كيف صعدت أغاني الأنيمي اليابانية نحو العالمية ؟

05-12-2025 11:03 صباحاً
0
0
يُقال إن البداية الفعلية لتاريخ الأنيمي التلفزيوني الياباني كانت مع عرض مسلسل ”الفتى أسترو (كوكي)“ في عام 1963. وقد كتب كلمات أغنية شارة البداية الشاعر تانيكاوا شونتارو، وتميّزت بعبارات سهلة الحفظ، تعكس ملامح الشخصية الرئيسية وقدرات بطلها الآلي. وكان يُشار عادة إلى الأنيمي آنذاك باسم ”مانغا تلفزيونية للأطفال“، وكانت الأولوية في الشارات تمنح للبساطة، حيث كانت تُكرر أسماء الشخصيات وحركاتها الشهيرة لتكون سهلة الحفظ.
وشكّلت شارة أنيمي ”سفينة الفضاء ياماتو“ عام 1974 نقطة تحول كبرى. كتب الكلمات الشاعر المعروف أكو يو، وجاءت بموسيقى ذات طابع قتالي بعيد عن ”أناشيد الأبطال“ الموجهة للأطفال، فحملت طابعا دراميا لاقى صدى لدى البالغين. وبحلول أواخر السبعينات، قدمت أعمال مثل ”أشيتا نو جو“ و ”البدلة المتحركة غاندام“ قصصا أكثر نضجا، وكانت شاراتها تنسجم مع ذلك التوجه، حيث ركزت على السمات الأدبية والفنية. وأسهم هذا التحول تدريجيا في تغيير النظرة إلى أعمال الأنيمي في كونها تقتصر على الأطفال، ووسّع الإمكانات التعبيرية لأغاني الأنيمي.
شهدت أغاني الأنيمي في ثمانينات القرن الماضي نقلة نوعية نحو التحول إلى طابع البوب. ففي أنيمي ”عين القطة“ المقتبس من مانغا لهوجو تسوكاسا، أدت مغنية البوب الشعبي أنري شارة البداية التي لاقت نجاحا باهرا. وقد أديت الأغنية حتى في برنامج رأس السنة الشهير ”كوهكو أوتا غاسن“ على قناة هيئة التلفزيون والإذاعة اليابانية NHK، ما شكّل سابقة مهمة لقبول أغاني الأنيمي كجزء من موسيقى البوب السائدة.
وبالمثل، جاءت أغنية ”Get Wild“ لفرقة TM Network التي ظهرت كشارة النهاية لأنيمي ”سيتي هانتر“، وهو عمل آخر من تأليف هوجو، لتندمج بقوة مع السرد البصري للأنيمي وأصبحت واحدة من أكثر شارات الأنيمي شهرة في التاريخ. وساهم هذا في تسريع وتيرة استعانة أغاني الأنيمي بفنانين من الصف الأول في موسيقى البوب.
ومع حلول التسعينات، بات الخط الفاصل بين أغاني الأنيمي والبوب الياباني أكثر ضبابية. فقد شارك فنانون بارزون مثل زارد واندز وأوغورو ماكي و B’z في تقديم شارات أعمال أنيمي مثل ”سلام دانك“ و ”المحقق كونان“، حيث أدوا سلسلة من الأغاني التي تجاوزت ملايين المبيعات.
في غضون ذلك، ضم أنيمي ”رورو ني كينشين“ أغاني لفنانين كبار مثل جودي آند ماري وتي إم ريفولوشن وسيام شيد وذا يلو مونكي ولارك آن سيل. وأدى ذلك إلى ترسيخ الفكرة الجديدة المتمثلة في أن شارات الأنيمي يمكن أن تتصدر قوائم الأغاني، ما زاد من اندماج موسيقى الأنيمي في صناعة الموسيقى اليابانية السائدة.
كما شهد العقد الأول من القرن الحالي صعود الإنترنت، ما ساعد في ترسيخ شعبية أغاني الأنيمي عالميا. فعلى سبيل المثال، اكتسبت فرقة الروك البديل ”ذا بيلوز“ قاعدة جماهيرية مخلصة في الخارج من خلال عملها على أنيمي FLCL. وبالمثل، انطلقت فرق مثل ”إيجين كنغ فو جنيريشن“ و ”فلو“، اللتان قدمتا شارات لأنيمي ناروتو، في جولات دولية، ما أبرز الدور الذي تلعبه أغاني الأنيمي في تعريف الساحة الموسيقية العالمية بالفرق اليابانية.
ومع ظهور خدمات البث مثل Spotify ويوتيوب في العقد الثاني من القرن حالي، وصلت شارات الأنيمي إلى جمهور عالمي أوسع من أي وقت مضى، ما عزز حضورها على المسرح الموسيقي العالمي.
