التنمّر أم مواقع التواصل .. سبب استنساخ ملامحنا بعمليات التجميل ؟!

07-27-2025 10:29 صباحاً
0
0
الآن - لم نعد نعرف مَن نحن .. !
كل الوجوه صارت متشابهة، كل الابتسامات مرسومة بنفس المقاس، وكل الأنوف والشفاه والعظام تخضع لنموذج واحد يُسوَّق كمعيار للجمال .
لم يعد التجميل اليوم مسألة تصحيح عيب خَلقي أو ترميم ما أتلفه الزمن أو الحوادث، بل تحوّل إلى هوس عام باستنساخ ملامح “الوجه المثالي” الذي صاغته عدسة الكاميرا وعدّلته فلاتر التطبيقات.
ولكن يبقى السؤال: من المسؤول عن هذا التحوّل؟ هل هو التنمّر الذي زرع شعوراً بالنقص في النفوس؟
أم مواقع التواصل الاجتماعي التي ضخّمت مقاييس الجمال حتى صار الشخص يشعر بأنه “خارج اللعبة” ما لم يُشبه المشاهير والمؤثرين؟
لا يمكن إنكار أثر التنمّر، خاصة في المراحل العمرية المبكرة ، فالطفل الذي يسمع مراراً أنه “قبيح” أو “أنفه كبير” أو “أسنانه بارزة” قد يحمل تلك الكلمات معه لسنوات ، وحين يكبُر وتتاح له الوسائل، قد يلجأ لعمليات التجميل ليخفي تلك “الوصمة” ، الجرح القديم التي رافقه طويلاً.
التنمّر لا يصنع الندوب فقط على الجلد، بل في الوجدان ، وهو ما يفسّر بعض الحالات التي تُصرّ على تغيير ملامحها رغم كونها طبيعية تماماً.
في المقابل، لا يمكن تجاهل أثر مواقع التواصل التي صنعت لنا “قالباً جاهزاً” للجمال ، وجهٌ بعيون واسعة، بشفاه ممتلئة، وأنف صغير، وبشرة خالية من العيوب ، ومن يخرج عن هذا القالب، يجد نفسه عُرضة للمقارنة، أو حتى التجاهل .
المفارقة أن كثيراً من المؤثرين أنفسهم لا يشبهون صورهم المعدلة ، لكن المتابعين لا يدركون ذلك، فيقعون في فخ المقارنة والاحتقار الذاتي، ما يدفع بعضهم للجراحة التجميلية كحل سريع للوصول إلى “الصورة المقبولة”.
ومن المثير للقلق أن نصل إلى زمن يتمنى فيه الجميع أن يشبهوا شخصاً واحداً ، لقد أصبح الجمال موحداً كأنه “ماركة تجارية”، ومعه تتلاشى ملامح الاختلاف التي كانت تميزنا كبشر .
الفتيات في العشرينات يُجرين عمليات “تعريض الفك” أو “رفع الحواجب” لتبدو كالمؤثرة الفلانية، حتى لو لم تكن تلك الملامح تتناسب مع وجوههن.
هذا الهوس بالتطابق خطير، لأنه لا يمس الجسد فقط، بل يعبث بالهوية .
الجواب ليس أبيض أو أسود. فالتنمّر يزرع البذور، ومواقع التواصل تسقيها يومياً ، الأولى تشوّه صورتنا الذاتية منذ الصغر، والثانية تقنعنا بأن الجمال الحقيقي لا يكفي، وأننا نحتاج لمشرط الجراح كي “نواكب العصر”.
ومع ذلك الأمل لا يزال موجوداً ، في كل صوت يدعو لقبول الذات، في كل محتوى يُظهر الجمال الحقيقي، وفي كل شخص يختار أن يحتفي بفرادته بدلاً من الركض خلف نسخة معدّلة من نفسه.
