أسبوع الموضة .. حدثٌ في صناعة الأزياء

الآن - أسبوع الموضة حدثٌ في صناعة الأزياء ، يستمر لأسبوع واحد تقريبا وفيه يسمح لمصممي الأزياء والعلامات التجارية أو «بيوت الأزياء» عرض أحدث مجموعاتهم ، ويسمح للمشترين ووسائل الإعلام بإلقاء نظرة على أحدث الصيحات ، كما تُخبر عما هو دارج أو غير دارج لهذا الموسم .

وتقام أسابيع الموضة الأبرز في عواصم الموضة الأربعة في العالم: نيويورك ولندن وميلانو وباريس ، وتعقد بعض أهم أسابيع الموضة في العالم في أستراليا وبنغالور وجاكرتا وبرلين وبانكوك وبرشلونة وسيول وطوكيو وساو باولو ولوس انجليس ولودز وروما ودبي وهونغ كونغ وبوينس آيرس وسنغافورة ووتورونتو ودالاس ومدريد

أقيم أول اسبوع للموضة في نيويورك عام 1943، إذ كان الهدف الرئيسي منه صرف الانتباه عن الموضة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية عندما كان العاملون في مجال صناعة الأزياء عاجزين عن السفر إلى باريس ، إذ انها فرصة مناسبة للمصممين في أمريكا التي تعتبر الأزياء الفرنسية مصدر إلهام لهم ، ونظّمت خبيرة الموضة "الينور لابرت" حدثاً أطلقت عليه «أسبوع الصحفيين» والذي كان هدفه تسليط الضوء على المصممين للفت انتباه الصحافة المهتمة بالموضة التي كانت تتجاهل تصاميمهم في السابق ، ولاقى هذا الحدث نجاحاً ساحقاً، ونتيجة لذلك بدأت مجلة فوغ «والتي عادة ما تمتليء بالتصاميم الفرنسية» تضم العديد من الابتكارات الأمريكية ، حتى عام 1994 , أطلقت الكثير من العروض في أماكن مختلفة مثل الفنادق والشُرف.
وفي النهاية، وبعد ماحدث في عرض مايكل كورس على إثر حادث نتيجة خلل هيكلي في المبنى، تم نقل الحدث إلى حديقة براينت التي تقع خلف مكتبة نيويورك العامة، وهناك بقيت تعرض التصاميم حتى عام 2010 وتم بعد ذلك نقله إلى مركز لينكولن.
وقبل لامبرت بوقت طويل، كانت هناك عروض أزياء في جميع أنحاء أمريكا ، وفي عام 1903م قدّم متجر ايريك برذرس في مدينة نيويورك ما يُعتقد أنه أول عرض للأزياء لجذب الطبقة المتوسطة من الإناث للمتجر.
ومن عام 1910م قامت العديد من المتاجر الكبيرة بعروض أزياء خاصة بهم، ذلك أن من المحتمل أن تجار المحلات رأوا ما يسمى ب«مسيرة الأزياء» في صالونات باريس لتصميم الأزياء وقرروا استخدام هذه الفكرة، فكانت هذه المسيرات وسيلة فعالة لرقي المتاجر وتحسين وضعهم.
ومن 1920 كانت جميع المتاجر تقدّم عروض الأزياء في جميع الأنحاء ، حيث كانوا ينظِّمون عروض الأزياء ويعرضونها في مطعم المتجر خلال وقت الغداء أو العشاء في عروض مُكلفة جداً ، أكثر من يومنا الحاضر ، مؤسسة على فكره واحدة مرفقة بنقد وتعقيب ، ومنتشرة بشكل هائل وتجذب الآلاف من الحشود في متاجر نيويورك ، وفي الخمسينات كان يجب على أصحاب المتاجر أن يكون لديهم ترخيص للحصول على عارضات أزياء.


يحدث أسبوع الموضة مرتين في السنة في عواصم الموضة الرئيسية، ويتم عقدها قبل عدة أشهر من الموسم حتى تتمكن الصحافة والمشترون من معاينة تصاميم الأزياء للموسم التالي.
ويعرض المصممون من يناير حتى أبريل مجموعات الخريف والشتاء ،ويعقد أسبوع الموضة للربيع والصيف من سبتمبر حتى نوفمبر.
كما أنه أيضاً يعمل على إتاحة الوقت لتجار التجزئة للتنظيم لشراء أو لدمج المصممين في التسويق بالتجزئة الخاص بهم ، وعرض أحدث الابتكارات في مجال تصاميم الفساتين من قبل مصممي الأزياء المشاهير خلال أسابيع الموضة هذه ، ويتم تغطية كل هذه المجموعات في أحدث المجلات كمجلة فوغ .

وفي جدولة ذلك تبدأ نيويورك استضافة أسابيع الموضة مع بداية كل موسم وتتبعها المدن الأخرى بالترتيب ، وهناك موسمين رئيسيين في السنة - الخريف ، الشتاء والربيع ، الصيف.
بالنسبة للأزياء النسائية، تبدأ عروض "الخريف ، الشتاء" دائما في مدينة نيويورك في فبراير وتنتهي في مدينة باريس في مارس ، أما بالنسبة لعروض "الربيع ،الصيف" فتبدأ في نيويورك في سبتمبر وتنتهي في باريس في أكتوبر ، وبالنسبة للأزياء الرجالية، تبدأ عروض "الخريف ، الشتاء" في يناير في مدينة ميلانو لمدة تقل عادة عن أسبوع ويليه عرض آخر لمدة أسبوع قصير في باريس ، أما بالنسبة لعروض "الربيع ، الصيف" تنتهي في يونيو .

