• ×
السبت 7 يونيو 2025 | 06-06-2025

كيف تحتفل الدول العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك ؟..

كيف تحتفل الدول العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك ؟..
0
0
 يُعدّ عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، إذ يحمل طابعًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
ويأتي العيد في العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، بعد وقوف الحجاج على صعيد عرفات، ويخلد ذكرى طاعة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأمر الله عندما همّ بذبح ابنه إسماعيل، قبل أن يُفديه الله بكبش عظيم.

ورغم وحدة المناسبة والمغزى، تختلف طقوس الاحتفال بعيد الأضحى من بلد إلى آخر، بحسب العادات والتقاليد المحلية، لكن يجمعها جو من الفرح، والتكافل، والعبادة.

السعودية .. قلب الاحتفال
في المملكة العربية السعودية، يكون عيد الأضحى مرتبطًا بشكل مباشر بمناسك الحج.
تحتشد ملايين الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بينما يحتفل السعوديون بالصلاة في المصليات الكبيرة والساحات العامة، تليها ذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين.
وتنتشر الموائد العائلية، وتكثر الزيارات وصلة الرحم، وتُقام فعاليات متنوعة تشمل فعاليات ترفيهية للأطفال.

الكويت .. الولائم تصنع صلة الرحم
يحرص الكويتيون على المحافظة على العادات والتقاليد التى ورثوها من الآباء والأجداد، من خلال الاستيقاظ مبكراً فى صباح أول أيام العيد وارتداء الملابس الجديدة، والذهاب إلى المساجد لأداء صلاة العيد وتبادل السلام والتحية والتهنئة ومنح الأطفال العيدية، والنساء يحرصن على الذهاب إلى صلاة العيد ومرافقة أزواجهن وأبنائهن وبناتهن إلى منازل الأقارب والأصدقاء والتهنئة بالعيد مرتديات ملابس العيد والحلى والمصوغات الذهبية.
وتشهد أسواق الأضاحى إقبالًا كبيرًا من المواطنين لشراء أضاحيهم، تمهيدًا لذبحها

قطر .. عود وبخور وتواصل
بالعود والبخور ورائحة القهوة العربية تستقبل الأسر القطرية أول أيام عيد الأضحى المبارك وعلى أصوات التكبيرات والتهليلات وتستعد الأسرة لاستقبال هذه المناسبة الاجتماعية الدينية بشراء الملابس الجديدة وإعداد الحلويات والمأكولات التي تناسب العيد ، كما أن كبار السن هم محور التواصل في العيد، حيث يجتمع حولهم كافة أفراد الأسرة ويكون التواصل عبر منزل الجد والجدة.

الإمارات .. عادات وتقاليد راسخة
الاحتفال من خلال عادات وتقاليد راسخة تجمعها بكثير من المجتمعات العربية والإسلامية فى هذه المناسبات السعيدة، ويعد طبق الهريس أحد أهم أطباق العيد،
وتتسم مباهج العيد فى الإمارات بارتباطها بالعادات والتقاليد والموروث الشعبى الذى يحرص عليه الآباء والأسرة عموما بدءًا من الخروج إلى مصليات العيد في الصباح لتنطلق الألسن بالتكبير والتهليل معلنة بداية مظاهر اليوم الأول ثم ذبح الأضاحى، والقيام بالكثير من الأنشطة الاحتفالية .

البحرين .. استعداد لاستقبال الزوار وإعداد الـ "مكلف"
تتزين عدد من الشوارع الرئيسية فى البحرين وبقية المحافظات ابتهاجًا بالعيد المبارك وإضفاء أجواء البهجة على المواطنين والمقيمين وزوار البحرين خلال أيام العيد، ويتم رفع درجة الاستعدادات فى الحدائق والمتنزهات والمماشي والسواحل لاستقبال الزوار.
وتشتهر البحرين بطبق الأرز باللحم الذى يكون مختلفاً فى العيد عن الأيام العادية، ويسمى "مكلف" أى أنه يكثر فيه وضع الحبهان والزعفران والمكسرات والليمون الأسود والزبيب بصورة أكبر وأحيانا يطهى اللحم على الفحم.

