• ×
الأحد 7 ديسمبر 2025 | 12-06-2025

نحبس الذكريات في صورة لنسترجع الحكايات .. ونبتسم

نحبس الذكريات في صورة لنسترجع الحكايات .. ونبتسم
0
0
الآن - نطارد الزمن بعدسة صغيرة ، نجمع اللحظات في ومضة، ونُخبئ التفاصيل في إطار صغير من ورق أو شاشة ، نُمسك الصورة بيد، ونُمسك القلب باليد الأخرى، لأننا نعلم جيدًا أن خلف كل صورة حكاية تنام .. تنتظر من يوقظها بابتسامة.

الصورة سردٌ صامت، حكاية لا تحتاج إلى كلمات ، في ملامح الوجه، في خلفية المشهد، في بريق العين أو انحناءة الابتسامة، تختبئ آلاف القصص ، نرى أنفسنا صغارًا، نلهو دون همّ، أو نلمح وجوهًا غابت لكن أرواحها لا تزال تهمس بين زوايا الإطار .
لحظة حيّة تُقاوم النسيان ، هي نوع من السحر الحلال، يُجمّد المشاعر في لقطة، ويمنح الزمن ذاكرة نعود إليها كلما أرهقنا الحنين.
هي بقايا صوت، ظلّ ضحكة، نظرة لم ننتبه لها حين حدثت، لكنها الآن في هذا المستطيل الصغير تفيض بالحياة.
كم من مرة أخرجنا ألبوم الصور ..!
ليس بحثًا عن شيء محدد، بل فقط لنتصفح، لنشعر ، فنجد صورة قديمة تجمع العائلة حول مائدة، أو لقطة عفوية، فنغرق في الضحك، أو نكتم دمعة، ثم نبتسم لأن الصورة لا تُعيد اللحظة، لكنها تُعيد الشعور ..
نسينا أننا التقطناها وحين نجدها بين دفاترٍ قديمة أو على أطراف ذاكرة الهاتف، تُدهشنا ، نُحدّق فيها طويلًا لنتذكّر من كنّا ، تُعيدنا الصورة إلى لحظات صدق، إلى أصدقاء وأحباب شاركونا الأوقات ..
صور التخرج، أول سفر، نظرة الأم، ضحكة الأب، خطوات الطفل الأولى ..
وبعضنا حنيناً إلى دفء بيت، أو صوت أم وحضن أبٍ رحلا قبل أن نقول لهما “شكرًا لأنكم كنتم هنا” ،
لحظات قد تمر، لكنها لا تموت أبدا
هناك صورة لضحكتك في طفولتك، لم تكن تعرف آنذاك أن الحياة ستُربكك كثيرًا ، وهناك صورة لأبيك حين كان شابًا، بعينين تُشبهانك، يحملك بعفوية وكأنك لم تكن سوى أمنية تحققت ، وهناك صورة لصباحات ارتديت فيها فرحك دون سبب وربما أسباب ، وسجّلت الكاميرا ملامحك كما لم تُسجّلها مرآة ..
نحن لا نلتقط الصور كي نُجمّد اللحظة فقط، بل لنعطيها حياةً ثانية، لنوثّق شعورًا نخشى أن يُفلت منّا ، كل صورة مهما بدت عادية، تحمل روحًا وذاكرة، وشيئًا من القلب .

نُحب الصور ..
نُخبّئها في الأدراج، نُعلّقها على الجدران، نُخزّنها في الهواتف، ونُخفيها في قلوبنا ، وعندما نعود إليها نسترجع الحكايات .. ونبتسم