• ×
الخميس 28 أغسطس 2025 | 08-27-2025

هل يُرهقك السعي للكمال؟ .. إليك كيف تتحرر من وهم المثالية

هل يُرهقك السعي للكمال؟ .. إليك كيف تتحرر من وهم المثالية
0
0
الآن - الرغبة في أن تكون “مثاليًا” قد تبدو هدفًا نبيلًا في ظاهرها، لكنها كثيرًا ما تتحول إلى فخ نفسي يستنزف طاقتك، ويُفقدك متعة الحياة، ويجعلك أسيرًا لتوقعات لا تنتهي.
تُقاس القيمة بعدد الإنجازات، ويُرفع فيه شعار “الأفضل أو لا شيء”، بين هيمنة الصور المنقّحة، والسير الذاتية المذهلة، وقوائم “أفضل نسخة من نفسك”، أصبح السعي إلى الكمال أكثر من مجرد طموح… بل عبئًا خفيًا يثقل الأنفاس.
فهل الكمال ضرورة؟ أم فخّ نصنعه بأنفسنا؟ ..

حين يتحول السعي للمثالية إلى ضغط مزمن، يكون التخلّي عنه أعظم خطوة نحو حياة أكثر راحة وتوازنًا ، فجميعنا نطمح لأن نكون الأفضل في العمل، وفي علاقاتنا، وفي تفاصيلنا اليومية، لكننا نكتشف – متأخرين أحيانًا – أن هذا الطريق لا نهاية له، ولا راحة فيه.

الكمال هو السعي لأن تكون بلا عيوب، أن تُرضي الجميع، وأن لا تخطئ أبدًا.
لكن الحقيقة البسيطة والمحررة هي أن الكمال غير موجود. لا في الأشخاص، ولا في العلاقات، ولا حتى في الإنجازات ، بل إن جزءًا كبيرًا من الجمال في الحياة يكمن في عدم اكتمالها، وفي إنسانيتنا التي تتجلى في التعثر، والتعلم، والنمو.

نشعر بضغط المثالية بسبب جذور عميقة ، في التربية التي تشترط الحب على الأداء ، وفي الثقافة التي تُمجد “الناجحين فقط” ، ولاننسى وسائل التواصل التي تخلق صورة مزيفة لحياة الآخرين، فتشعر أنك دائمًا أقل ، أو حتى صوتٌ داخلي لا يرضى عنك مهما أنجزت.

وحتى ننجو ونتحرر من عبء المثالية ، أعد تعريف النجاح ، بدلًا من أن تسأل نفسك: “هل كنت مثاليًا؟” .. اسأل: “هل كنت صادقًا؟ .. هل تعلمت شيئًا؟ .. هل تقدمت ولو قليلًا؟” .. ، النجاح ليس الكمال، بل التقدم.
الأخطاء ليست علامة فشل، بل جزء أساسي من أي رحلة حقيقية ، كل شخص ناجح لديه سجل طويل من المحاولات الخاطئة ، تحدث إلى نفسك كما تتحدث إلى صديق تحبه ، و لا تقارنها بأحد فما تراه من نجاحات الآخرين ليس القصة الكاملة ، لكل شخص معاركه الخاصة التي لا تُعرض على العلن.
وضع حدودًا للتوقعات ، قل “لا” لما يفوق طاقتك. ولا تُحمّل نفسك أكثر مما تستطيع فقط لتُرضي الآخرين.
ركّز دائمًا على القيمة بعيدًا عن الصورة ، واسأل ؛هل ما تفعله يخدم الآخرين؟ .. يُضيف شيئًا حقيقيًا؟ .. إذًا هو مهم، حتى لو لم يكن “مثاليًا”.

كن إنسانًا فقط ، ليس مطلوبًا منك أن تكون نسخة لا تشوبها شائبة، بل أن تكون نفسك، بطموحاتك، وأخطائك، وقلبك الحقيقي .
عِش لتتطور، لست بحاجة لتُثبت شيئًا ، فالعظمة ليست في أن تكون مثاليًا، بل في أن تكون حقيقيًا .