لبنان .. لافتات تحمل التهاني بعودة الحُجاج
تبدأ مظاهر العيد في المدن اللبنانية، قبل أيام من حلوله. ويبدأ اللبنانيون بالتجهيز من خلال تنظيف المنازل وتزيينها، وأحياناً تغيير بعض الأثاث القديم. والتسوق لشراء حاجياتهم من الحلويات والملابس وغيرها.
كما يتم تزيين الطرقات والمساجد ووضع العديد من اللافتات التي تحمل التهاني بعودة الحُجاج ، وفي صباح العيد تبدأ شعائر ذبح الأضاحي ومن ثم الزيارات العائلية والاجتماعية المتبادلة ، وترك المجال للأطفال تحديداً حتى يستمتعوا بكل ألعاب هذه المناسبة.

مصر .. مزيج من الروحانية والبهجة الشعبية
تبدأ مظاهر العيد بصلاة جماعية حاشدة في الساحات، يتبعها ذبح الأضاحي غالبًا أمام المنازل أو في أماكن مخصصة. تنتشر التكبيرات في المساجد، وتُعد الأطباق الشعبية مثل “الفتة” و”الرقاق باللحم”. وتُخصص العائلات وقتًا للزيارات العائلية والأنشطة الترفيهية، خاصة للأطفال الذين يتلقون “العيدية”.

المغرب .. طقوس متجذرة
في المغرب، يُطلق على العيد اسم “عيد الكبير”، وتبدأ الاستعدادات له قبل أيام بشراء الأضحية وتحضير مستلزمات الذبح. بعد الصلاة، تُذبح الأضاحي في جو عائلي، وتُطهى أطباق مميزة مثل “الكسكس باللحم” و”التقلية”. ويُخصص اليوم الثاني والثالث لزيارة الأهل والجيران وتبادل الأطعمة.

سوريا .. "لأول مرة فرحة العيد بعد الصعاب والمعاناة."
هذه العبارة تعبر عن مدى فرحة السوريين بالعيد، خاصة بعد فترة طويلة من الصعاب التي عانوها. إنها تعبر عن أملهم في مستقبل أفضل وتعبير عن فرحتهم في هذا اليوم الخاص.
شارك السوريون لأول مرة منذ 14 عاما في مظاهر العيد مع الأهل والأقارب وفي مدنهم وقراهم بعد أن كانت الصلة بينهم مقطوعة بسبب التهجير وانقسام المناطق بين المعارضة والنظام السابق، كما كان مشهد الاحتفال حاضراً في خيام النزوح لأكثر من مليوني إنسان منعهم دمار منازلهم من العودة إليها.

الأردن .. المنسف سيد المائدة
من أهم تقاليد العيد في الأردن "العيدية" التي تعطى للنساء والأطفال، تعبيراً عن المحبة والتقدير، ولإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم.
ولا بد أن يكون "المنسف" الشهير سيد المائدة في عيد الأضحى، إذ تسعى الأسر الأردنية إلى تقديمه بسبب قيمته الغذائية ومكانته بين بقية الأطباق ، كما يعّد طبق "المقلوبة" أيضاً (الأرز واللحم مع الخضار) من الأطباق الرئيسة التي تقدم في المناسبة.

تركيا .. "كوربان بيرامي"
في تركيا، حيث يُعرف العيد باسم “كوربان بيرامي”، تُدار عملية ذبح الأضاحي من خلال البلديات والمؤسسات الخيرية، وفق نظام دقيق.
يبدأ اليوم بصلاة العيد، يليها تقديم اللحوم للفقراء، وتحرص الأسر على زيارة الأقارب وتبادل التهاني، فيما يُعطى الأطفال الحلوى والنقود.

إندونيسيا وماليزيا .. مظاهر العيد في جنوب شرق آسيا
في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، يُحتفل بالعيد من خلال صلاة جماعية ضخمة في الساحات، وتُنظم حملات ذبح جماعية في المساجد. وتحرص الأسر على ارتداء الملابس التقليدية وزيارة الأقارب.
أما في ماليزيا، فيُطلق على العيد “هاري رايا حاجي”، وتتم الصلاة في الصباح الباكر، تليها زيارة المقابر والدعاء للأموات، بالإضافة إلى طهي الأطباق التقليدية مثل “الساتاي” و”الرندنج”.

روح واحدة وعادات متنوعة
رغم اختلاف المظاهر والطقوس، يبقى عيد الأضحى مناسبة جامعة يعيش فيها المسلمون قيم التضحية، والرحمة، والتآزر. تتجلى في هذا العيد روح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى التكافل الاجتماعي، صلة الرحم، والعطاء بلا حدود