الموسيقى .. علاقة فريدة بين الصوت والجهاز العصبي !

05-14-2025 08:51 صباحاً
0
0
متابعة تتجاوز الموسيقى الحدود اللغوية والثقافية، إذ أنها تتحدث إلى الروح مباشرةً، ولهذه اللغة العالمية القدرة على إثارة المشاعر، وإحياء الذكريات، وحتى التأثير على السلوك. يدرس علم النفس للموسيقى الطرق التي تعالج النغمات فيها عقولنا وتستجيب لمكونات موسيقية مختلفة، مثل: الإيقاع، واللحن، والتناغم، والكلمات.
هل سمعت يومًا أغنية كنت تسمعها في الماضي وتأثرت فورًا بها، شاعراً بالحنين؟ الذاكرة الموسيقية هي ظاهرة قوية تسلط الضوء على العلاقة العميقة بين الألحان والتجارب الشخصية؛ فبعض الأغاني أو الأصوات، يمكن أن تثير المشاعر والذكريات المرتبطة بلحظات معينة، أو أشخاص، أو أماكن. يمكن لهذا أن ينقلنا إلى لحظات من الماضي، مؤثرًا على مزاجنا بشكل كبير.
التأثير الفوري للموسيقى على المشاعر عميق جداً، إذ تثير الألحان المرحة مع الإيقاعات القوية مشاعر الفرح والطاقة، بينما تحفز التراكيب الموسيقية البطيئة الهدوء وتعزز التأمل. وهذا الصدى العاطفي لا يتشكل صدفة؛ بل نتيجة للتفاعل المعقد بين الموسيقى والدماغ.
أظهرت الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى يحفّز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً في توليد الشعور بالسعادة والإنجاز. وفسرت هذه الاستجابة البيوكيميائية سبب توليد بعض الأغاني الشعور بالبهجة داخلنا، بالإضافة إلى سبب استخدام الموسيقى كأداة لتحسين المزاج.
يقوم الكثير من الناس بإنشاء قوائم أغاني تناسب حالاتهم العاطفية المختلفة، وينتقون المقطوعات المرتبطة بمشاعر معينة، والتي تساعدهم على تعديل مزاجهم.
ظهر مجال العلاج بالموسيقى بعدما تم إثبات تأثير الموسيقى على المشاعر والصحة النفسية، ويستخدم المعالجون بالموسيقى القوى المعالجة والعاطفية للموسيقى لمساعدة المرضى على التعافي جسدياً وعاطفياً، كما يُطبق هذا النوع من العلاج في مجموعة واسعة من العلاجات السريرية، وقد ثَبُتت فعاليته في علاج حالات مثل القلق، والاكتئاب، وطيف التوحد، واضطرابات ما بعد الصدمة.
خلال جلسات العلاج بالموسيقى، يُشجع المرضى على التفاعل مع الموسيقى بطريقتهم، إذ يَستخدم العلاج بالموسيقى القوة الفطرية للموسيقى للغوص في مشاعرنا الداخلية وتسهيل العلاج؛ سواء من خلال التفاعل النشط، مثل: الغناء أو عزف الآلات، أو بمجرد الاستماع إلى المقطوعات الموسيقية.
من خلال الوصول إلى حقيقة العلاقة المعقدة بين الصوت والنفس البشرية، يقدم العلاج بالموسيقى مخرجاً إبداعياً وغير لفظي للتعبير عن الذات والشفاء. وبينما يشق الناس طريقهم في حياتهم، يمهد العلاج بالموسيقى الطريق نحو تحررهم العاطفي، واكتشاف ذواتهم، ورفاهيتهم بشكل عام.
دراسة علم النفس للموسيقى تقدم رؤى مثيرة للاهتمام في العقل البشري، فاستجابتنا الفسيولوجية العميقة والتي لا مثيل لها للألحان والإيقاعات والتناغمات تُظهر كيف يمكن للموسيقى أن تغير توجهاتنا العاطفية، وتثير ذكرياتنا، وتخفف من آلامنا - اثباتاً على التأثير العميق الذي تحمله الموسيقى على رفاهيتنا.
من التحرير العاطفي الذي تشعر به أثناء الغناء مع أغنيتك المفضلة، إلى التجارب المشتركة والمحورية التي تُقدمها المهرجانات الموسيقية مثل ساوندستورم، تواصل الموسيقى بناء نسيج قوي يُعزز حياتنا، ويقربنا من بعضنا البعض. وبينما نُشق طريقنا من خلال تعقيدات الشاعر والأفكار، يمكن للألحان الصحيحة أن تمنحنا الراحة، والفرح، والإحساس بالاتصال.
