• ×

03:34 صباحًا , الخميس 25 أبريل 2024

أزمة الطاقة في جنوب أفريقيا تحذير للعالم

متابعات تكافح جنوب أفريقيا منذ أكثر من عقد لكي تحافظ على إضاءة المصابيح. فمحطات الطاقة القديمة العاملة بالفحم هناك باتت في حال متدهورة. والموارد المخصصة لإصلاح البنية الأساسية تبددت وأهدرت.
هيئة إيسكوم الوطنية للكهرباء حافلة بالفساد وسوء الإدارة الناشئة منذ ولاية الرئيس السابق جاكوب زوما. والنتيجة هي انقطاع متوال في التيار الكهربائي -يعرف على المستوى المحلي بتخفيف الأحمال- أدى إلى شلل الاقتصاد.
وقد حذر المسؤولون في إيسكوم أخيرا من زيادة انقطاع التيار قبيل مقدم الشتاء في يونيو. ومن الممكن أن يؤدي العجز المتزايد في الطاقة إلى أن تصبح جنوب أفريقيا بلا طاقة لمدة ست عشرة ساعة في كل دورة مؤلفة من اثنتين وثلاثين ساعة.
وقد تكون هذه قصة محزنة عن سوء الإدارة في حكومة بعينها، لكن للقصة أيضا أبعادها العالمية التي يجب أن يتابع فصولها بدقة وعن كثب جميع صناع القرار الحكوميين والمناخيين في العالم.

ويرى كثير من المحللين والساسة في جنوب أفريقيا أن أزمة الطاقة جرح تسبب البلد فيه بنفسه لنفسه. إذ تحولت هيئة إيسكوم في ظل حكم زوما إلى حصالة افتراضية للمسؤولين الفاسدين الذين استنزفوا خزائن ذلك المرفق من أموال دافعي الضرائب المخصصة للإصلاحات الحيوية. وفي السنين الأخيرة تحولت محطات الطاقة إلى مسرح لسرقة الديزل حيث استخدمت إيسكوم المولدات العاملة بالديزل على سبيل الدعم الاحتياطي لمحطات الفحم القديمة.

وقد صرّح هابي خامبيول، مدير المناخ والطاقة في (وحدة الأعمال بجنوب أفريقيا) لصحيفة بيزنس داي قائلا إنه «سيكون أمرا شديد الصعوبة على الشركات أن تستمر في البقاء عندما نتجاوز المرحلة 6. إذ شهدنا بالفعل أن تخفيف الأحمال، في المرحلة 6، قد ترك آثارا بالغة السوء، والفترات المطولة في المرحلة 8 سوف تكون مدمرة».
ومن المفارقات أن جنوب أفريقيا لديها احتياطيات ضخمة من الفحم. وبغض النظر عن الخسائر البيئية المروعة الناجمة عن حرق الفحم، فإن بوسع جنوب أفريقيا أن تحظى بشكل ما من أشكال الاستقلال في مجال الطاقة إذا أمكنها أن تتخلص من مشاكل الفساد وسوء الإدارة.
فضلا عن الفحم والاحتياطيات المعدنية الأخرى، تمتلك جنوب أفريقيا وفرة كبيرة من احتياطيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ذلك أن كمية طاقة الرياح قبالة سواحل كيب تاون لا حدود لها تقريبا نظرا لقوة وانتظام العواصف في جنوب المحيط الأطلنطي. فلا تكمن المشكلة إلا في إقامة البنية الأساسية اللازمة لتسخير الطاقة.
ومن الممكن حل مشاكل البنية الأساسية برأس المال، لكن جنوب أفريقيا تواجه عوائق تشريعية وسياسية منهجية تحول دون إطلاق احتياطياتها من الطاقة المتجددة.

وقد يتغير ذلك عما قريب، إذ أعلنت كيب تاون أخيرا عن مشروع كبير لتخزين الطاقة الشمسية والبطاريات لتوليد أكثر من 60 ميجاوات ووقاية المدينة من مرحلة واحدة على الأقل من عمليات تخفيف الأحمال. كما أن المدينة تستكشف طرقا لشراء الطاقة من صغار المنتجين والأسر باستخدام الطاقة الشمسية. وقد نجح هذا النموذج في أماكن من قبيل كاليفورنيا وإن لم يختبر بعد في جنوب أفريقيا بسبب صخور التشريعات المعيقة.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إدارة التحرير

القوالب التكميلية للأخبار