العالِم الروسي بوريس روزينغ .. المخترِع المجهول
10-30-2025 12:09 مساءً
0
0
اخترع بوريس روزينغ "1869-1933" طريقةً لنقل الصور كهربائيا عبر مسافات بعيدة، وهي أول طريقة إلكترونية لتسجيل وإعادة إنتاج الصور. هذا العالم فتح الباب أمام الانتقال من الأنظمة البصرية الميكانيكية لنقل الصور بالقصور الذاتي إلى طريقة إلكترونية بالكامل.
السؤال الذي حير الكثيرين ولا يزال، كيف يمكن لجهاز في صندوق مثل التلفزيون أن يكون نافذة تُرى من خلاله عوالم ومدن وأحداث مدهشة قريبة وبعيدة؟ للإلمام بـ"سر" هذا الصندوق السحري، يتوجب معرفة ماذا اخترع العالم الروسي بوريس روسينغ؟
تخيل معي هذا المشهد: في الماضي، أراد العلماء إرسال صورة من مكان إلى آخر، مثلما نرسل الرسائل. لكن كيف نرسل صورة عبر الأسلاك؟
يجري على ثلاث مراحل بسيطة:
المرحلة الأولى: تقطيع الصورة من خلال جهاز الإرسال.
تخيل أن لديك صورة مرسومة على ورقة، وتريد نسخها. أسهل طريقة هي النظر إلى الصورة سطرا سطرا، مثلما هو الحال حين تقرأ كتابا.
هذا بالضبط ما فعله العلماء. صنعوا آلة بها "مرايا دوارة" تعمل مثل قلم الماسح الضوئي. هذه المرايا تمسح الصورة خطًّا تلو الآخر، وتحولها إلى مجموعة من النقاط المضيئة والمطفأة.
المرحلة الثانية: ترجمة الضوء إلى إشارة.
الضوء الذي جمعه الماسح الضوئي يسقط على "خلية سحرية" هي خلية السيلينيوم الضوئية.
يمكن النظر إليها على أنها "مستشعر ضوء" ذكي: إذا كانت النقطة في الصورة "مضيئة"، تسمح الخلية بمرور تيار كهربائي قوي، وإذا كانت النقطة "مظلمة"، تسمح بمرور تيار "ضعيف".
والنتيجة: تحولت الصورة إلى "رسالة كهربائية" سرية، يمكن إرسالها عبر الأسلاك! كل نقطة في الصورة أصبحت نبضة كهربائية بقوة معينة.
المرحلة الثالثة: إعادة رسم الصورة من خلال جهاز الاستقبال.
وهنا أتى دور العالم "بوريس روزينغ" واختراعه العبقري "أنبوب أشعة الكاثود" الذي يعتبر الجد الأكبر لشاشات التلفزيون القديمة.
داخل هذا الأنبوب، يوجد "قلم إلكتروني" يمكن وصفه بالسحري وهو عبارة عن شعاع الإلكترون. هذا القلم يتحرك أمام الشاشة بنفس وتيرة حركة الماسح الضوئي تماما في جهاز الإرسال، سطرا سطرا.
الرسالة الكهربائية القادمة تتحكم في هذا القلم: إذا كانت الإشارة "قوية"، أي نقطة مضيئة في الأصل، يجعل القلم النقطة على الشاشة مضيئة. وإذا كانت الإشارة "ضعيفة" أي نقطة مظلمة في الأصل، يترك النقطة مظلمة.
والنتيجة: بتزامن حركة "الماسح" في الإرسال مع "القلم الإلكتروني" في الاستقبال، تتم إعادة رسم الصورة الأصلية نقطة بنقطة وسطرا سطرا على الشاشة أمام أعين المشاهدين .
بتعبير أبسط، كان النظام يعمل مثل آلة "نسخ" عالية التقنية في زمنها، حيث يُفكّك الصورة إلى إشارات كهربائية في طرف، ويعيد تجميعها من جديد في الطرف الآخر.
المعلومة المثيرة للدهشة بالنسبة للمعاصرين هي أن الصورة الأولى التي تم إرسالها بهذه الطريقة كانت مكونة من 12 سطرا فقط! تخيل وضوحها مقارنة بشاشات اليوم التي قد تصل إلى أكثر من 4000 سطر. كل ذلك هو عبارة عن "اللبنة الأولى" التي أدت إلى اختراع التلفزيون الذي نعرفه اليوم.
