الخُلِّيف" أبرز عادات المجتمع السعودي الذين لم يذهبوا للحج

06-07-2025 12:59 مساءً
0
0
الآن - * الخُلِّيف هو العيد الذي بقي في الديار، لكنه سار بروحه مع الحجيج.
* مجتمعٌ يحتضن مناسكه حتى وإن غاب عنها
* في السعودية، لا أحد خارج الحج، فإما أن تكون راحلاً، أو خُلِّيفًا مشاركًا، قلبك هناك، وجسدك هنا.
* جلسات روحية يُتلى فيها الذكر والدعاء، كأنما تحج الأرواح من مكانها.
* تحضير الأكلات الشعبية ومشاركتها بين الجيران والأقارب، في صورة تعكس روح الكرم والمحبة
* تجهيز البيوت، وتعطير المجالس، وتهيئة الأجواء لاستقبال الحجاج القادمين.
* لباس الأطفال بالثياب الجديدة، وتوزيع الهدايا عليهم، تأكيدًا على أن العيد يُحتفى به، حتى لمن لم يحج .
وفي التفاصيل :
حين تهبُّ نسماتُ ذي الحجة، وتصدح المآذن بنداء التلبية، يُصبح قلب الأرض نابضًا بالحجيج، وتسكن الكعبةُ أعينَ الراحلين إليها شوقًا وامتثالًا. هناك، في صعيد عرفات، تُغسل الذنوب، وتُرفع الأكف، وتفيض العيون دموعًا. وهناك أيضًا، في القرى والمدن، وبين البيوت التي لم تغادرها القافلة، ينبض تقليد عريق، يليق بالمُقيمين حين تعلقت أرواحهم بالسائرين ، يسمّونه في اللسان السعودي الشعبي: “الخُلِّيف”.
حين يتوشّح القلب بالحج، وإن لم تُطا القدم الديار
“الخُلِّيف” هو ذاك الذي لم يُكتب له هذا العام أن يطأ أرض المشاعر، لكنه لم يُغادر روحه شوقًا، ولا قلبه دعاءً. لا يُقاس القُرب بالمسافة، بل بالنية والخشوع، وهؤلاء الذين لم يحجّوا، يحيون موسم الحج بروحٍ لا تقلّ صفاءً عن تلك التي في عرفات.
في بيوت “الخُلِّيف”، تنبعث الأجواء المضمّخة بالإيمان، وتغدو الأيام العشر وقفات تأمل ودعاء. وفي يوم عرفة، تتّسع المجالس، وتُضاء الأرواح، وتُرتّل الأدعية، كأنما هذه الأرض الصغيرة صارت هي الأخرى مشعرًا.
عادات تنبض بالوفاء
في هذه الفترة ، تنتعش ذاكرة الناس بمواسم “الخُلِّيف”. تجتمع النسوة لتحضير أطباق من الموروث: “الحنيني” بنكهته الدافئة، و”الجريش” بما فيه من دفء الألفة، وكأن هذه الأطباق عابقة بالدعاء.
يخرج الأطفال بثيابهم المزركشة، تلمع عيونهم بفرح العيد القادم، وتُقصّ عليهم حكايا الحج، كأنها أساطير من نور، لا ليغرقوا في الخيال، بل ليُنشّأوا على الشوق.
أما القلوب، فتبقى معلّقة بخبر الحجاج، تترقب عودتهم، تُهيّئ لهم البيت والمجلس، وتفرش لهم الأرض محبةً وبخورًا. فالخُلِّيف ليس غيابًا عن الحج، بل حضورًا روحانيًّا من نوعٍ آخر، فيه من التأمل والنية ما يجعل صاحبه قريبًا، ولو لم يرتحل.
الخُلِّيف .. حضور الغائب وشوق البعيد
ليس كل من حجّ قد حجّ بقلبه، وليس كل من بقي قد غاب. فكم من “خُلِّيف” رفع يده في صمت، وسأل الله بلوغ الحرمين، فجاءه القبول قبل التيسير. وكم من روح اشتاقت ففاضت بالدعاء، فجعل الله لها في الأرض نورًا، وفي السماء أثرًا.
عادة تترجم الوجدان الشعبي، وتحفظ التوازن بين الغياب والحضور، بين الأمل والتسليم.
فالخُلِّيف ليس مجرّد من لم يحج، بل هو كلّ قلبٍ صادق انتظر، وكلّ روحٍ تاقت، ولم يُكتب لها بعدُ الوصول.
هي ، ليست فقط عادة اجتماعية، بل شيءٌ من الحبّ الإلهي، ومظهر من مظاهر التلاحم الروحي في المجتمع السعودي.
قصيدة مكتوبة على هامش الحج، ترويها القلوب المعلّقة، وتعيشها البيوت التي بقيت، لكنها لم تغب.
