• ×
الأحد 4 مايو 2025 | 05-03-2025

حين صاغ الحجر أحلامها .. رحلة أسما الشمري من عزل كورونا إلى صناعة الفخار التراثية

حين صاغ الحجر أحلامها .. رحلة أسما الشمري من عزل كورونا إلى صناعة الفخار التراثية
0
0
 جرش - عبدالمحسن المحسن


في ربيع عام 2020، عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم وأُغلقت المدن والبلدان، وجدت أسما الشمري، الشابة الطموحة من الرياض، نفسها محاطة بجدران منزلها، بعيداً عن ضجيج الحياة اليومية ووتيرتها السريعة.

كانت ساعات الحجر الطويلة تبدو بلا نهاية، لكن وسط هذه العزلة، ولدت فرصة استثنائية لإبداع جديد ، وبدلاً من الانغماس في القلق والخوف الذي غلب على العالم في ذلك الوقت .
قررت الشمري أن تستثمر وقتها في تعلم شيء جديد ومفيد ، فتوجهت نحو حرفة صناعة الفخار، وهي حرفة قديمة تتطلب الكثير من الصبر والدقة ،مستعينة بالإنترنت ومقاطع الفيديو التعليمية، لتعلّم أساسيات هذه الحرفة،

لم يكن الأمر سهلاً في البداية، لكن مع مرور الوقت، بدأت أسما تتقن فن الفخار، واضعة بصمتها الخاصة على كل قطعة ، ترى في كل قطعة فخارية تصنعها تجسيداً لجانب من شخصيتها وإبداعها ، ومع الوقت، ازداد إنتاجها من الفخار حتى باتت تنتج بين 1000 و1500 قطعة شهريًا.

تحولت الحرفة من مجرد هواية إلى مهنة حقيقية، حيث قررت أسما ترك وظيفتها السابقة والتفرغ بالكامل لمشروعها الجديد ، وأنشأت مؤسسة تجارية خاصة بها، وأصبحت منتجاتها مطلوبة في السوق المحلي ، كل قطعة تحمل جزءاً من روحها وتفانيها، مما جعلها تتميز في هذا المجال.

وفي عام 2024، كانت أسما الشمري على موعد مع إنجاز جديد حين تم اختيارها لتمثل السعودية في مهرجان جرش الثقافي الثامن والثلاثين، وهي أول مشاركة لها على المستوى العربي.

تقول أسما: "كورونا كان تحدياً كبيراً للجميع، لكنني اخترت أن أستثمر هذا الوقت في تعلم شيء جديد وتحقيق حلمي ، الفخار ليس مجرد حرفة بالنسبة لي بل هو تعبير عن الإبداع والتميز ، أشعر بالفخر لأنني أمثل بلدي في هذا المهرجان وأشارك قصتي مع العالم."

تظل قصة أسما الشمري مثالاً على كيفية تحويل الأزمات إلى فرص، وكيف يمكن للإبداع والإصرار أن يقودا إلى تحقيق الأحلام، حتى في أصعب الأوقات.