الإحساس بالآخر .. أسمى معاني الإنسانية في عصر ٍ رقمي
08-19-2025 11:38 صباحاً
0
0
الآن - يحتفل العالم اليوم التاسع عشر من أغسطس بـ”اليوم العالمي للعمل الإنساني”، وهي مناسبة تذكّرنا جميعًا بقيمة الرحمة والتعاطف والعمل الإنساني، وتُسلّط الضوء على أولئك الذين يمدّون أيديهم لمساعدة المحتاجين، حتى في أقسى الظروف.
وبينما تتغيّر أدواتنا وتتطور تقنياتنا في هذا العصر الرقمي المتسارع، تبقى القيم الإنسانية الثابتة -وأولها “الإحساس بالآخر”- الميزان الحقيقي الذي نقيس به حضارتنا وتقدمنا.
العصر الرقمي حمل لنا ثورة هائلة في التواصل والمعرفة وسرعة الوصول، لكنه في المقابل خلق فجوة شعورية بين البشر ..
تتكدس الرسائل النصية وتُختزل المشاعر إلى رموز تعبيرية، حتى بات من السهل أن نرى الألم من خلف الشاشات دون أن نتأثر، أو نمرّ على معاناة الآخرين وكأنها مجرد خبر عابر !
الإحساس بالآخر لا يمكن برمجته، ولا تختزله “إعجابات” أو “مشاركات”. إنه فعلٌ داخلي نابعٌ من وعي إنساني عميق، يُترجم إلى مواقف وتضحيات ودعم حقيقي، سواء بالكلمة، أو بالفعل، أو حتى بالاستماع الصادق ..
في حين تزداد سيطرة الآلة، علينا ألّا نسمح بأن تنخفض حرارة قلوبنا ، فالذكاء الاصطناعي قد ينجز المهام، لكنه لا يملك أن يشعر، ولا يستطيع أن يُواسي، ولا يعرف معنى “أن تضع نفسك مكان الآخر” ، وهنا يبرز دور الإنسان، ليس كمستخدم للتقنية فحسب، بل كصانع للتغيير، يحمل في قلبه رسالة إنسانية سامية.
أن تشعر بغيرك يعني أن تلتقط تلك الإشارات الخفية للألم في عيون شخص ما، أن تشعر بثقل الصمت الذي يختبئ خلف كلمة “أنا بخير”، أن تمد يدك لمن سقط، حتى دون أن يطلب ، ذلك شعور لا يرتبط بلغة، أو ثقافة، أو دين ، بل هو الفطرة التي خلق الله بها البشر.
وما أحوجنا اليوم، وسط ضجيج العالم الافتراضي، إلى وقفة حقيقية نعيد فيها تعريف إنسانيتنا ، أن نزرع في أبنائنا الإحساس بالآخر، حتى لا يصبحوا مجرد مستخدمين للتقنية، بل بناة لمجتمع أكثر تراحماً وعدلاً.
ولنتذكّر أن التكنولوجيا مهما بلغت من تطور، ستظل عاجزة عن تعويض غياب القيم الإنسانية الحقيقية ، فالإحساس بالآخر هو ما يجعلنا بشرًا، وهو ما نحتاج أن نحمله معنا، لا في أجهزتنا، بل في قلوبنا .
وبينما تتغيّر أدواتنا وتتطور تقنياتنا في هذا العصر الرقمي المتسارع، تبقى القيم الإنسانية الثابتة -وأولها “الإحساس بالآخر”- الميزان الحقيقي الذي نقيس به حضارتنا وتقدمنا.
العصر الرقمي حمل لنا ثورة هائلة في التواصل والمعرفة وسرعة الوصول، لكنه في المقابل خلق فجوة شعورية بين البشر ..
تتكدس الرسائل النصية وتُختزل المشاعر إلى رموز تعبيرية، حتى بات من السهل أن نرى الألم من خلف الشاشات دون أن نتأثر، أو نمرّ على معاناة الآخرين وكأنها مجرد خبر عابر !
الإحساس بالآخر لا يمكن برمجته، ولا تختزله “إعجابات” أو “مشاركات”. إنه فعلٌ داخلي نابعٌ من وعي إنساني عميق، يُترجم إلى مواقف وتضحيات ودعم حقيقي، سواء بالكلمة، أو بالفعل، أو حتى بالاستماع الصادق ..
في حين تزداد سيطرة الآلة، علينا ألّا نسمح بأن تنخفض حرارة قلوبنا ، فالذكاء الاصطناعي قد ينجز المهام، لكنه لا يملك أن يشعر، ولا يستطيع أن يُواسي، ولا يعرف معنى “أن تضع نفسك مكان الآخر” ، وهنا يبرز دور الإنسان، ليس كمستخدم للتقنية فحسب، بل كصانع للتغيير، يحمل في قلبه رسالة إنسانية سامية.
أن تشعر بغيرك يعني أن تلتقط تلك الإشارات الخفية للألم في عيون شخص ما، أن تشعر بثقل الصمت الذي يختبئ خلف كلمة “أنا بخير”، أن تمد يدك لمن سقط، حتى دون أن يطلب ، ذلك شعور لا يرتبط بلغة، أو ثقافة، أو دين ، بل هو الفطرة التي خلق الله بها البشر.
وما أحوجنا اليوم، وسط ضجيج العالم الافتراضي، إلى وقفة حقيقية نعيد فيها تعريف إنسانيتنا ، أن نزرع في أبنائنا الإحساس بالآخر، حتى لا يصبحوا مجرد مستخدمين للتقنية، بل بناة لمجتمع أكثر تراحماً وعدلاً.
ولنتذكّر أن التكنولوجيا مهما بلغت من تطور، ستظل عاجزة عن تعويض غياب القيم الإنسانية الحقيقية ، فالإحساس بالآخر هو ما يجعلنا بشرًا، وهو ما نحتاج أن نحمله معنا، لا في أجهزتنا، بل في قلوبنا .