فطوبى لكلّ خُلِّيفٍ صادق النية، عميق الرجاء ، وطوبى لبلادٍ جعلت من كل موسم عبادة، فرصةً لتجديد الروح، ووصال القلب بالله .
* مجتمعٌ يحتضن مناسكه حتى وإن غاب عنها
* في السعودية، لا أحد خارج الحج، فإما أن تكون راحلاً، أو خُلِّيفًا مشاركًا، قلبك هناك، وجسدك هنا.
* جلسات روحية يُتلى فيها الذكر والدعاء، كأنما تحج الأرواح من مكانها.
* تحضير الأكلات الشعبية ومشاركتها بين الجيران والأقارب، في صورة تعكس روح الكرم والمحبة
* تجهيز البيوت، وتعطير المجالس، وتهيئة الأجواء لاستقبال الحجاج القادمين.
* لباس الأطفال بالثياب الجديدة، وتوزيع الهدايا عليهم، تأكيدًا على أن العيد يُحتفى به، حتى لمن لم يحج .
وفي التفاصيل :
حين تهبُّ نسماتُ ذي الحجة، وتصدح المآذن بنداء التلبية، يُصبح قلب الأرض نابضًا بالحجيج، وتسكن الكعبةُ أعينَ الراحلين إليها شوقًا وامتثالًا. هناك، في صعيد عرفات، تُغسل الذنوب، وتُرفع الأكف، وتفيض العيون دموعًا. وهناك أيضًا، في القرى والمدن، وبين البيوت التي لم تغادرها القافلة، ينبض تقليد عريق، يليق بالمُقيمين حين تعلقت أرواحهم بالسائرين ، يسمّونه في اللسان السعودي الشعبي: “الخُلِّيف”.
حين يتوشّح القلب بالحج، وإن لم تُطا القدم الديار
“الخُلِّيف” هو ذاك الذي لم يُكتب له هذا العام أن يطأ أرض المشاعر، لكنه لم يُغادر روحه شوقًا، ولا قلبه دعاءً. لا يُقاس القُرب بالمسافة، بل بالنية والخشوع، وهؤلاء الذين لم يحجّوا، يحيون موسم الحج بروحٍ لا تقلّ صفاءً عن تلك التي في عرفات.
في بيوت “الخُلِّيف”، تنبعث الأجواء المضمّخة بالإيمان، وتغدو الأيام العشر وقفات تأمل ودعاء. وفي يوم عرفة، تتّسع المجالس، وتُضاء الأرواح، وتُرتّل الأدعية، كأنما هذه الأرض الصغيرة صارت هي الأخرى مشعرًا.
عادات تنبض بالوفاء
في هذه الفترة ، تنتعش ذاكرة الناس بمواسم “الخُلِّيف”. تجتمع النسوة لتحضير أطباق من الموروث: “الحنيني” بنكهته الدافئة، و”الجريش” بما فيه من دفء الألفة، وكأن هذه الأطباق عابقة بالدعاء.
يخرج الأطفال بثيابهم المزركشة، تلمع عيونهم بفرح العيد القادم، وتُقصّ عليهم حكايا الحج، كأنها أساطير من نور، لا ليغرقوا في الخيال، بل ليُنشّأوا على الشوق.
أما القلوب، فتبقى معلّقة بخبر الحجاج، تترقب عودتهم، تُهيّئ لهم البيت والمجلس، وتفرش لهم الأرض محبةً وبخورًا. فالخُلِّيف ليس غيابًا عن الحج، بل حضورًا روحانيًّا من نوعٍ آخر، فيه من التأمل والنية ما يجعل صاحبه قريبًا، ولو لم يرتحل.
الخُلِّيف .. حضور الغائب وشوق البعيد
ليس كل من حجّ قد حجّ بقلبه، وليس كل من بقي قد غاب. فكم من “خُلِّيف” رفع يده في صمت، وسأل الله بلوغ الحرمين، فجاءه القبول قبل التيسير. وكم من روح اشتاقت ففاضت بالدعاء، فجعل الله لها في الأرض نورًا، وفي السماء أثرًا.
عادة تترجم الوجدان الشعبي، وتحفظ التوازن بين الغياب والحضور، بين الأمل والتسليم.
فالخُلِّيف ليس مجرّد من لم يحج، بل هو كلّ قلبٍ صادق انتظر، وكلّ روحٍ تاقت، ولم يُكتب لها بعدُ الوصول.
هي ، ليست فقط عادة اجتماعية، بل شيءٌ من الحبّ الإلهي، ومظهر من مظاهر التلاحم الروحي في المجتمع السعودي.
قصيدة مكتوبة على هامش الحج، ترويها القلوب المعلّقة، وتعيشها البيوت التي بقيت، لكنها لم تغب.
فطوبى لكلّ خُلِّيفٍ صادق النية، عميق الرجاء ، وطوبى لبلادٍ جعلت من كل موسم عبادة، فرصةً لتجديد الروح، ووصال القلب بالله .