الحرب الإدراكية أو المعرفية .. حروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين

06-09-2025 11:03 صباحاً
0
0
يُتداول مصطلح جديد يطلق عليه اسم "الحرب الإدراكية" (أو المعرفية)، والذي يعني تأهب الجيوش لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، حيث أصبح التأثير عليها أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم.
تتأهب هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية للتعامل مع مفهوم جديد وهو الحرب الإدراكية (أو المعرفية)، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة.
ويضم مصطلح الحرب الإدراكية ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على "تيك توك" لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، ومتلازمة هافانا الغامضة التي طالت دبلوماسيين أمريكيين عام 2016، ومناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان.
ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري الذي أصبح التأثير عليه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم.
ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن العقل البشري "ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين".
وأوضح الضابط الفرنسي الذي أعد تقريرا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع أن "الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسميا. إنها حرب صامتة".
وأضاف "سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية".
وذكَر على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" التي تخضع شركتها الأم "بايت دانس" للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني والتي تُضعف الشباب "بإبعادهم عن القراءة".
وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية والمُلحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي أكسل دوكورنو "من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى -تيك توك- للصين أو -إكس- للولايات المتحدة".
إلا أنه يشدد على أن "الحرب المعرفية تتطلب تأثيرا على نطاق أوسع بكثير".
من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكا واحدا ليس إلا، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقا، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر على الدماغ.
هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير متلازمة هافانا، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين المتمركزين في كوبا عام 2016. وكان التأثير ملموسا بدرجة كبيرة، ومن وجوهه الصداع وطنين الأذن وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية.
وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق جيمس جوردانو الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جدا للتحقق من الوضع.
ولاحظ جوردانو الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن أن الغموض الناتج عن هذا النوع من العمليات يُحدث ضبابا، ويتساءل المرء عما إذا كان صحيحا أم لا".
وتوضيحا لكيفية حماية النفس عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان، بعد فوات الأوان؟
شدد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحس النقدي، أي "الإدراك فوق المعرفي"، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة.
أما السويد، فأنشأت من جهتها "وكالة للدفاع النفسي" عام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص.
أ ف ب
تتأهب هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية للتعامل مع مفهوم جديد وهو الحرب الإدراكية (أو المعرفية)، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة.
ويضم مصطلح الحرب الإدراكية ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على "تيك توك" لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، ومتلازمة هافانا الغامضة التي طالت دبلوماسيين أمريكيين عام 2016، ومناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان.
ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري الذي أصبح التأثير عليه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم.
ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن العقل البشري "ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين".
وأوضح الضابط الفرنسي الذي أعد تقريرا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع أن "الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسميا. إنها حرب صامتة".
وأضاف "سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية".
وذكَر على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" التي تخضع شركتها الأم "بايت دانس" للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني والتي تُضعف الشباب "بإبعادهم عن القراءة".
وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية والمُلحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي أكسل دوكورنو "من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى -تيك توك- للصين أو -إكس- للولايات المتحدة".
إلا أنه يشدد على أن "الحرب المعرفية تتطلب تأثيرا على نطاق أوسع بكثير".
من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكا واحدا ليس إلا، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقا، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر على الدماغ.
هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير متلازمة هافانا، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين المتمركزين في كوبا عام 2016. وكان التأثير ملموسا بدرجة كبيرة، ومن وجوهه الصداع وطنين الأذن وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية.
وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق جيمس جوردانو الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جدا للتحقق من الوضع.
ولاحظ جوردانو الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن أن الغموض الناتج عن هذا النوع من العمليات يُحدث ضبابا، ويتساءل المرء عما إذا كان صحيحا أم لا".
وتوضيحا لكيفية حماية النفس عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان، بعد فوات الأوان؟
شدد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحس النقدي، أي "الإدراك فوق المعرفي"، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة.
أما السويد، فأنشأت من جهتها "وكالة للدفاع النفسي" عام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص.
أ ف ب