العُلا تستعد لفتح فصول جديدة من تاريخ مدينة "دادان"
12-03-2025 04:31 مساءً
0
0
واس تستعد محافظة العُلا لفتح فصول جديدة من تاريخ مدينة "دادان"، العاصمة العريقة لمملكتي دادان ولحيان، أمام جمهور عالمي، عبر معرض دائم جديد يحمل عنوان "اكتشافات مُضيئة.. المراحل التاريخية في دادان".
ويقدم تجربة ثرية لاستكشاف الإرث الأثري للمدينة، والغوص في أعماق حضارتها المزدهرة عبر القرون، في رحلة توثّق ملامح الماضي وتبرز قيمة هذا الموقع التاريخي على خريطة التراث الإقليمي والعالمي.
ويُقام هذا المعرض الدائم في موقع “دادان” الأثري بمحافظة العُلا، مستعرضًا مجموعة متنوعة من الحرف والعادات التقليدية، إلى جانب الآثار الملموسة التي تدلّ على التبادل الثقافي بين الحضارات القديمة، مبرزًا المكانة التاريخية لـ “دادان” كمركز سياسي وتجاري رئيسي على طريق البخور خلال الألفية الأولى قبل الميلاد وما قبلها.
ويقدّم المعرض فصلًا جديدًا مشوقًا في رحلة اكتشاف العالم الحديث لتاريخ شبه الجزيرة العربية العريق، حيث يضم أكثر من 100 قطعة أثرية جرى انتشالها بدقّة متناهية من قبل فرق دولية في موقع “دادان” الأثري في العُلا، والملاذ الجبلي الآمن في “أم درج”، خلال السنوات الخمس الماضية، التي تكشف عن مدى اتساع نطاق رحلات التجار القديمة، مما يؤكّد أن العُلا كانت مركزًا لشبكة عالمية مترابطة ومتطوّرة بشكل لافت.
ويتجلّى ذلك عبر قطع تشبه التماثيل الصغيرة المرتبطة بالحضارة اليونانية، ودبوس شعر من العظم يعود للعصر الروماني أو البيزنطي، ونقوش محفورة على الصخور بلغة عربية جنوبية.
وتُعد “دادان” امتدادًا لسلسلة حضارات متقدمة تمتد جذورها إلى العالم القديم، وتعود بدايات النشاط الزراعي فيها إلى حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد، كما عثر علماء الآثار فيها على آثار لحرف يدوية تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، أي قبل آلاف السنين من تأسيس الإمبراطورية الرومانية.
وتُظهر الآثار الملموسة التقاليد الحرفية المتجذرة في الحياة اليومية لسكان “دادان”، مما يعكس مدى تطورهم وإبداعهم، فيما تشمل الاكتشافات الجديدة نماذج لأعمال معدنية معقدة، إضافةً إلى آثار تثبت صناعة المنسوجات بالاعتماد على تقنيات النسيج والغزل، حيث تشهد هذه الحرف، التي كانت عماد الحياة في المدينة، عملية إحياء ثقافية تشرف عليها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ضمن مشروعها الشامل لتجديد الموروث الثقافي للمنطقة.
ويضم المعرض أيضًا قطعًا أثرية فريدة لم يسبق عرضها للعامة، ويتوزع محتواه على خمسة محاور شاملة، هي: الحرف التقليدية والحياة اليومية في مدينة “دادان القديمة”؛ وعمليات التبادل والتجارة، والمعتقدات القديمة، والمخطوطات الحجرية، و“أم درج”.
ومن بين القطع الأثرية التي عُثر عليها في “دادان”، رأس حربة مصنوع من سبائك النحاس، يعود تاريخه إلى الفترة الممتدة بين عامي 400 و50 قبل الميلاد.
