• ×
الخميس 28 أغسطس 2025 | 08-27-2025

الرجل الذي لاينام .. المسكون بحب المسرح العرّاب "فهد رده"

الرجل الذي لاينام  .. المسكون بحب المسرح  العرّاب "فهد رده"
0
0
الآن - عرّاب المسرح السعودي فهد رده، الرجل الذي كرّس حياته للإبداع المسرحي كتابةً وتأليفاً ، لايُذكر المشهد الثقافي في المملكة إلا وتجد بصمته من خلال أعماله المميزة ، شاهد زمان على تواجد حقبة تاريخية ثقافية تستحق الوقوف لتتأمّلها مَليًَّا .
صوتٌ مسرحيّ يحمل همّ التجديد، ويدافع عن فنٍّ يُعدّ في نظره رسالةً وضرورة إنسانية وثقافية.

قاريءٌ نهمٌ منذ نعومة أظفاره، حيث المكتبات القديمة في الطائف حيث تترى بأنواع المعرفة المتنوعة في مختلف المجالات .
القراءة والموروث والحكايات الشعبية والمجالس استطاعت أن تضُخ في وجدانه حب الكلمة، ما جعله يتجه إلى المسرح لا كمنصة للعرض فحسب، بل كأداة تعبير عن الهوية، والسؤال والقلق الوجودي.
هو “الرجل المسكون بالكتابة”، الذي لا يتعامل مع النص المسرحي كمجرد مشروع مؤقت، بل يعيشه و يتنفسه من تجارب شعورية متماسكة تعكس الحالة واللحظة ، وتطرح تساؤلات فلسفية عن الإنسان الإنسان ، عن الذاكرة والرائحة والمكان ، عن الدلالة والمدلول ، وربما عن الصدر والعجز ، وأحيانًا عن المبتدأ .. .. وعن الكثير الذي يضع المُتلقي أمام مرآة نفسه.

لم يكن الحارثي مُجرد مُؤلِف، بل ُمفكّر مسرحي يؤمن بأن المسرح يجب أن يحمل بصمة محلية تُترجم عُمق الفكرة ، قضيته الحرف ، وإنسانه المسرح مع الانفتاح على التجريب والحداثة.
في كتاباته، تجد المدن ، والشخصيات الشعبية، والعمق الروحي والحكايات ، ممزوجةً بلغة شعرية، ورؤية تحترم المُتلقي وتتبادل معه الأماكن .

لُقّب بـ”عرّاب المسرح السعودي” من أحبابه ومحبيه ، كلما أتيته وجدت عنده ثقافة حضور ، وأستاذية لأجيال من المسرحيين يتحدث عنها جمع المثقفين ، داعمٌ للمواهب الشابّة ، مشاركٌ فاعل في ورش العمل، والندوات، والمهرجانات الداخلية والخارجية ، هو مدرسةٌ مستقلةٌ في فَهم المسرح وتقديمه.
وبين المحلية والعالمية ، استطاع فهد رده أن يحجز للمسرح السعودي مكاناً على خريطة المسرح خارج الحدود ، صوتٌ يُمثّل الثقافة السعودية في المحافل الدولية، دون أن يتخلى عن جذوره وهويته .

حالة إبداعية نادرة ، وفكرٌ مسرحيٌ عميق، وشاهدٌ حي على تطور المسرح السعودي.
إنه الرجل الذي لاينام ، ولم يتعب من طرح الأسئلة على الخشبة، ولا يزال يسكُنه الحلم بأن يكون المسرح وسيلة للنهوض بالوعي، لا مجرد فرجة عابرة