يوم التروية .. الثامن شهر ذي الحجة

 اليوم هو الثامن من شهر ذي الحجة وهو يوم التروية ، سمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويسقون إبلهم، استعداداً ليوم عرفة ، وقيل: سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.

في مثل هذا اليوم ، يستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة، ويصلي اليوم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويقصر الصلاة التي تُقصر بدون جمع، ففي حديث جابر بن عبدالله
: (فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله ﷺفصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر) .
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حدٌّ من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".

بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج ، والمستحب أن يحرم به صباحا قبل الزوال، ثم يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها اقتداء بسنة المصطفى عليه السلام ،
المبيت في منى سنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه ، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،، كما يقوم بأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفرد ،ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم عرفه .

الحج سُنّة مؤكدة وللمسلم أن يحج مرة واحدة في عمره عند الاستطاعة ، فإذا حجّ بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعاً منه، روى أبو هريرة أن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا.» فقال رجل من الصحابة: «أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟» فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي: «لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم.» ثم قال: «ذروني ما تركتكم » .