آلية عمل متطور ونتائج ملموسة .. رذاذ الماء لتخفيف الحرارة عن الحجاج في عرفة

 يوم عرفة من أعظم أيام الحج، يقف ملايين الحجاج على صعيد جبل عرفات لأداء ركنٍ عظيم من أركان الحج، في جوٍ مشمس وحرارةٍ قد تتجاوز 45 درجة مئوية.
ومن أجل التخفيف من آثار الحرارة العالية وضمان راحة الحجاج وسلامتهم، عمدت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية إلى استخدام تقنيات حديثة، من أبرزها أنظمة رذاذ الماء.

ورذاذ الماء هو نظام يعتمد على ضخ الماء عبر فتحات صغيرة جدًا (فوهات دقيقة) تحت ضغط عالٍ، مما يحوله إلى جزيئات مائية دقيقة تشبه الضباب.
ينتشر هذا الرذاذ في الهواء، ليساعد على ترطيب الأجواء المحيطة وخفض درجة الحرارة، دون أن يُبلل الأشخاص أو يسبب انزعاجًا لهم .

أهمية رذاذ الماء في موسم الحج ..

* تخفيف الإجهاد الحراري ، حيث أن الحرارة الشديدة في عرفة قد تؤدي إلى إصابة الحجاج بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، خصوصًا مع المشي والازدحام ، ورذاذ الماء يخفف من هذه الأخطار بشكل كبير.
* تبريد الأجواء العامة ، يُساهم الرذاذ في خفض درجات الحرارة في محيط الحجاج بما يصل إلى 5 - 10 درجات مئوية، مما يجعل البيئة أكثر راحة.
* الحفاظ على الصحة العامة ، من خلال تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحر، ويسهم النظام في الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.

آلية عمل النظام في عرفة ..

قامت وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة تطوير المشاعر المقدسة بتركيب آلاف الرشاشات الصغيرة على أعمدة الإنارة والمظلات والطرق التي يسلكها الحجاج.
وتعمل هذه الأنظمة بشكل أوتوماتيكي وفق جداول زمنية أو بناءً على درجة الحرارة والرطوبة في المنطقة.

نتائج ملموسة ورضا من الحجاج ..

أشاد كثير من الحجاج من مختلف الجنسيات بهذه التقنية، حيث شعروا بفرق كبير في الراحة والانتعاش، خصوصًا في الساعات الحرجة من الظهيرة.
وقد أثبتت هذه الأنظمة كفاءتها في السنوات الأخيرة، مما شجّع الجهات المنظمة على تطويرها وتوسيع استخدامها عامًا بعد عام.

استخدام رذاذ الماء في عرفة يُعد من الحلول الإبداعية والإنسانية التي تعكس اهتمام المملكة براحة وسلامة ضيوف الرحمن، كما يعكس تطور إدارة الحشود في موسم الحج من خلال دمج التكنولوجيا مع الخدمات الميدانية.

ومع استمرار الابتكار، يُتوقع أن تتوسع هذه المبادرات لتشمل المزيد من المشاعر والمرافق، في سبيل جعل تجربة الحج أكثر راحة وأمانًا .