وكشفت عمليات المسح الميداني التي أُجريت على طول منحدرات “دادان” عن مئات النقوش والرسوم الصخرية اللافتة، بما في ذلك مشهد معركة يُظهر أربعة فرسان مدججين برماح طويلة، فيما يُصوّر رسم صخري آخر في وادي النعام الصحراوي المجاور فارسًا يحمل رمحًا وهو يصطاد نعامة، كذلك عُثر على رأس مصنوع من الطين في أحد أحياء “دادان” الحضرية، يعود تاريخه إلى أواخر القرن الرابع حتى القرن الأول قبل الميلاد، وتم استيراد هذا الرأس من الحضارة اليونانية القديمة، إذ يُعتقد أنه كان جزءًا من تمثال تاناغرا، وهو نوع من التماثيل الصغيرة المتقنة الصنع، كان يتم إنتاجه في وسط اليونان، وانتشر بيعه عبر مناطق البحر المتوسط وصولًا إلى بابل. ويؤكد هذا الرأس كيف اندمجت الأنماط الفنية المتوسطية في النسيج الثقافي المحلي، وتم تداولها عبر شمال غرب شبه الجزيرة العربية خلال فترة حكم اللحيانيين.
وكشف علماء الآثار عن تمثال مدهش في موقع ضريح قديم عند سفح منحدرات “دادان”، يعود تاريخه إلى الفترة الممتدة ما بين عامي 400 و50 قبل الميلاد، ويظهر فيه بوضوح الحشو المرصع في إحدى العينين، ويُعد مثالًا على الإتقان الفني للقطع ذات الدلالات الرمزية التي صُنعت في عهد مملكة لحيان، كما عُثر في الموقع ذاته على تمثال صغير آخر بشعر طويل، يقف مرتديًا ثوبًا بحزام، ولم يتبقَّ منه سوى ذراع واحدة متدلية بشكل مستقيم على جانبه، ويبدو أن عينيه كانتا مطعّمتين بالعظام في السابق.
ومن بين القطع الأثرية الفريدة أيضًا جزء من حجر رملي منقوش يعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، ما يزال محتفظًا بجزء من كتابة باللغة العربية الجنوبية القديمة (المعينية)، وقد نُحت النص بحروف بارزة، ويُعتقد أنه كان في الأصل جزءًا من معبد أو مبنى عام.
ويُشار إلى أن المعينيين، وهم تجار من مملكة معين في جنوب شبه الجزيرة العربية، أنشأوا مركزًا تجاريًا في “دادان” كجزء من شبكة تجارية ممتدة، وخلّفوا وراءهم نقوشًا تُوثّق ممارساتهم الثقافية، فيما تمثل هذه القطعة الصخرية نموذجًا مكتوبًا للغة القديمة، وترتبط بموقع “المكتبة التاريخية المفتوحة” القريب في جبل عِكمة.
ويضم جبل عِكمة، المُدرج ضمن “سجل ذاكرة العالم” التابع لليونسكو، ما يقارب 300 نقش، يعود معظمها إلى فترة حكم الدادانيين واللحيانيين في “دادان”.
وجرى تنظيم هذا المعرض من خلال تعاون جمع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، الذين قادوا البعثات الأثرية السعودية الفرنسية، التي أشرفت على أعمال التنقيب في “دادان” خلال السنوات الأخيرة.
ويشكّل انطلاق موسم الآثار للعام 2025 – 2026م في العُلا أحد أكثر جهود أبحاث التراث تنوعًا في المنطقة حتى تاريخه، حيث يشارك أكثر من 100 باحث وخبير آثار من أبرز المؤسسات البحثية السعودية والدولية في أكثر من ستة مشاريع رئيسية، بدءًا من أعمال الحفريات الجديدة في موقعي الحِجر ودادان، وصولًا إلى دراسات وتوثيق النقوش والأبحاث البيئية واسعة النطاق.
ويُعد هذا البرنامج الأكثر طموحًا في العُلا حتى اليوم، لما يسهم به في تطوير المعرفة وبناء القدرات الوطنية، إلى جانب ترسيخ مكانة المملكة دولةً رائدة في مجال أبحاث التراث الثقافي.
