• ×
الأحد 19 أكتوبر 2025 | 10-18-2025

السياحة برؤية واضحة .. محركٌ للتنمية المستدامة في السعودية

السياحة برؤية واضحة .. محركٌ للتنمية المستدامة في السعودية
0
0
الآن -


تُمثل السياحة اليوم إحدى أهم أدوات تحقيق التنمية المستدامة في العالم، لما لها من قدرة على تحفيز النمو الاقتصادي، وخلْق الوظائف، وتعزيز الهوية الثقافية، والحفاظ على البيئة.

المملكة العربية السعودية أدركت هذه الأبعاد مبكرًا، وقدّمت نموذجًا واضحًا في هذا الاتجاه، إذ جعلت من السياحة أحد أعمدة رؤيتها الطموحة “رؤية السعودية 2030”، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة.

خطَت المملكة خطوات عملية في هذا المجال، تمثَّلت في إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية التي أتاحت دخول الملايين من الزوار إلى البلاد بكل يسر وسهولة، وهو ما أوجد حراكًا سياحيًا غير مسبوق، وفتح المجال لتعريف العالم على كنوز المملكة الطبيعية والتراثية.
كما جاءت المشاريع العملاقة مثل العلا، والقدية، والبحر الأحمر، ونيوم، لتشكل نقلة نوعية في مفهوم السياحة المستدامة، حيث تم تصميم هذه المشاريع بما يراعي أعلى المعايير البيئية، من استخدام الطاقة النظيفة إلى تقنيات البناء الأخضر، مرورًا بالحفاظ على التنوع الطبيعي والبيئي للمناطق التي تقام فيها هذه المشاريع.

إلى جانب ذلك، حرصت المملكة على إعادة إحياء تراثها الثقافي والتاريخي، من خلال ترميم وتأهيل مواقع أثرية ذات قيمة عالمية مثل مدائن صالح وجدة التاريخية ودرب زبيدة، وفتحها أمام الزوار المحليين والدوليين، ما ساهم في تعزيز الوعي بالهوية الوطنية، ودعم المجتمع من خلال توفير فرص العمل والأنشطة الاقتصادية المساندة.

كما لم تغفل المملكة الجانب البشري في مسيرتها السياحية، حيث عملت على تمكين الشباب والشابات السعوديين من دخول القطاع السياحي عبر برامج تدريب وتأهيل مكثفة، فتزايدت أعداد السعوديين العاملين في الضيافة وإدارة الوجهات السياحية والإرشاد الثقافي، لتعزيز التنمية الاجتماعية والحد من البطالة، ورفع مستوى المعيشة في عدة مناطق كانت بعيدة عن النشاط الاقتصادي التقليدي.

ويُعد هدف المملكة في الوصول إلى أكثر من 100 مليون زيارة سنوية بحلول عام 2030 شاهدًا على الطموح الكبير الذي تحمله تجاه القطاع السياحي، وهو طموح لا يقتصر على الأرقام فقط، بل يرافقه التزام عميق بتحقيق تنمية متوازنة تراعي الإنسان والمكان، وتحقق التوازن بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة والثقافة المحلية.

التجربة السعودية في توظيف السياحة كأداة تنموية شاملة تؤكد أن الاستثمار في هذا القطاع ضرورة استراتيجية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، يعكس طموحات الأجيال القادمة ويضمن الاستفادة من المقوِّمات الطبيعية والثقافية الهائلة التي تتمتع بها .
وأصبحت رافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد الوطني، ومحركًا أساسيًا لتحقيق التنمية الشاملة ، تُمثل قصة نجاح حقيقية، يُمكن الاستفادة منها إقليميًا وعالميًا ، فحين تتلاقى الرؤية الواضحة مع الإرادة السياسية والاستثمار الذكي، يمكن للسياحة أن تصبح وسيلة لبناء مستقبل أكثر استدامةً وازدهارًا .