• ×
الإثنين 11 أغسطس 2025 | 08-10-2025

هل الأغاني المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُخاطب أرواحنا وتُطربنا ؟!

هل الأغاني المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُخاطب أرواحنا وتُطربنا ؟!
0
0
الآن - تتقدّم خطوات التقنية وتتداخل خيوط الإبداع البشري مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ولعلّ من المشروع لنا أن نسأل : هل ما يُنتجه الذكاء الاصطناعي من أغانٍ يمكن أن يخاطب أرواحنا ويُطرب مشاعرنا كما تفعل الأغاني التي وُلدت من وجدان الفنان البشري ؟ ..

الواقع يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي بات اليوم قادرًا على تأليف الألحان، وكتابة الكلمات، وحتى أداء الغناء بصوت يبدو بشريًا تمامًا ، وبعض هذه الأغاني حققت ملايين المشاهدات، بل واستخدمها البعض في مناسباتهم الشخصية، مما يوحي بقبول شعبي أولي لهذا الفن الجديد ، لكن القبول لا يعني بالضرورة التأثر العميق.
الموسيقى، كما نعرفها، ليست مجرد تتابع الأصوات والنغمات ، إنها انعكاس لتجارب شعورية، وهمسات من ذاكرة الإنسان، وصرخات من روحه المتألمة أو فرحه العارم ، والأغنية التي تُخلّد عبر الزمن ليست فقط ما يُطرب الأذن، بل ما يهزّ القلب أيضًا.
والسؤال الجوهري هنا: هل يمكن لخوارزمية، مهما بلغت من تطور، أن تكتب من قلبٍ لم يُكسر، أو تُغني من روحٍ لم تعشق ولم تخسر؟..

هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي لا يُبدع بالمعنى الإنساني، بل يُقلّد ويجمع ويُركّب ، وحتى لو خرجت النتيجة مقنعة صوتيًا، فهي تفتقر إلى سلطنة ”الإحساس” الذي يُميز الفن البشري ، وبعبارة أخرى، قد تُطربك أغنية من صنع الذكاء الاصطناعي، إلى حدٍ ما .. لكنها نادرًا ما تُبكيك !
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض هذه الأغاني تُظهر جودة فنية عالية، وتتطور يومًا بعد يوم ، وقد يكون المستقبل حافلًا بشراكات بين الإنسان والآلة، يُضفي فيها الفنان الإنساني مشاعره، ويُساهم الذكاء الاصطناعي في تشكيل الصورة الصوتية المُثلى.

قد نستمع لأغنية من صنع الذكاء الاصطناعي فنهتزّ إعجابًا بجمالها، لكننا لا نزال – على الأقل في هذه اللحظة – نحتاج إلى الإنسان كي نُحِب الأغنية، وليس فقط كي نسمعها .