وسيحظى زوار العُلا الذين يحجزون تذكرة لـ “جولة دادان وجبل عِكمة” بفرصة وصول حصرية إلى معرض “اكتشافات مُضيئة.. المراحل التاريخية في دادان” كجزء من تجربتهم.
ويقدم تجربة ثرية لاستكشاف الإرث الأثري للمدينة، والغوص في أعماق حضارتها المزدهرة عبر القرون، في رحلة توثّق ملامح الماضي وتبرز قيمة هذا الموقع التاريخي على خريطة التراث الإقليمي والعالمي.
ويُقام هذا المعرض الدائم في موقع “دادان” الأثري بمحافظة العُلا، مستعرضًا مجموعة متنوعة من الحرف والعادات التقليدية، إلى جانب الآثار الملموسة التي تدلّ على التبادل الثقافي بين الحضارات القديمة، مبرزًا المكانة التاريخية لـ “دادان” كمركز سياسي وتجاري رئيسي على طريق البخور خلال الألفية الأولى قبل الميلاد وما قبلها.
ويقدّم المعرض فصلًا جديدًا مشوقًا في رحلة اكتشاف العالم الحديث لتاريخ شبه الجزيرة العربية العريق، حيث يضم أكثر من 100 قطعة أثرية جرى انتشالها بدقّة متناهية من قبل فرق دولية في موقع “دادان” الأثري في العُلا، والملاذ الجبلي الآمن في “أم درج”، خلال السنوات الخمس الماضية، التي تكشف عن مدى اتساع نطاق رحلات التجار القديمة، مما يؤكّد أن العُلا كانت مركزًا لشبكة عالمية مترابطة ومتطوّرة بشكل لافت.
ويتجلّى ذلك عبر قطع تشبه التماثيل الصغيرة المرتبطة بالحضارة اليونانية، ودبوس شعر من العظم يعود للعصر الروماني أو البيزنطي، ونقوش محفورة على الصخور بلغة عربية جنوبية.
وتُعد “دادان” امتدادًا لسلسلة حضارات متقدمة تمتد جذورها إلى العالم القديم، وتعود بدايات النشاط الزراعي فيها إلى حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد، كما عثر علماء الآثار فيها على آثار لحرف يدوية تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، أي قبل آلاف السنين من تأسيس الإمبراطورية الرومانية.
وتُظهر الآثار الملموسة التقاليد الحرفية المتجذرة في الحياة اليومية لسكان “دادان”، مما يعكس مدى تطورهم وإبداعهم، فيما تشمل الاكتشافات الجديدة نماذج لأعمال معدنية معقدة، إضافةً إلى آثار تثبت صناعة المنسوجات بالاعتماد على تقنيات النسيج والغزل، حيث تشهد هذه الحرف، التي كانت عماد الحياة في المدينة، عملية إحياء ثقافية تشرف عليها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ضمن مشروعها الشامل لتجديد الموروث الثقافي للمنطقة.
ويضم المعرض أيضًا قطعًا أثرية فريدة لم يسبق عرضها للعامة، ويتوزع محتواه على خمسة محاور شاملة، هي: الحرف التقليدية والحياة اليومية في مدينة “دادان القديمة”؛ وعمليات التبادل والتجارة، والمعتقدات القديمة، والمخطوطات الحجرية، و“أم درج”.
ومن بين القطع الأثرية التي عُثر عليها في “دادان”، رأس حربة مصنوع من سبائك النحاس، يعود تاريخه إلى الفترة الممتدة بين عامي 400 و50 قبل الميلاد.