غالباً ما ينظر إلى الموسيقى على أنها "لغة عالمية" فالناس من مختلف الثقافات يتحركون بطريقة متشابهة عند سماعها، وحتى الأطفال الصغار يتحركون غريزياً مع الإيقاع، وفقاً لنظرية الرنين العصبي (NRT) لا يقتصر الأمر على تعلمنا توقع ما سيأتي في المقطوعة، بل إن عناصر مثل التناغم في الموسيقى التي نصنعها ونستمتع بها تبدو جميلة لآذاننا لأنها تتماشى مع أنماط الرنين في الدماغ.
تقول عالمة الأعصاب بجامعة مكغيل في كندا كارولين بالمر : إن هذه النظرية تشير إلى أن قوة الموسيقى لا تكمن فقط في سماعنا لها بل تؤثر في أن أدمغتنا وأجسادنا وتصبح جزءاً منها، هذا له تداعيات كبيرة على العلاج النفسي والتعليم والتكنولوجيا.
كما يؤكد الباحثون أن بعض التراكيب الموسيقية قد تكون شائعة عالمياً لأنها تتوافق مع حالات مستقرة في الأنظمة الديناميكية المعقدة، لكن هذا لا يعني أن التذوق الموسيقي خالٍ من العوامل المكتسبة، فبحسب الفريق فإن عناصر مثل النبض والميزان الإيقاعي تختلف باختلاف الثقافات، فبينما تتطور النبضات البسيطة (مثل تلك التي تصفق لها أو تهزّ طفلك عليها) بسرعة وتصبح أقوى مع الوقت، فإن الهياكل المعقدة تختلف من ثقافة لأخرى، وتظهر أدمغتنا مع الوقت تحيزاً لهذه التراكيب المتعلمة وهو ما يسمى "التضبيط".
كما تغطي النظرية أيضاً ظاهرة "الجروف" وهو ذلك الشعور الذي يدفعك للتحرك مع الموسيقى، وعندما ينحرف الإيقاع قليلاً عن النبض المتوقع يضطر الدماغ إلى ملء الفراغات وهو ما يسميه الفريق "الرنين غير الخطي"، كما وجد أن أعلى درجات الاستمتاع بالجروف تتطلب كمية معتدلة من هذا الرنين، فالموسيقى غير المنتظمة جداً تفقد قابليتها للرقص ولهذا تميل الأغاني الشعبية إلى الوقوع في المنتصف.
إن هذه النظرية تقدم إطاراً لفهم جوانب أخرى مثل دور الموسيقى في الترابط الاجتماعي وتطبيقاتها في الصحة العقلية، كما تفتح الباب لتطبيقات علاجية وتعليمية تستند إلى هذه العلاقة الفريدة بين الصوت والجهاز العصبي.
هل سمعت يومًا أغنية كنت تسمعها في الماضي وتأثرت فورًا بها، شاعراً بالحنين؟ الذاكرة الموسيقية هي ظاهرة قوية تسلط الضوء على العلاقة العميقة بين الألحان والتجارب الشخصية؛ فبعض الأغاني أو الأصوات، يمكن أن تثير المشاعر والذكريات المرتبطة بلحظات معينة، أو أشخاص، أو أماكن. يمكن لهذا أن ينقلنا إلى لحظات من الماضي، مؤثرًا على مزاجنا بشكل كبير.
التأثير الفوري للموسيقى على المشاعر عميق جداً، إذ تثير الألحان المرحة مع الإيقاعات القوية مشاعر الفرح والطاقة، بينما تحفز التراكيب الموسيقية البطيئة الهدوء وتعزز التأمل. وهذا الصدى العاطفي لا يتشكل صدفة؛ بل نتيجة للتفاعل المعقد بين الموسيقى والدماغ.
أظهرت الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى يحفّز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً في توليد الشعور بالسعادة والإنجاز. وفسرت هذه الاستجابة البيوكيميائية سبب توليد بعض الأغاني الشعور بالبهجة داخلنا، بالإضافة إلى سبب استخدام الموسيقى كأداة لتحسين المزاج.
يقوم الكثير من الناس بإنشاء قوائم أغاني تناسب حالاتهم العاطفية المختلفة، وينتقون المقطوعات المرتبطة بمشاعر معينة، والتي تساعدهم على تعديل مزاجهم.
ظهر مجال العلاج بالموسيقى بعدما تم إثبات تأثير الموسيقى على المشاعر والصحة النفسية، ويستخدم المعالجون بالموسيقى القوى المعالجة والعاطفية للموسيقى لمساعدة المرضى على التعافي جسدياً وعاطفياً، كما يُطبق هذا النوع من العلاج في مجموعة واسعة من العلاجات السريرية، وقد ثَبُتت فعاليته في علاج حالات مثل القلق، والاكتئاب، وطيف التوحد، واضطرابات ما بعد الصدمة.