اللافت أن اسم هذا العالم الذي كان يُدرس في معهد سان بطرسبرغ للتكنولوجيا، غير معروف للكثيرين على الرغم من أن اختراعه يستخدم من قبل جميع سكان الأرض تقريبا. مع ذلك يبقى اسم بوريس روزينغ خالدا في سجلات التاريخ فهو أول من قدّم للعالم جهاز "التلفزيون".
روسيا اليوم
السؤال الذي حير الكثيرين ولا يزال، كيف يمكن لجهاز في صندوق مثل التلفزيون أن يكون نافذة تُرى من خلاله عوالم ومدن وأحداث مدهشة قريبة وبعيدة؟ للإلمام بـ"سر" هذا الصندوق السحري، يتوجب معرفة ماذا اخترع العالم الروسي بوريس روسينغ؟
تخيل معي هذا المشهد: في الماضي، أراد العلماء إرسال صورة من مكان إلى آخر، مثلما نرسل الرسائل. لكن كيف نرسل صورة عبر الأسلاك؟
يجري على ثلاث مراحل بسيطة:
المرحلة الأولى: تقطيع الصورة من خلال جهاز الإرسال.
تخيل أن لديك صورة مرسومة على ورقة، وتريد نسخها. أسهل طريقة هي النظر إلى الصورة سطرا سطرا، مثلما هو الحال حين تقرأ كتابا.
هذا بالضبط ما فعله العلماء. صنعوا آلة بها "مرايا دوارة" تعمل مثل قلم الماسح الضوئي. هذه المرايا تمسح الصورة خطًّا تلو الآخر، وتحولها إلى مجموعة من النقاط المضيئة والمطفأة.
المرحلة الثانية: ترجمة الضوء إلى إشارة.
الضوء الذي جمعه الماسح الضوئي يسقط على "خلية سحرية" هي خلية السيلينيوم الضوئية.
يمكن النظر إليها على أنها "مستشعر ضوء" ذكي: إذا كانت النقطة في الصورة "مضيئة"، تسمح الخلية بمرور تيار كهربائي قوي، وإذا كانت النقطة "مظلمة"، تسمح بمرور تيار "ضعيف".
والنتيجة: تحولت الصورة إلى "رسالة كهربائية" سرية، يمكن إرسالها عبر الأسلاك! كل نقطة في الصورة أصبحت نبضة كهربائية بقوة معينة.
المرحلة الثالثة: إعادة رسم الصورة من خلال جهاز الاستقبال.
وهنا أتى دور العالم "بوريس روزينغ" واختراعه العبقري "أنبوب أشعة الكاثود" الذي يعتبر الجد الأكبر لشاشات التلفزيون القديمة.
داخل هذا الأنبوب، يوجد "قلم إلكتروني" يمكن وصفه بالسحري وهو عبارة عن شعاع الإلكترون. هذا القلم يتحرك أمام الشاشة بنفس وتيرة حركة الماسح الضوئي تماما في جهاز الإرسال، سطرا سطرا.
الرسالة الكهربائية القادمة تتحكم في هذا القلم: إذا كانت الإشارة "قوية"، أي نقطة مضيئة في الأصل، يجعل القلم النقطة على الشاشة مضيئة. وإذا كانت الإشارة "ضعيفة" أي نقطة مظلمة في الأصل، يترك النقطة مظلمة.
والنتيجة: بتزامن حركة "الماسح" في الإرسال مع "القلم الإلكتروني" في الاستقبال، تتم إعادة رسم الصورة الأصلية نقطة بنقطة وسطرا سطرا على الشاشة أمام أعين المشاهدين .
بتعبير أبسط، كان النظام يعمل مثل آلة "نسخ" عالية التقنية في زمنها، حيث يُفكّك الصورة إلى إشارات كهربائية في طرف، ويعيد تجميعها من جديد في الطرف الآخر.
المعلومة المثيرة للدهشة بالنسبة للمعاصرين هي أن الصورة الأولى التي تم إرسالها بهذه الطريقة كانت مكونة من 12 سطرا فقط! تخيل وضوحها مقارنة بشاشات اليوم التي قد تصل إلى أكثر من 4000 سطر. كل ذلك هو عبارة عن "اللبنة الأولى" التي أدت إلى اختراع التلفزيون الذي نعرفه اليوم.
اللافت أن اسم هذا العالم الذي كان يُدرس في معهد سان بطرسبرغ للتكنولوجيا، غير معروف للكثيرين على الرغم من أن اختراعه يستخدم من قبل جميع سكان الأرض تقريبا. مع ذلك يبقى اسم بوريس روزينغ خالدا في سجلات التاريخ فهو أول من قدّم للعالم جهاز "التلفزيون".
روسيا اليوم