وكشفت عمليات المسح الميداني التي أُجريت على طول منحدرات “دادان” عن مئات النقوش والرسوم الصخرية اللافتة، بما في ذلك مشهد معركة يُظهر أربعة فرسان مدججين برماح طويلة، فيما يُصوّر رسم صخري آخر في وادي النعام الصحراوي المجاور فارسًا يحمل رمحًا وهو يصطاد نعامة، كذلك عُثر على رأس مصنوع من الطين في أحد أحياء “دادان” الحضرية، يعود تاريخه إلى أواخر القرن الرابع حتى القرن الأول قبل الميلاد، وتم استيراد هذا الرأس من الحضارة اليونانية القديمة، إذ يُعتقد أنه كان جزءًا من تمثال تاناغرا، وهو نوع من التماثيل الصغيرة المتقنة الصنع، كان يتم إنتاجه في وسط اليونان، وانتشر بيعه عبر مناطق البحر المتوسط وصولًا إلى بابل. ويؤكد هذا الرأس كيف اندمجت الأنماط الفنية المتوسطية في النسيج الثقافي المحلي، وتم تداولها عبر شمال غرب شبه الجزيرة العربية خلال فترة حكم اللحيانيين.
وكشف علماء الآثار عن تمثال مدهش في موقع ضريح قديم عند سفح منحدرات “دادان”، يعود تاريخه إلى الفترة الممتدة ما بين عامي 400 و50 قبل الميلاد، ويظهر فيه بوضوح الحشو المرصع في إحدى العينين، ويُعد مثالًا على الإتقان الفني للقطع ذات الدلالات الرمزية التي صُنعت في عهد مملكة لحيان، كما عُثر في الموقع ذاته على تمثال صغير آخر بشعر طويل، يقف مرتديًا ثوبًا بحزام، ولم يتبقَّ منه سوى ذراع واحدة متدلية بشكل مستقيم على جانبه، ويبدو أن عينيه كانتا مطعّمتين بالعظام في السابق.
ومن بين القطع الأثرية الفريدة أيضًا جزء من حجر رملي منقوش يعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، ما يزال محتفظًا بجزء من كتابة باللغة العربية الجنوبية القديمة (المعينية)، وقد نُحت النص بحروف بارزة، ويُعتقد أنه كان في الأصل جزءًا من معبد أو مبنى عام.
ويُشار إلى أن المعينيين، وهم تجار من مملكة معين في جنوب شبه الجزيرة العربية، أنشأوا مركزًا تجاريًا في “دادان” كجزء من شبكة تجارية ممتدة، وخلّفوا وراءهم نقوشًا تُوثّق ممارساتهم الثقافية، فيما تمثل هذه القطعة الصخرية نموذجًا مكتوبًا للغة القديمة، وترتبط بموقع “المكتبة التاريخية المفتوحة” القريب في جبل عِكمة.
ويضم جبل عِكمة، المُدرج ضمن “سجل ذاكرة العالم” التابع لليونسكو، ما يقارب 300 نقش، يعود معظمها إلى فترة حكم الدادانيين واللحيانيين في “دادان”.
وجرى تنظيم هذا المعرض من خلال تعاون جمع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، الذين قادوا البعثات الأثرية السعودية الفرنسية، التي أشرفت على أعمال التنقيب في “دادان” خلال السنوات الأخيرة.
ويشكّل انطلاق موسم الآثار للعام 2025 – 2026م في العُلا أحد أكثر جهود أبحاث التراث تنوعًا في المنطقة حتى تاريخه، حيث يشارك أكثر من 100 باحث وخبير آثار من أبرز المؤسسات البحثية السعودية والدولية في أكثر من ستة مشاريع رئيسية، بدءًا من أعمال الحفريات الجديدة في موقعي الحِجر ودادان، وصولًا إلى دراسات وتوثيق النقوش والأبحاث البيئية واسعة النطاق.
ويُعد هذا البرنامج الأكثر طموحًا في العُلا حتى اليوم، لما يسهم به في تطوير المعرفة وبناء القدرات الوطنية، إلى جانب ترسيخ مكانة المملكة دولةً رائدة في مجال أبحاث التراث الثقافي.
وسيحظى زوار العُلا الذين يحجزون تذكرة لـ “جولة دادان وجبل عِكمة” بفرصة وصول حصرية إلى معرض “اكتشافات مُضيئة.. المراحل التاريخية في دادان” كجزء من تجربتهم.