حين تتحوّل الدولة إلى آلة عدوان .. العدوان الإسرائيلي على قطر نموذجًا

09-10-2025 12:29 مساءً
0
0
الآن -
ليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها إسرائيل عن وجهها الحقيقي، لكنها ربما الأكثر فجاجة منذ سنوات.
غارة جوية إسرائيلية على الأراضي القطرية في وضح النهار، استهدفت مقرًا يضم قيادات سياسية من حركة حماس، في قلب الدوحة ، هذا ليس مجرد “هجومٍ عابر”، بل هو إعلان فجّ عن تجاوز صريح لمبدأ السيادة، وازدراء كامل للقانون الدولي، ورسالة مفادها: “نحن الدولة الخارجة عن كل قيد، ولن يحاسبنا أحد”. !
يُخطئ من يتصور أن إسرائيل تصرفت بدافع أمني آنٍ ، هذا الهجوم ليس وليد لحظة أمنية عابرة، بل هو نتيجة طبيعية لـ عقيدة عدوانية مترسخة في وجدان المؤسسة الصهيونية ، عقيدة لا تؤمن بالسلم إلا كهدنة، ولا ترى في الاستقرار الإقليمي إلا تهديدًا لمشروعها التوسعي.
فمنذ نشأتها، تحرص إسرائيل على أن تبقى شعوب المنطقة إما منشغلة بحروبها الداخلية، أو مهددة بعدوان خارجي، أو خاضعة لمعادلات خوف تُديرها تل أبيب من خلف الستار ، لاتملك منطق الدولة لكنها تعمل بغريزة الوحش .
الهجوم على قطر لم يأتِ من فراغ ، فالدوحة كانت – ولا تزال – لاعبًا دبلوماسيًا نشطًا في التوسط لوقف الحرب في غزة، وهي تُدير قناة تفاوض بالغة الحساسية بين قوى المقاومة وإسرائيل عبر أطراف دولية ، هذا الدور لا يروق لإسرائيل التي لا تريد سلامًا حقيقيًا، بل تطلب فقط “استسلامًا مشروطًا” تفرضه على الجميع بقوة النار.
ضرب قطر – وهي دولة عربية مستقلة وذات سيادة – لم يكن فقط لتصفية قيادي أو إحباط اجتماع، بل كان ضربة متعمّدة لمسار السلام، ولإرسال رسالة لكل من يحاول القيام بدور الوسيط: “إما أن تصمتوا، أو تُقصفوا”.
أي حديث عن الشرعية الدولية في مواجهة إسرائيل، يبدو اليوم كأنه نكتة سوداء ..
الدولة التي قامت على الاغتصاب والعدوان والتطهير العرقي، وأمعنت في خرق قرارات الأمم المتحدة، لا تقيم وزنًا لأي مبدأ قانوني أو إنساني. بل ترى في كل من يعارضها “هدفًا مشروعًا”، سواء أكان دولة، منظمة، أو حتى مدنيًا أعزل.
فهل يُعقل أن تُقصف عاصمة عربية من قبل طائرات أجنبية دون إعلان حرب؟! .. وهل يُعقل أن تُغتال شخصيات سياسية داخل دولة ذات سيادة دون حتى إبلاغها؟!
نحن إذًا أمام مشهد شبيه بعصابات وليس بدول، وصمت دولي مشين يُشجّع على تكرار الجريمة.
كل ما فعلته إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، يشي بنية واضحة ، إنها لا تريد تهدئة، بل خضوعًا كاملاً. تريد شرقًا أوسطيًا بلا مقاومة، بلا استقلال سياسي، بلا أطراف فاعلة إلا من يوقّع على بياض.
ولهذا فإن استهداف قطر لم يكن فقط لأن حماس تقيم بها، بل لأن قطر تمثل صوتًا خليجيًا عربيًا سياسيًا مستقلاً ومؤثرًا .
ولكن ، طالما أن المجتمع الدولي يكتفي بالتنديد الباهت، وبعض العواصم الغربية تبرر العدوان بحجج الأمن ومحاربة الإرهاب، فستواصل إسرائيل سياساتها العدوانية.
والحقيقة التي تتجاهلها تل أبيب أن الاستقرار لا يُبنى بالصواريخ، والأمن لا يُضمن بالقصف ، وكل عدوان يُولِّد مقاومة، وكل غطرسة تخلق عنادًا جديدًا، وكل صمتٍ عربي أو دولي سيُستبدل – عاجلاً أم آجلاً – بصوتٍ يقول: كفى
ليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها إسرائيل عن وجهها الحقيقي، لكنها ربما الأكثر فجاجة منذ سنوات.
