• ×
الثلاثاء 1 يوليو 2025 | 06-30-2025

هناك على الأرض ما يستحق الحياة .. لو بحثنا عن السلام

هناك على الأرض ما يستحق الحياة .. لو بحثنا عن السلام
0
0
الآن - حين نتأمل هذا العالم من نافذة القلب لا من عدسة الأخبار، نُدرك أن الأرض لم تُخلق لتكون ساحة صراع، بل مهدًا للطمأنينة، ومرجًا للحب، وسماءً تُظللنا بأمل لا ينطفئ.
نعم، هناك على الأرض ما يستحق الحياة، لكن الشرط أن نبحث عنه في موضعه .. في السلام، لا في الحرب، في البناء لا في الهدم، في الكلمة لا في الرصاصة.

قال محمود درويش، الشاعر الذي نحت الألم بالكلمات ؛ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات .. كانت تسمى فلسطين ، صارت تسمى فلسطين ، سيدتي: أستحق، لأنكِ سيدتي، أستحق الحياة.”
وكأنّ درويش ، يختصر وجع الشعوب، ويهمس في أذن العالم: لا زال هناك ضوء، لا زال هناك ما يُحَب.

السلام ليس مجرّد غياب للحروب، بل هو حضور للحياة في أبهى صورها ، هو أن تستيقظ على ضوء الشمس لا على دويّ القنابل، أن تصغي لضحكة طفل لا لبكاء أم، أن تمشي في دربٍ مزهر لا في طريقٍ مفخخ.

قيل في الأثر: “الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق.” ، فأيّ دعوة إلى السلام أبلغ من هذه ؟! ..
إنها دعوة لرؤية الآخر إنسانًا قبل أي تصنيف أو عداوة.

السلام ليس قرارًا سياسيًا فقط، بل هو قرار إنساني، تبدأه القلوب قبل المواثيق، وتكتبه الأرواح قبل الأقلام.
وفي مقولة : “لا طريق إلى السلام، السلام هو الطريق.” لنفهم أن السلام ليس غاية، بل أسلوب حياة.

نحن نبحث عن السلام أحيانًا في المؤتمرات، بينما هو يسكن في قبلة أمٍ لطفلها، في نظرة حب بين عاشقين، في يد تُصافح يدًا لا تُشهر سلاحًا.
كما كتب إيليا أبو ماضي في دعوته للسلام والأمل:
“كن بلسماً إن صار دهرك أرقما… وحلاوةً إن صار غيرك علقما.” الشاعر في هذا البيت ، لا يدعو فقط للسكينة، بل يدعونا لنكون نحن مصدرها.

كم من زهرة نبتت على أنقاض الحروب، وكم من لحنٍ وُلد في زمن الجراح، وكم من شاعرٍ كتب: “هناك على الأرض ما يستحق الحياة”، ليقول لنا: لا تيأسوا، فالحب أقوى، والإنسان أعمق، والحياة، رغم كل قسوتها، تُخبئ لنا وجهًا أجمل إذا نحن أردناه.

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “أفشوا السلام بينكم.” ، كلمة واحدة، لكنها مفتاحٌ لعالم آخر، عالمٍ أنظف، أنبل، وأهدأ.

ابحثوا عن السلام في أنفسكم أولاً، ثم انثروه كالعطر، ستُفاجأون كم من القلوب تحتاجه، وكم من الأرواح تشتاق إليه.
هناك على الأرض ودائماً ما يستحق الحياة.. فقط لو بحثنا عن السلام .. لا عن الغلبة .


استمعوا لقلوبكم .. للسلام الساكن فيها .. استمعوا لأقلامكم تكتب لحن الحياة :

في قلب الصمت العميق .. حيث تسكن الكلمات المحجوبة
ينهض القلم ببطء .. لا يريد أن يصرخ
بل يريد أن يُسمع بصوته .. دون أن يُرى

ذلك الصوت ..
لا يكذب .. لا يخاف .. لا يتردد

حين يصمت الناس .. حين تُسدل الألسنة ستائرها
تتفتح أجنحة القلم .. يطير بين ثنايا الورق
يروي ما لا يجرؤ أحدٌ على نُطقه
يرسم حكايات دفينة في الزوايا .. يرسم وجوهًا وأحلامًا .. ألمًا .. فرحًا .. وأشياء أخرى

صوتٌ ..
ينسج من الصمت .. أغنيةً صادقة .. تهدي السلام في زهرة