• ×
الإثنين 13 أكتوبر 2025 | 10-12-2025

"التحالف الإسلامي" يعقد ندوة فكرية حول التطرف الفكري في البيئة التعليمية في المالديف

"التحالف الإسلامي" يعقد ندوة فكرية حول التطرف الفكري في البيئة التعليمية في المالديف
0
0
واس أطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اليوم، أعمال الندوة الفكرية بعنوان "مظاهر التطرف الفكري في البيئة التعليمية"، وذلك ضمن أنشطة مبادرة "وقاية" المعنية بالمجال الفكري، التي ينفذها التحالف في جمهورية المالديف؛ بهدف تعزيز الوعي الفكري لدى الكوادر التعليمية والمجتمعية، والوقاية من مظاهر التطرف والانحراف في الفكر والسلوك داخل البيئة التعليمية.
وشهدت الندوة، حضور نخبة من الأكاديميين والمفكرين والخبراء في مجالات الفكر والتعليم والإعلام من جمهورية المالديف، إلى جانب ممثلي المؤسسات الحكومية والتعليمية والجهات المعنية.
وقدّم المحور الأول أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة أم القرى، ومدرس بكلية الحرم المكي الشريف الدكتور عارف بن عوض الركابي، وتناول فيه مظاهر التطرف الفكري داخل البيئة التعليمية، مثل التعصب الفكري ورفض الآخر، والانعزال عن المجتمع، وتبني الأفكار المتشددة في تفسير الواقع والقضايا العامة، مؤكدًا أن مواجهة هذه المظاهر تبدأ من تعزيز ثقافة الحوار وقبول الاختلاف في المدارس والجامعات، وإعادة ترسيخ المفاهيم الشرعية الصحيحة في عقول النشء.
وناقش المحور الثاني رئيس المركز المغربي للدراسات الدولية والمستقبلية، الدكتور خالد ميار الإدريسي، وتناول أسباب انتشار التطرف داخل المؤسسات التعليمية، ومنها ضعف دور الأسرة وغياب التوجيه التربوي، وافتقار المعلمين للتدريب في معرفة الفكر المتطرف وآليات التدخل المبكر لحماية الطلاب.
وأشار إلى أن التحديات الرقمية والإعلامية أصبحت بيئة خصبة لتغذية الفكر المنحرف بين الشباب، مما يستدعي تطوير أدوات المراقبة والتوعية في المؤسسات التعليمية عبر برامج تأهيلية مستدامة.
وقدّم المحور الثالث الكاتب والباحث من دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد خلفان الصوافي، تطرق فيه إلى مبادئ الوقاية من التطرف الفكري بين المعلمين والتربويين، مشددًا على أن المعلم هو حجر الأساس في نشر ثقافة الوسطية والتسامح داخل المدرسة، من خلال غرس قيم التفكير النقدي والحوار، وملاحظة السلوكيات المنحرفة لدى الطلاب والتعامل معها مبكرًا، إضافة إلى أهمية بناء شراكات فعّالة بين المدرسة والأسرة والمجتمع لتحقيق الوقاية الفكرية الشاملة.
وفي سياق أعمال المبادرة، قُدمت محاضرة علمية بعنوان "مظاهر التطرف الفكري ومخاطره"، قدمها الدكتور عارف عوض الركابي، تضمنت عرضًا معمقًا لمظاهر الانحراف الفكري المتمثلة في إساءة استخدام النصوص الدينية خارج سياقاتها الصحيحة، والتعصب الفكري ورفض الآخر، والانعزال عن المجتمع، وتبني الأفكار المتشددة في تفسير الواقع والقضايا العامة.
كما تطرقت المحاضرة، إلى أبرز مخاطر التطرف الفكري، ومنها استغلال الشباب في نشر التطرف والإرهاب، وتشويه صورة الدين الحنيف، وإضعاف قيم التسامح والتعايش، وتهديد السلم الاجتماعي وتقويض الأمن الوطني، فضلًا عن تأثيره السلبي على التعليم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واختُتمت الندوة، بجلسة نقاشية مفتوحة خلصت إلى مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها: إدماج قيم الوسطية في المناهج التعليمية، وإعداد برامج تدريبية مستمرة للمعلمين حول الوقاية الفكرية، وتطوير آليات تنسيق بين المدرسة والأسرة لرصد السلوكيات المنحرفة ومعالجتها مبكرًا، ودعم الدراسات والبحوث العلمية حول التطرف في البيئات التعليمية.
تأتي هذه البرامج ضمن الجهود الإستراتيجية التي ينفذها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في إطار مبادرة "وقاية"؛ الهادفة إلى تعزيز منظومة الوقاية الفكرية في الدول الأعضاء عبر تمكين الكوادر التربوية والتعليمية من مهارات الكشف المبكر عن التطرف ومعالجة جذوره الفكرية والسلوكية، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح في البيئات التعليمية والمجتمعية.
ويؤكد التحالف من خلال هذه الندوات والمحاضرات، أن التعليم يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الفكر المتطرف، وأن الاستثمار في بناء الوعي والمعرفة هو الركيزة الأهم في تحصين المجتمعات وصون أمنها واستقرارها.