• ×
السبت 21 سبتمبر 2024 | 09-20-2024

التطريز وصناعة الدمى يرويان قصص الأفغانيات في الهند

التطريز وصناعة الدمى يرويان قصص الأفغانيات في الهند
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية_ دعاء الحربي في سعيهن للفرار من أهوال الماضي ، تحاول العديد من النساء الأفغانيات اللائي لجأن إلى الهند تمكين أنفسهن عبر أنماط فنية متنوعة ، بعض منها تعلمنها في بلادهن ، والبعض هنا في وطنهن الجديد الهند .

بعد مرور 4 سنوات ، تمكنت من أن تصبح رائدة من رواد أعمال إلى جانب نساء أخريات تجمعن لإنشاء دار التطريز الأفغانية في العاصمة الهندية نيودلهي .

كان من المذهل مطالعة أيديها وهي تعمل بصورة سحرية مع عدد قليل من النساء الأخريات ، وباستخدام الإبر والخيوط الحريرية ، وتطريز أشكال هندسية معقدة على «الشال» .

ولا بد للتطريز أن يكون محكماً لا تشوبه شائبة .

تقول سلمى : « فنون التطريز أصيلة للغاية في التاريخ الثقافي لأفغانستان ، وعادة ما تهتم به النساء والفتيات هناك ، وصار النمط الفني الذي تعلمته في صغري يمثل حياتي الجديدة في هذه البلاد » .

وعلى العكس منها ، تنتمي علياء إلى عائلة يعمل أفرادها في الحياكة والتطريز في العاصمة كابل .

وتقول عن ذلك : " أثناء حكم (طالبان) لم يكن يُسمح للفتيات بالدراسة أو حتى الخروج من المنزل ، لذلك اهتمت أمي بتعليمي فن التطريز لمساعدتنا في التغلب على تلك الفترات العصيبة ، ولم أكن أدرك وقتها أن ذلك سوف يساعدني على النحو الحالي ".

وتعتبر أفغانستان موطناً لبعض من أقدم وأفضل فنون وأساليب التطريز على مستوى العالم ، ولكل فن وأسلوب تاريخه وتصاميمه وألوانه الفريدة .

ولقد عبرت هذه الحرفة النسائية سنوات الحرب والقلاقل والاضطرابات التي مرت بها البلاد ولا تزال .

وترجع فنون التطريز إلى تاريخ قديم في أفغانستان ، وعادة ما تعمل به النساء والفتيات ، اللائي يشتغلن على منسوجات الحرير الثقيل ، أو الصوف ، أو الأقمشة القطنية ، وتختلف التصاميم باختلاف المحافظات والمناطق في البلاد .

على ذلك النحو ، شرعت مجموعة أخرى من النساء الأفغانيات اللاجئات في إطلاق علامة تجارية للتطريز الأفغاني تحت اسم «عتيقة» والتي تعني الأزياء ذات الطراز العتيق .

وأن غالبية الفتيات الأفغانيات يتعلمون فنون التطريز ، إذ إنها تعد جزءاً من منظومة الزواج ، فلا تعتبر العروس امرأة جيدة إن كانت تجهل العمل بالإبرة .

وفي روايتها لقصة كفاحها في دلهي ، تقول سناء : « أواصل الاتصال بالوطن مراراً لمعرفة ما إذا كانت العودة إلى هناك آمنة من عدمها ، ودائماً ما تأتيني الإجابة بالنفي القاطع ، ورويداً رويدا بدأت أدرك أن العودة إلى الديار ليس من خيارات حياتي .

غير أن واحدة من كبريات المشاكل التي يعاني منها اللاجئون مثلي هي كسب العيش في بلاد جديدة .

لم تكن سناء تعرف من أين تبدأ ، وأضافت قائلة : « لاحظ أحد المحامين المعنيين بشؤون الهجرة واللجوء السياسي ، ويعمل لدى أحد المراكز القانونية لمعاونة اللاجئين في دلهي ، مركز الهجرة واللجوء ، حيث يقدمون المساعدات للاجئين المطالبين بحق اللجوء السياسي عبر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الهند ، وجود بعض التطريز على ثيابي ، ومن هناك انبعثت فكرة مشروع (عتيقة) .

وساعدنا مركز الهجرة واللجوء في توفير بعض الأموال للبدء في المشروع وتأمين المواد الأولية للعمل ، ثم الحصول على العينات مقابل منح النساء راتباً صغيراً ، ثم تم ترتيب القطع التي أنتجتها النساء في كتالوج صغير يستخدمه مركز الهجرة واللجوء في جمع الأموال لصلح مشروع عتيقة ، ثم منحتنا مؤسسة (فيجيف) الأميركية المعنية بمساعدة وتمكين النساء مبلغاً وقدره 7500 دولار مخصصة لمواصلة العمل والإنتاج .

الدمى اليدوية الجميلة التي تحسن صناعتها رفقة العديد من النساء الأخريات تروي حكايات الفظائع المريرة التي مررن بها في حياتهن ، وهناك مؤسسة (سيلايوالي) الاجتماعية المعنية بتدريب وتوظيف النساء الأفغانيات اللاجئات على صناعة الدمى اليدوية الرائعة التي ترتدي الملابس العصرية الراقية ، وتُصنع هذه الدمى من قصاصات الأقمشة والنسيج المعاد تدويرها والخارجة عن صناعة النسيج في دلهي .

وتتاح هذه الدمى في العديد من المتاجر الهندية ، واحتفالاً باليوم العالمي للاجئين ، اختارت مجموعة متاجر «يونيكلو» اليابانية بيع منتجات مؤسسة «سيلايوالي» من الدمى في متاجرها كوسيلة من وسائل جمع المزيد من الأموال لصالح المؤسسة .

كما يقوم متجر «إنزلشتوك» للمنتجات اليدوية في مدينة زيوريخ الألمانية ببيع تلك الدمى أيضاً .

وفي المستقبل القريب ، تخطط مؤسسة «سيلايوالي» لبيع الدمى في الولايات المتحدة الأميركية عبر إضافة شخصيات جديدة مثل الحصان وفهد الثلوج إلى المجموعة الحالية .

أ ش أ