• ×
الخميس 28 أغسطس 2025 | 08-27-2025

رسالة .. من “أنا” في المستقبل .. إلى “أنا” الآن

رسالة .. من “أنا” في المستقبل .. إلى “أنا” الآن
0
0
الآن -

مرحباً أيها الجميل ..
أنا “أنت”، بعد عشرة أعوام من الآن ..
وأعلم أنك لا تتوقع هذه الرسالة، وربما تشك إن كانت من نسج الخيال
صدقني .. هذا أنا، قادمٌ من حيث وصلت، لأهمس لك بشيء بسيط ؛ كل شيء سيكون بخير ، بل، سيكون رائعاً !
دعني أوضح : لم أعد أكتب لأحذّرك، ولا لأُقلقك، بل جئت لأطمئنك، لأربّت على كتفك الذي أثقلته بالشك، لأقول لك: أنت على الطريق، حتى وإن لم ترَ المدى بعد ..

أعرف كم تعبت من التفكير، وكم وقفتَ عند مفترق طرق لا تعرف فيه أين تذهب ، والمفاجأة أنك كنت تعرف ..
في داخلك كانت البوصلة، حتى عندما ضاعت الخريطة ، كنت تمضي بخطى مترددة، لكنها كانت ثابتة في الاتجاه الصحيح

أتذكر تلك الفكرة الصغيرة التي راودتك ورفضتها مراراً لأنك شككت في نفسك ؟ ..
لقد أصبحت مشروعاً حقيقياً، غيّر حياتك، وغيّر حياة من حولك ، وأعلم أنك ما زلت تُخفي بعض أحلامك في دفاتر لا يقرؤها أحد، لكن دعني أقول لك: ستعود لتلك الدفاتر، وستراها تُطبع على الورق وتُقرأ في العيون ..
ولا أعدك أن الطريق سيكون سهلاً، لا أنكر أنني بكيتُ معك، وتعثرتُ معك، وانكسرنا مراتٍ لا تُعد ، و لم نتوقف ، كنا ننهض، نرتب الفوضى، ونكمل، وهذا ما صنع الفرق.

أريدك أن تعلم أن كل لحظة مررتَ بها، كانت تحمل درساً، وكل حلم خشيت أن تبوح به، كان يستحق أن يولد ..
الفكرة التي كتبتها ثم مزقتها ..
عدت إليها لاحقاً، وكتبتُها من جديد ، واليوم، يقرأها الآخرون ويشعرون بما شعرت ، كنتَ مُلهماً أكثر مما كنت تظن

هل تذكر تلك الأيام التي ظننتَ أن لا شيء يتحرك ؟..
في الحقيقة، كانت الجذور تنمو في صمت تحت الأرض، وكانت الحياة تتهيأ لتفاجئك بما لم تحسب له حساباً.
كنت تُزهر، دون أن تنتبه

لا تقلق كثيراً بشأن ما لم تصل إليه بعد
المستقبل ليس سباقاً، بل رحلة
وها أنا أُخبرك: في هذه الرحلة، أنت تفوز، كل يوم، حين تختار أن تستمر ..

اهتمّ بنفسك .. نم جيداً ..
اضحك كثيراً حتى لأبسط الأشياء
واحتفل بالخطوات الصغيرة، فهي التي صنعت ما أنا عليه اليوم.
ولأنك كنت شجاعاً بما يكفي لتصبر، أنا الآن أقف بثبات ، ولأنك صدّقت بشيءٍ صغير في داخلك، أعيش الآن دون انطفاء .

ابقَ على ما أنت عليه، وتقدّم، وأنا أعدك أن القادم أجمل مما تتصور



.. ؛ من المُستَقبل بكل حب