• ×
الأربعاء 20 أغسطس 2025 | 08-19-2025

البصمة أم الشهرة؟! .. اترك بحرفك أثرًا خالدًا

البصمة أم الشهرة؟! .. اترك بحرفك أثرًا خالدًا
0
0
الآن - يتسابق الكثيرون نحو الضوء، ويلهث الكثير الآخر خلف صدى الاسم ورنين الظهور، ويطفو على السطح سؤال جوهري قد لا يُطرح كثيرًا :
هل نسعى لأن نكون مشاهير أم أن نترك أثراً؟
أن تكون معروفًا ليس بالضرورة أن تكون ذا قيمة، وأن تملأ الشاشات لا يعني بالضرورة أنك تملأ العقول.

الشهرة تُشبه لهب الشمعة، تضيء سريعًا وتلفت الأنظار، لكنها لا تلبث أن تنطفئ مع أول نسمة نسيان، أو عند غياب صاحبها.
أما الأثر الحقيقي، فهو ما تنقُشه الحروف في جدار الزمن؛ فالكلمات الصادقة، حين تُكتب بقلب حي وفكر ناضج، لا تموت، بل تتجاوز صاحبها لتعيش في ذاكرة الأجيال.

كم من عابرٍ لمع نجمه في السماء فجأة، ثم انطفأ كما ظهر، لا يُذكر ولا يُستشهد به، وكم من قلمٍ عاش مغمورًا، لكنه بقي ينبض بالحياة في كتبٍ ومقالاتٍ ومواقف، لا تزال تُقرأ وتُلهم وتُغيّر.

الفرق بين من يركض نحو الشهرة، ومن يسعى لترك بصمة، هو في النية والوجهة ، فالأول يكتب ليسمع صوته، والثاني يكتب ليسمع الناس صوت الحقيقة.
الأول يُرضي اللحظة، والثاني يُرضي الضمير والزمن.
الأول يُطارد الأضواء، والثاني يُشعل النور.

القيمة الحقيقية لا تقاس بعدد الإعجابات، بل بما تُضيفه للوعي الجمعي، وبما تبنيه من أثرٍ يبقى بعد أن ترحل.
فلتكن ممن يزرع حرفًا، لا ممن يجمع تصفيقًا ، واختر أن تكون كاتبًا يهمس في أُذن الزمن، لا نجمًا يتلاشى في صمت الغياب.

وتذكر دائمًا ، حين تخفت الأضواء وتنتهي الحكاية، يبقى السؤال معلقًا :
هل كنتَ مشهورًا ؟ .. أم كنت مؤثرًا ؟
اختر البصمة .. فهي أبقى



—————
دمتم أثراً .. لا شُهرة