• ×
الأحد 17 أغسطس 2025 | 08-16-2025

تسرُّب الموظفين .. فاقد وطني لتأهيل الكوادر السعودية مستقبلاً

تسرُّب الموظفين .. فاقد وطني لتأهيل الكوادر السعودية مستقبلاً
0
0
الآن - التوطين خطوة عملاقة من مستهدفات رؤية الوطن العظيم، بتوجيهات القيادة الرشيدة، وجهود فاعلة لتمكين أبناء الوطن في المملكة للمشاركة في العطاء والبناء لغدٍ أفضل.
ولكن ما هي أسباب تسرُّب بعض الموظفين؟!

برأيي أن على الإدارات المباشرة المسؤولية الأولى، وإن كنت لا أعفي الموظف من التقصير أحيانًا، إلا أننا نحتاج البحث في نوعية الإدارة ودورها تجاه الموظف، والابتعاد عن الرأي الواحد في اتخاذ القرار، فذلك مستقبل شباب الوطن، وعلى الإدارات توفير البيئة الإدارية المناسبة وتذليل العقبات أمام موظفيهم، فهم أبناء هذا الوطن أولاً وآخراً.

يُعد تسرب الموظفين من القطاعات المختلفة، لا سيما القطاع الخاص، مؤشراً يجب الوقوف عنده. فالتكلفة التي تُنفق على التدريب والتأهيل لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تمتد إلى الزمن والجهد والاستثمار في بناء مهارات يُفترض أن تسهم في رفع إنتاجية القطاعات وتنافسية الاقتصاد الوطني.
وبالتالي، فإن فقدان هذه الكوادر قبل أن تؤتي ثمارها هو خسارة وطنية بكل المقاييس.

ولعل أبرز الأسباب التي تقف وراء التسرب ؛ ضعف التحفيز الوظيفي، غياب المسارات الواضحة للتطور المهني، غموض التقييمات، والبيئة التنظيمية التي قد تفتقر للعدالة أو الشفافية.
كما أن غياب التواصل الفعّال بين الإدارة والموظف يؤدي إلى فجوة في التوقعات، وشعور بالاغتراب المهني، مما يُعجِّل بقرار الاستقالة أو الانتقال.

ومن هنا، تبرز الحاجة إلى تعزيز مفاهيم الإدارة الحديثة، القائمة على الشراكة والثقة، وتمكين الموظف وليس تقييده، والاستماع بعيداً عن التلقين.
يجب أن تتحول بيئة العمل إلى حاضنة للإبداع، داعمة للنجاح، وعادلة في الفرص والمكافأة.

نحتاج إلى النظر في أسباب التسرب بشكل منهجي، ونتعامل معه كملف استراتيجي وليس عرضاً جانبياً ، فكل موظف يغادر هو فرصة مهدورة، وكل شاب أو شابة يبحث عن بيئة بديلة خارج قطاعه، هو ناقوس خطر ينبغي الإصغاء له بجدية.

تمكين الإنسان السعودي التزام وطني ، يبدأ من فهم حقيقي لتحدياته اليومية داخل بيئة العمل .