• ×
الأحد 14 سبتمبر 2025 | 09-13-2025

المختبر المتنقل في أراضي الغطاء النباتي .. نقلةٌ نوعية نحو مستقبل أخضر ومستدام

المختبر المتنقل في أراضي الغطاء النباتي .. نقلةٌ نوعية نحو مستقبل أخضر ومستدام
0
0
 في سباق المملكة نحو تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي تسعى لزراعة 10 مليارات شجرة، وتأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، يبرز المختبر المتنقل كإحدى الأدوات الفنية الحديثة التي تعيد رسم ملامح العمل البيئي الميداني.

هذا المختبر لا يعد مجرد عربة مزودة بالتقنيات، بل هو منصة متكاملة للتحليل والرصد البيئي الفوري، تمنح فرق العمل القدرة على جمع البيانات الدقيقة في مواقع المشاريع مباشرة، ما يختصر الوقت، ويعزز كفاءة القرارات، ويدفع بعجلة الاستدامة.

ويأتي إطلاق المختبر المتنقل ضمن جهود المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الذي يقود المبادرات الوطنية الرامية إلى حماية الموارد الطبيعية وتنميتها؛ إذ يعمل المركز على تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التدهور البيئي، إلى جانب تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق التوازن البيئي، وتدعم التزامات المملكة الإقليمية والدولية في مجال الاستدامة، ومن خلال هذا المختبر، يضع المركز أداة متقدمة بين أيدي فرق العمل الميدانية ترفع جودة المشاريع وتزيد من فرص نجاحها.
*
ينطلق عمل المختبر المتنقل من مجموعة أهداف واضحة، يأتي في مقدمتها إجراء التحاليل الدقيقة للتربة والمياه والنبات في الميدان، ورصد العوامل المؤثرة على نجاح التجدد الطبيعي، مثل جودة التربة والرطوبة وصحة النبات، كما يهدف إلى دعم عمليات الرصد البيئي والتأهيل في المواقع المستهدفة، وتقليل نسب الفاقد في الشتلات، بما يسهم في تحسين استدامة مشاريع التشجير، إلى جانب تمكين المراقبة المستدامة للغطاء النباتي، عبر جمع بيانات لحظية متكاملة تساعد فيرفع كفاءة القرارات البيئية.
*
ومن خلال ما يقدمه المختبر المتنقل من قدرات تحليلية ورصد بيئي مباشر، من المتوقع أن يسهم بشكل كبيرفي اختصار الوقت والجهد؛ بسبب التحاليل الميدانية الفورية، وتوفير بيانات بيئية متكاملة تشمل التربة والمياه والمناخ وصحة النبات، كما أنه يدعم عملية اتخاذ القرار، عبر المساعدة في اختيار المواقع الأنسب للتشجير وتحديد الأنواع النباتية الملائمة لكل موقع، ويسهم في تعزيز الاستدامة، من خلال رفع معدلات نجاح الشتلات وخفض التكاليف الناتجة عن الفاقد.
*
ويتميز المختبر المتنقل بتجهيزات متطورة تمنحه القدرة على تقديم خدمات تحليل ورصد دقيقة في الميدان؛ فهو مزود بأجهزة تحليل فيزيائي وكيميائي للتربة، وأنظمة متقدمة لرصد جودة المياه والملوحة، إضافة إلى وحدات محمولة لقياس المناخ والرطوبة، كما يضم معدات متخصصة لفحص صحة النبات واكتشاف الأمراض مبكرًا، إلى جانب نظام رقمي يتيح رفع البيانات بشكل لحظي وربطها بقاعدة بيانات المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بما يضمن دقة المعلومات وسهولة الوصول إليها.
*
ولا يقتصر دور المختبر على الجانب الفني فحسب، بل يمتد أثره ليشكل قيمة استراتيجية تعزز من فرص إنجاح المبادرات الوطنية في مجال التشجير والتأهيل البيئي؛ فهو يسهم في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء، ويدعم تأسيس قاعدة بيانات وطنية دقيقة حول حالة التربة والغطاء النباتي، الأمر الذي يعزز مكانة المملكة إقليميًّا وعالميًّا في مجال الحلول البيئية المستدامة، ويجعلها في موقع ريادي لتبني أفضل الممارسات في مواجهة التحديات البيئية.

إطلاق المختبر المتنقل يمثل قفزة نوعية في إدارة مشاريع التشجير ومكافحة التصحر، حيث يجمع بين الدقة والسرعة والكفاءة، وبهذا يصبح أداة استراتيجية تدعم فرق العمل في الميدان، وتكرّس التزام المملكة بخيارات التنمية الخضراء والاستدامة البيئية، لتبقى مبادرة السعودية الخضراء نموذجًا عالميًّا في حماية البيئة وصون مواردها.