باتت أغاني الأنيمي اليوم جزءا راسخا من المشهد الموسيقي الياباني فقد أصبح الأنيمي فرصة جذابة بشكل متزايد للتعاون الفني، متجاوزة في كثير من الأحيان شارات المسلسلات الدرامية والإعلانات التجارية من حيث الانتشار والنجاح. وفيما يتعلق بالفنانين، يمثل العمل في مشاريع الأنيمي سبيلا نحو العالمية وكسب جمهور جديد. ولا ريب الآن في أن أغاني الأنيمي باتت من أهم قنوات انتشار الموسيقى محليا وعالميا.
جيجي برس
وشكّلت شارة أنيمي ”سفينة الفضاء ياماتو“ عام 1974 نقطة تحول كبرى. كتب الكلمات الشاعر المعروف أكو يو، وجاءت بموسيقى ذات طابع قتالي بعيد عن ”أناشيد الأبطال“ الموجهة للأطفال، فحملت طابعا دراميا لاقى صدى لدى البالغين. وبحلول أواخر السبعينات، قدمت أعمال مثل ”أشيتا نو جو“ و ”البدلة المتحركة غاندام“ قصصا أكثر نضجا، وكانت شاراتها تنسجم مع ذلك التوجه، حيث ركزت على السمات الأدبية والفنية. وأسهم هذا التحول تدريجيا في تغيير النظرة إلى أعمال الأنيمي في كونها تقتصر على الأطفال، ووسّع الإمكانات التعبيرية لأغاني الأنيمي.
شهدت أغاني الأنيمي في ثمانينات القرن الماضي نقلة نوعية نحو التحول إلى طابع البوب. ففي أنيمي ”عين القطة“ المقتبس من مانغا لهوجو تسوكاسا، أدت مغنية البوب الشعبي أنري شارة البداية التي لاقت نجاحا باهرا. وقد أديت الأغنية حتى في برنامج رأس السنة الشهير ”كوهكو أوتا غاسن“ على قناة هيئة التلفزيون والإذاعة اليابانية NHK، ما شكّل سابقة مهمة لقبول أغاني الأنيمي كجزء من موسيقى البوب السائدة.
وبالمثل، جاءت أغنية ”Get Wild“ لفرقة TM Network التي ظهرت كشارة النهاية لأنيمي ”سيتي هانتر“، وهو عمل آخر من تأليف هوجو، لتندمج بقوة مع السرد البصري للأنيمي وأصبحت واحدة من أكثر شارات الأنيمي شهرة في التاريخ. وساهم هذا في تسريع وتيرة استعانة أغاني الأنيمي بفنانين من الصف الأول في موسيقى البوب.
ومع حلول التسعينات، بات الخط الفاصل بين أغاني الأنيمي والبوب الياباني أكثر ضبابية. فقد شارك فنانون بارزون مثل زارد واندز وأوغورو ماكي و B’z في تقديم شارات أعمال أنيمي مثل ”سلام دانك“ و ”المحقق كونان“، حيث أدوا سلسلة من الأغاني التي تجاوزت ملايين المبيعات.
في غضون ذلك، ضم أنيمي ”رورو ني كينشين“ أغاني لفنانين كبار مثل جودي آند ماري وتي إم ريفولوشن وسيام شيد وذا يلو مونكي ولارك آن سيل. وأدى ذلك إلى ترسيخ الفكرة الجديدة المتمثلة في أن شارات الأنيمي يمكن أن تتصدر قوائم الأغاني، ما زاد من اندماج موسيقى الأنيمي في صناعة الموسيقى اليابانية السائدة.
كما شهد العقد الأول من القرن الحالي صعود الإنترنت، ما ساعد في ترسيخ شعبية أغاني الأنيمي عالميا. فعلى سبيل المثال، اكتسبت فرقة الروك البديل ”ذا بيلوز“ قاعدة جماهيرية مخلصة في الخارج من خلال عملها على أنيمي FLCL. وبالمثل، انطلقت فرق مثل ”إيجين كنغ فو جنيريشن“ و ”فلو“، اللتان قدمتا شارات لأنيمي ناروتو، في جولات دولية، ما أبرز الدور الذي تلعبه أغاني الأنيمي في تعريف الساحة الموسيقية العالمية بالفرق اليابانية.
ومع ظهور خدمات البث مثل Spotify ويوتيوب في العقد الثاني من القرن حالي، وصلت شارات الأنيمي إلى جمهور عالمي أوسع من أي وقت مضى، ما عزز حضورها على المسرح الموسيقي العالمي.
باتت أغاني الأنيمي اليوم جزءا راسخا من المشهد الموسيقي الياباني فقد أصبح الأنيمي فرصة جذابة بشكل متزايد للتعاون الفني، متجاوزة في كثير من الأحيان شارات المسلسلات الدرامية والإعلانات التجارية من حيث الانتشار والنجاح. وفيما يتعلق بالفنانين، يمثل العمل في مشاريع الأنيمي سبيلا نحو العالمية وكسب جمهور جديد. ولا ريب الآن في أن أغاني الأنيمي باتت من أهم قنوات انتشار الموسيقى محليا وعالميا.
جيجي برس