنمية، لا مجرد عابر سبيل.

في جدة، نحن لا نحتفل فقط بالمكان بل بالمعنى ، أن تكون مدينة سعودية بهذا الاتساع والاختلاف، بهذا الحنين والابتكار، بهذا الحضور العالمي الذي لا يُشبه أحدًا.

جدة غير .. لأنها لا تكتفي بأن تُبهر، بل تُبهج.
لا تكتفي بأن تُدهش، بل تُحب ، وموسمها هو نافذتنا نحو كل ذلك ، موسمٌ لا نعيشه فقط، بل نُعيدُ اكتشاف أنفسنا من خلاله .

رحم الله مهندس الحرف والمعنى سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن ، ألبس جدة حُلّة من جمال ليكون ثوباً من خلود حين قال :

أسقي كل البحر .. من طلك عذوبة ..
وانثري ضيك عليه ..
في المساء مر .. وشذى عطرك في ثوبه ..
وماسك الشمس بإيديه ..
وش عليه يلعب فـ شعرك هبوبه
ويغسل أقدامك في مده
ويكتم أسرارك في جزره
ويلقى في رملك لـخده لا تعب .. حضن ومخده
وكل ما جا الطاري في عرس وخطوبه ..
وقلنا مين هي العروس ..
قالوا : جده