• ×
الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 | 09-01-2025

هدايا مجانية أسرع .. إرهاق الهواتف بالإشعارات التسويقية حدّ الضجر !

هدايا مجانية أسرع .. إرهاق الهواتف بالإشعارات التسويقية حدّ الضجر !
0
0
الآن -


تحوّلت هواتفنا المحمولة إلى ساحات مزدحمة بالضوضاء الرقمية. ونحن في عصر التسوّق الإلكتروني والتطبيقات الذكية .
إشعارات تتسابق لتصل أولًا، رسائل من متاجر لم نزُرها منذ شهور، وتنبيهات تحمل عناوين برّاقة من قبيل : “هدية مجانية تنتظرك" ، أو “احصل على خصم اليوم فقط” !

من الطبيعي أن تسعى الشركات للترويج لمنتجاتها، ولكن عندما تصبح الإشعارات التسويقية طوفانًا يقتحم خصوصيتنا في كل ساعة، فإن الأمر يتجاوز حدود التسويق ويصل إلى الإزعاج والإرهاق الذهني .
والمشكلة لا تكمن فقط في عدد الإشعارات، بل في توقيتها ومحتواها أيضًا ، فهناك إشعارات تصل في منتصف الليل، أو أثناء الاجتماعات ، أو حتى خلال القيادة، لتروّج لمنتج قد لا يهمّ المستخدم أساسًا.
وفي كثير من الأحيان، يعتمد المحتوى على التضليل العاطفي ، باستخدام كلمات مثل “عاجل” أو “فرصة لا تعوّض”، ما يخلق نوعًا من الضغط النفسي لدى بعض المستخدمين ..
في كل مرة نضغط فيها على “سماح” لتفعيل الإشعارات من تطبيق جديد، فإننا دون قصد نمنح ذلك التطبيق إذنًا لتطفّلٍ يومي على حياتنا الرقمية ، ومع كل إشعار نتلقاه، تتراجع قدرتنا على التركيز، ويزداد شعورنا بالإنهاك الذهني.

وحقيقة الأمر أن “الهدايا المجانية” التي تُقدّم، غالبًا ما تكون مشروطة بالشراء ، أو تهدف لجمع بيانات المستخدم بشكل غير مباشر، تمهيدًا لمزيد من الحملات الترويجية، أو حتى إعادة بيع هذه البيانات لجهات أخرى ، وهذا بالتأكيد عند البعض وليس الجميع .
ولعل الحل في ذلك بيد المستخدمين لإعادة ضبط علاقتهم بتطبيقاتهم ، ومراجعة أذونات الإشعارات بشكل دوري ، أو إلغاء تفعيل التنبيهات غير الضرورية ، والاعتماد على أدوات تنظيم الوقت وتقليل التشتت.
أما على الشركات، فالمطلوب منها إعادة النظر في فلسفة التسويق ، حيث أن المستخدم الواعي لم يعد يتأثر بعناوين وهدايا زائفة، بل أصبح يبحث عن الشفافية والاحترام، والمحتوى الذي يضيف له قيمة حقيقية.

الهاتف المحمول جهازٌ للتواصل وليس للإزعاج ، وساحة للتفاعل بعيدًا عن التطفل ، وبين تسويق ذكي وآخر مزعج ، فرقٌ شاسعٌ يُحدده احترام خُصوصية المستخدم .