خلال جلسات العلاج بالموسيقى، يُشجع المرضى على التفاعل مع الموسيقى بطريقتهم، إذ يَستخدم العلاج بالموسيقى القوة الفطرية للموسيقى للغوص في مشاعرنا الداخلية وتسهيل العلاج؛ سواء من خلال التفاعل النشط، مثل: الغناء أو عزف الآلات، أو بمجرد الاستماع إلى المقطوعات الموسيقية.
من خلال الوصول إلى حقيقة العلاقة المعقدة بين الصوت والنفس البشرية، يقدم العلاج بالموسيقى مخرجاً إبداعياً وغير لفظي للتعبير عن الذات والشفاء. وبينما يشق الناس طريقهم في حياتهم، يمهد العلاج بالموسيقى الطريق نحو تحررهم العاطفي، واكتشاف ذواتهم، ورفاهيتهم بشكل عام.
دراسة علم النفس للموسيقى تقدم رؤى مثيرة للاهتمام في العقل البشري، فاستجابتنا الفسيولوجية العميقة والتي لا مثيل لها للألحان والإيقاعات والتناغمات تُظهر كيف يمكن للموسيقى أن تغير توجهاتنا العاطفية، وتثير ذكرياتنا، وتخفف من آلامنا - اثباتاً على التأثير العميق الذي تحمله الموسيقى على رفاهيتنا.
من التحرير العاطفي الذي تشعر به أثناء الغناء مع أغنيتك المفضلة، إلى التجارب المشتركة والمحورية التي تُقدمها المهرجانات الموسيقية مثل ساوندستورم، تواصل الموسيقى بناء نسيج قوي يُعزز حياتنا، ويقربنا من بعضنا البعض. وبينما نُشق طريقنا من خلال تعقيدات الشاعر والأفكار، يمكن للألحان الصحيحة أن تمنحنا الراحة، والفرح، والإحساس بالاتصال.
غالباً ما ينظر إلى الموسيقى على أنها "لغة عالمية" فالناس من مختلف الثقافات يتحركون بطريقة متشابهة عند سماعها، وحتى الأطفال الصغار يتحركون غريزياً مع الإيقاع، وفقاً لنظرية الرنين العصبي (NRT) لا يقتصر الأمر على تعلمنا توقع ما سيأتي في المقطوعة، بل إن عناصر مثل التناغم في الموسيقى التي نصنعها ونستمتع بها تبدو جميلة لآذاننا لأنها تتماشى مع أنماط الرنين في الدماغ.
تقول عالمة الأعصاب بجامعة مكغيل في كندا كارولين بالمر : إن هذه النظرية تشير إلى أن قوة الموسيقى لا تكمن فقط في سماعنا لها بل تؤثر في أن أدمغتنا وأجسادنا وتصبح جزءاً منها، هذا له تداعيات كبيرة على العلاج النفسي والتعليم والتكنولوجيا.
كما يؤكد الباحثون أن بعض التراكيب الموسيقية قد تكون شائعة عالمياً لأنها تتوافق مع حالات مستقرة في الأنظمة الديناميكية المعقدة، لكن هذا لا يعني أن التذوق الموسيقي خالٍ من العوامل المكتسبة، فبحسب الفريق فإن عناصر مثل النبض والميزان الإيقاعي تختلف باختلاف الثقافات، فبينما تتطور النبضات البسيطة (مثل تلك التي تصفق لها أو تهزّ طفلك عليها) بسرعة وتصبح أقوى مع الوقت، فإن الهياكل المعقدة تختلف من ثقافة لأخرى، وتظهر أدمغتنا مع الوقت تحيزاً لهذه التراكيب المتعلمة وهو ما يسمى "التضبيط".
كما تغطي النظرية أيضاً ظاهرة "الجروف" وهو ذلك الشعور الذي يدفعك للتحرك مع الموسيقى، وعندما ينحرف الإيقاع قليلاً عن النبض المتوقع يضطر الدماغ إلى ملء الفراغات وهو ما يسميه الفريق "الرنين غير الخطي"، كما وجد أن أعلى درجات الاستمتاع بالجروف تتطلب كمية معتدلة من هذا الرنين، فالموسيقى غير المنتظمة جداً تفقد قابليتها للرقص ولهذا تميل الأغاني الشعبية إلى الوقوع في المنتصف.
إن هذه النظرية تقدم إطاراً لفهم جوانب أخرى مثل دور الموسيقى في الترابط الاجتماعي وتطبيقاتها في الصحة العقلية، كما تفتح الباب لتطبيقات علاجية وتعليمية تستند إلى هذه العلاقة الفريدة بين الصوت والجهاز العصبي.