• ×
الأحد 7 ديسمبر 2025 | 12-06-2025

هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكارك ؟..

هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكارك ؟..
0
0
الآن -

بعد أن أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر اندماجًا في حياتنا اليومية، يتبادر إلى أذهان الكثيرين سؤالٌ مربك:
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقرأ أفكارنا ؟.. سؤال يثير الدهشة ، والإجابة ليست ببساطة “نعم” أو “لا” ..!!
قد يبدو السؤال للوهلة الأولى أقرب إلى الخيال العلمي، أو أحد مشاهد أفلام المستقبل، لكن ما كان خيالًا بالأمس، أصبح اليوم موضوع أبحاث جادة في مختبرات وجامعات حول العالم.

ما يُعرف اليوم بتقنية “واجهات الدماغ – الحاسوب” (Brain-Computer Interfaces) هي الخطوة الأولى نحو هذا العالم.
تقوم هذه التقنية على تحليل الإشارات العصبية للدماغ، ومحاولة ترجمتها إلى أوامر يُمكن للآلة فهمها وتنفيذها ، شركات كبرى مثل “نيورالينك” (Neuralink) التي أسسها إيلون ماسك تعمل على تطوير رقائق تُزرع في الدماغ لتمكين الأشخاص من التحكم في الأجهزة عبر التفكير فقط.
لكن دعونا نكون دقيقين: ما يُمكن للتقنية قراءته حتى الآن لا يُشبه الأفكار كما نعرفها – بل هي إشارات كهربائية، تُفسّر ضمن نطاق محدود جدًا، مثل تحريك مؤشر فأرة، أو التعرف على نية بسيطة كـ “ارفع اليد” أو “اختر هذا الزر”.
بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستطيع “توقّع” ما تفكر به بناءً على سلوكك الرقمي ؛ ما تكتبه، ما تبحث عنه، ما تشاهده ..
فمثلاً، خوارزميات الإعلانات تعرف متى أنت بحاجة لمنتج معين، حتى قبل أن تدرك ذلك أحيانًا ، لكنها لا تقرأ أفكارك الحقيقية ، بل تجمع بياناتك وتحللها لتخمين رغباتك أو نواياك.
هذا النوع من “القراءة الذكية” يشبه ما يفعله صديق مقرب يعرفك جيدًا ، قد يخمن ما يدور في بالك دون أن تنطق، لكنه لا يعرفه بيقين، ولا يدخل عقلك.
وبقدر ما هو مدهش، فإن تطور الذكاء الاصطناعي في هذا الاتجاه يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات الأخلاقية:
هل يمكن أن تُستخدم هذه التقنية في انتهاك حرية التفكير؟ ، ومن يملك الحق في الوصول إلى بيانات الدماغ ؟ ، وهل سنحتاج في المستقبل إلى “حقوق ذهنية” تحمي أفكارنا كما نحمي بياناتنا اليوم ؟!
هذه الأسئلة لا تزال مطروحة بقوة، وتُشكّل محور جدل عالمي في الأوساط العلمية والقانونية.

الذكاء الاصطناعي لا يقرأ أفكارك بعد، لكنه يقترب خطوة بخطوة من فهم عقلك.
ما زالت التقنيات في مهدها، وما يمكنها “قراءته” هو مجرد إشارات سطحية تحتاج إلى تفسير وتحليل طويل ، لكن الأمر لا يخلو من الإثارة، والخطر أيضًا، وعلينا أن نواكب هذه الثورة بوعي قانوني وأخلاقي يحمي الإنسان أولًا.

هل سيأتي يومٌ تقرأ فيه الآلة خواطرك؟ ..
ربما ، وحتى ذلك الحين، أفكارك ما تزال ملكًا لك .. على الأقل لبضع سنوات أخرى .