غارة جوية إسرائيلية على الأراضي القطرية في وضح النهار، استهدفت مقرًا يضم قيادات سياسية من حركة حماس، في قلب الدوحة ، هذا ليس مجرد “هجومٍ عابر”، بل هو إعلان فجّ عن تجاوز صريح لمبدأ السيادة، وازدراء كامل للقانون الدولي، ورسالة مفادها: “نحن الدولة الخارجة عن كل قيد، ولن يحاسبنا أحد”. !
يُخطئ من يتصور أن إسرائيل تصرفت بدافع أمني آنٍ ، هذا الهجوم ليس وليد لحظة أمنية عابرة، بل هو نتيجة طبيعية لـ عقيدة عدوانية مترسخة في وجدان المؤسسة الصهيونية ، عقيدة لا تؤمن بالسلم إلا كهدنة، ولا ترى في الاستقرار الإقليمي إلا تهديدًا لمشروعها التوسعي.
فمنذ نشأتها، تحرص إسرائيل على أن تبقى شعوب المنطقة إما منشغلة بحروبها الداخلية، أو مهددة بعدوان خارجي، أو خاضعة لمعادلات خوف تُديرها تل أبيب من خلف الستار ، لاتملك منطق الدولة لكنها تعمل بغريزة الوحش .
الهجوم على قطر لم يأتِ من فراغ ، فالدوحة كانت – ولا تزال – لاعبًا دبلوماسيًا نشطًا في التوسط لوقف الحرب في غزة، وهي تُدير قناة تفاوض بالغة الحساسية بين قوى المقاومة وإسرائيل عبر أطراف دولية ، هذا الدور لا يروق لإسرائيل التي لا تريد سلامًا حقيقيًا، بل تطلب فقط “استسلامًا مشروطًا” تفرضه على الجميع بقوة النار.
ضرب قطر – وهي دولة عربية مستقلة وذات سيادة – لم يكن فقط لتصفية قيادي أو إحباط اجتماع، بل كان ضربة متعمّدة لمسار السلام، ولإرسال رسالة لكل من يحاول القيام بدور الوسيط: “إما أن تصمتوا، أو تُقصفوا”.
أي حديث عن الشرعية الدولية في مواجهة إسرائيل، يبدو اليوم كأنه نكتة سوداء ..
الدولة التي قامت على الاغتصاب والعدوان والتطهير العرقي، وأمعنت في خرق قرارات الأمم المتحدة، لا تقيم وزنًا لأي مبدأ قانوني أو إنساني. بل ترى في كل من يعارضها “هدفًا مشروعًا”، سواء أكان دولة، منظمة، أو حتى مدنيًا أعزل.
فهل يُعقل أن تُقصف عاصمة عربية من قبل طائرات أجنبية دون إعلان حرب؟! .. وهل يُعقل أن تُغتال شخصيات سياسية داخل دولة ذات سيادة دون حتى إبلاغها؟!
نحن إذًا أمام مشهد شبيه بعصابات وليس بدول، وصمت دولي مشين يُشجّع على تكرار الجريمة.
كل ما فعلته إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، يشي بنية واضحة ، إنها لا تريد تهدئة، بل خضوعًا كاملاً. تريد شرقًا أوسطيًا بلا مقاومة، بلا استقلال سياسي، بلا أطراف فاعلة إلا من يوقّع على بياض.
ولهذا فإن استهداف قطر لم يكن فقط لأن حماس تقيم بها، بل لأن قطر تمثل صوتًا خليجيًا عربيًا سياسيًا مستقلاً ومؤثرًا .
ولكن ، طالما أن المجتمع الدولي يكتفي بالتنديد الباهت، وبعض العواصم الغربية تبرر العدوان بحجج الأمن ومحاربة الإرهاب، فستواصل إسرائيل سياساتها العدوانية.
والحقيقة التي تتجاهلها تل أبيب أن الاستقرار لا يُبنى بالصواريخ، والأمن لا يُضمن بالقصف ، وكل عدوان يُولِّد مقاومة، وكل غطرسة تخلق عنادًا جديدًا، وكل صمتٍ عربي أو دولي سيُستبدل – عاجلاً أم آجلاً – بصوتٍ يقول: كفى