عروض الهوت كوتور للأزياء النسائية تحدث عادة بعد أسبوع من عروض الأزياء الرجالية في مدينة باريس ، وفي أكتوبر 2011 عرض "الهوت كوتور" للأزياء النسائية لأول مرّة في مدينة سنغافورة، خلال أسبوع الموضة النسائية الخاص بالهوت كوتور ، وتعتبر أول مرة تمّ فيها إقامة عروض هوت كوتور للأزياء النسائية خارج مدينة باريس.

على مدى السنوات القليلة الماضية، تم عرض مجموعات موسمية للكثير من المصممين بين موسمي الخريف/الشتاء والربيع/ الصيف التقليديين ، وعادة ما تكون هذه المجموعات تجارية أكثر من كونها مجوعات رئيسية للموسم، وتساعد في تقليص مدة انتظار الزبون لملابس الموسم الجديد ، حيث يوجد مجموعات مشتركة المواسم ..
المجموعة الأولى تسمى مجوعة المصيف/الجولة البحرية وتشمل (ما قبل الربيع / الصيف), والمجوعة الثانية تسمى مجموعة ما قبل الخريف وتشمل (ما قبل الخريف / الشتاء) ، ولا يوجد جدول زمني محدد لهذه العروض في أي من عواصم الموضة الرئيسية لكنها عادة ما تحدث بعد ثلاثة أشهر من قدوم الموسم الرئيسي ، و يعرض بعض المصممين مجموعاتهم المشتركة المواسم في خارج مدنهم ، كالمصمم كارل لاغرفيلد الذي عرض مجموعات المصيف وما قبل الخريف لماركة شانيل في عدة مدن مثل موسكو ولوس انجلوس ومونت كارلو بدلا من أن يعرضها في مدينة باريس.

ويفضل العديد من المصممين عرض العروض خلافا للعروض التقليدية خلال فترة مجموعات المصيف وما قبل الخريف، وذلك إما لخفض التكاليف أو لأنهم يشعرون بأن هذه الوسيلة سبب لفهم الأزياء على نحو أفضل.

ويمكن أن تكون بعض أسابيع الموضة محددة النوع، مثل أسبوع ميامي للموضة (لملابس السباحة) ، ريو سمر (لملابس السباحة)، أسبوع بخيتابغتي (الملابس الجاهزة للارتداء)، أسبوع كوتور (يعرض نوع من تصاميم المصمم الأصلية) ، أسبوع برايدال فاشن ويك ، كما يعرض في أسبوع الموضة في بورتلاند الواقعة في (ولاية أوريغون، الولايات المتحدة الأمريكية) بعض أصدقاء البيئة من المصممين تصميماتهم.

أسبوع الأزياء السعودي ..

نظّمت هيئة الأزياء لتنظيم أسبوع الأزياء الأول من نوعه في قلب العاصمة الرياض في الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر الماضي ،قدمت خلالها 30 علامةً تجاريةً سعودية المنشأ الكثير من التصاميم الخلّابة، استهدفت استقطاب مجتمع الأزياء العالمي، ومنهم المشاهير، وكبار الشخصيات، والمشترين، إلى جانب أصحاب المصلحة الرئيسيين للقطاع ، احتفاءً بمشهد الأزياء السعودي المزدهر، وبهدف تعزيز تطوّر قطاع الأزياء على الصعيدين المحلي والدولي ، وإتاحة الفرصة للعلامات التجارية المحلية لتتواصل مع العالم الخارجي" ، واستهدفت حضور أكثر من 250 شخصية من قادة الفكر، وأصحاب المصلحة بمجتمع الأزياء الدولي. وقدّمت معرضاً يضم منتجات صممتها علامات تجارية محلية، ومنحت الحضور والمشترين الدوليين نظرة أكثر عمقاً إلى عقلية المصممين السعوديين، وأصحاب العلامات التجارية المعروفة، وإلى طيف واسع من الأنماط والقطع المختلفة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للحضور لتكوين الروابط، وبناء العلاقات، وإقامة الحوارات.

ويتمتع قطاع الأزياء السعودي وفقاً لتقرير "حالة قطاع الأزياء في المملكة العربية السعودية 2023"، بأكبر معدّل نمو متوقع من بين الأسواق الضخمة وعالية الدخل؛ فبين عامي 2021م و2025م من المتوقع أن تنمو مبيعات التجزئة لقطاع الأزياء السعودي بنسبة 48% لتصل إلى 32 مليار دولار - أي بمعدّل نمو سنوي قدره 13% -، وعطفاً على النمو الاقتصادي الهائل، وارتفاع التعداد السكاني بالمملكة من المتوقع أن يحقق القطاع أرباحاً استثنائية، والتي ستنال منها قطاعات الملابس والإكسسوارات والأحذية والسلع الفاخرة حصة الأسد، وقد بلغت مبيعات الأزياء الفاخرة في عام 2021 بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 9.6 مليارات دولار، ما مكّن المملكة من تحقيق نمو نسبته 19%.

شارك