الجمال لا ينبغي أن يكون قالباً، بل طيفاً من الاختلافات التي تُكمل بعضها، وتُظهر ثراء الإنسان وتفرّده .
كل الوجوه صارت متشابهة، كل الابتسامات مرسومة بنفس المقاس، وكل الأنوف والشفاه والعظام تخضع لنموذج واحد يُسوَّق كمعيار للجمال .
لم يعد التجميل اليوم مسألة تصحيح عيب خَلقي أو ترميم ما أتلفه الزمن أو الحوادث، بل تحوّل إلى هوس عام باستنساخ ملامح “الوجه المثالي” الذي صاغته عدسة الكاميرا وعدّلته فلاتر التطبيقات.
ولكن يبقى السؤال: من المسؤول عن هذا التحوّل؟ هل هو التنمّر الذي زرع شعوراً بالنقص في النفوس؟
أم مواقع التواصل الاجتماعي التي ضخّمت مقاييس الجمال حتى صار الشخص يشعر بأنه “خارج اللعبة” ما لم يُشبه المشاهير والمؤثرين؟
لا يمكن إنكار أثر التنمّر، خاصة في المراحل العمرية المبكرة ، فالطفل الذي يسمع مراراً أنه “قبيح” أو “أنفه كبير” أو “أسنانه بارزة” قد يحمل تلك الكلمات معه لسنوات ، وحين يكبُر وتتاح له الوسائل، قد يلجأ لعمليات التجميل ليخفي تلك “الوصمة” ، الجرح القديم التي رافقه طويلاً.
التنمّر لا يصنع الندوب فقط على الجلد، بل في الوجدان ، وهو ما يفسّر بعض الحالات التي تُصرّ على تغيير ملامحها رغم كونها طبيعية تماماً.
في المقابل، لا يمكن تجاهل أثر مواقع التواصل التي صنعت لنا “قالباً جاهزاً” للجمال ، وجهٌ بعيون واسعة، بشفاه ممتلئة، وأنف صغير، وبشرة خالية من العيوب ، ومن يخرج عن هذا القالب، يجد نفسه عُرضة للمقارنة، أو حتى التجاهل .
المفارقة أن كثيراً من المؤثرين أنفسهم لا يشبهون صورهم المعدلة ، لكن المتابعين لا يدركون ذلك، فيقعون في فخ المقارنة والاحتقار الذاتي، ما يدفع بعضهم للجراحة التجميلية كحل سريع للوصول إلى “الصورة المقبولة”.
ومن المثير للقلق أن نصل إلى زمن يتمنى فيه الجميع أن يشبهوا شخصاً واحداً ، لقد أصبح الجمال موحداً كأنه “ماركة تجارية”، ومعه تتلاشى ملامح الاختلاف التي كانت تميزنا كبشر .
الفتيات في العشرينات يُجرين عمليات “تعريض الفك” أو “رفع الحواجب” لتبدو كالمؤثرة الفلانية، حتى لو لم تكن تلك الملامح تتناسب مع وجوههن.
هذا الهوس بالتطابق خطير، لأنه لا يمس الجسد فقط، بل يعبث بالهوية .
الجواب ليس أبيض أو أسود. فالتنمّر يزرع البذور، ومواقع التواصل تسقيها يومياً ، الأولى تشوّه صورتنا الذاتية منذ الصغر، والثانية تقنعنا بأن الجمال الحقيقي لا يكفي، وأننا نحتاج لمشرط الجراح كي “نواكب العصر”.
ومع ذلك الأمل لا يزال موجوداً ، في كل صوت يدعو لقبول الذات، في كل محتوى يُظهر الجمال الحقيقي، وفي كل شخص يختار أن يحتفي بفرادته بدلاً من الركض خلف نسخة معدّلة من نفسه.
الجمال لا ينبغي أن يكون قالباً، بل طيفاً من الاختلافات التي تُكمل بعضها، وتُظهر ثراء الإنسان وتفرّده .