• ×
الأحد 14 سبتمبر 2025 | 09-13-2025

قمَّة الدوحة غدًا .. وحدة الموقف العربي والإسلامي بعد الاعتداء الإسرائيلي

قمَّة الدوحة غدًا .. وحدة الموقف العربي والإسلامي بعد الاعتداء الإسرائيلي
0
0
الآن -

تنعقد في العاصمة القطرية الدوحة غدًا الإثنين، القمة العربية الإسلامية بدعوة من دولة قطر، لمناقشة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي الأخير على أراضيها، والذي استهدف شخصيات قيادية فلسطينية على أراضيها، في خرق غير مسبوق للأعراف والسيادة الدولية.

وتبدأ أعمال القمة اليوم الأحد باجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فيما تُعقد جلسة القمة على مستوى القادة والرؤساء غدًا الاثنين وسط توقعات بصدور قرارات سياسية وقانونية حاسمة.

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أدانت بشدّة الهجوم الإسرائيلي، واعتبرته “اعتداءً إجراميًا سافرًا”، مؤكدة أنه يشكّل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وخرقًا لسيادة دولة تمارس دور الوساطة لإنهاء النزاع.
وأكدت الدوحة أنها بدأت تحقيقًا رسميًا، بالتوازي مع تحرك قانوني على الساحة الدولية، يشمل التوجُّه لمجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية.

وتسود الدوائر السياسية في المنطقة حالة من القلق المشروع بشأن تداعيات استهداف الدول التي تحتضن وساطات سلام، ما يهدد بانهيار ثقة الأطراف بالنزاعات في أي جهود دبلوماسية مقبلة.
وبحسب مصادر متعددة وتحليلات سياسية متقاطعة، من المتوقع أن يصدر عن الاجتماع عدد من القرارات الأساسية تتضمن :
-إدانة جماعية واضحة للهجوم الإسرائيلي، مع اعتبار ما حدث خرقًا صريحًا لسيادة دولة عضو في كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
-تبنّي تحرّك قانوني مشترك، عبر دعم قطر في توجهها للمحاكم الدولية، وتكليف لجنة قانونية لتوثيق الهجوم والتعامل معه وفق القانون الدولي.
-اتخاذ خطوات دبلوماسية تدريجية، مثل استدعاء السفراء أو خفض التمثيل، بحسب ما تقرره الدول بشكل منفرد أو جماعي.
-إطلاق مبادرة لحماية دور الوساطات الإقليمية، وتأكيد حرمة استهداف الدول التي ترعى عمليات السلام، مهما كانت طبيعة الخلافات السياسية.
-إحياء المسار السياسي الفلسطيني عبر مؤتمر دولي للسلام، بدعم عربي–إسلامي موحد، يضغط باتجاه وقف إطلاق النار في غزة، والعودة إلى المفاوضات على أسس واضحة، تشمل إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ورغم الحماس المتوقع للبيانات السياسية، إلا أن تنفيذ أي خطوات فعلية يبقى مرهونًا بعدة اعتبارات :
. التباين في المواقف بين الدول المشاركة، خاصة في ما يتعلّق بالتطبيع أو العلاقات القائمة مع إسرائيل.
. موقف القوى الدولية المؤثرة، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين قد يسعيان إلى احتواء الأزمة دون السماح بتصعيد قانوني أو دبلوماسي كبير.
. حرص بعض الدول على بقاء الوساطات مستمرة، ما قد يدفع إلى تفادي الخطوات التصعيدية الصريحة.

لحظة فاصلة ، اجتماع الغد في الدوحة لن يكون مجرد رد فعل على حادثٍ فرديّ، بل هو اختبار جماعي لمدى قدرة الدول العربية والإسلامية على ترجمة الغضب السياسي إلى فعلٍ ملموس، يحمي سيادة الدول، ويعيد الاعتبار للوساطات، ويؤسس لمناخ تفاوضي أكثر احترامًا للشرعية الدولية.

وتبقى الأنظار معلّقة على ما إذا كان اجتماع الدوحة سينجح في تحويل الاعتداء إلى لحظة تعبئة إقليمية، تُعيد تشكيل آلية التعامل مع إسرائيل، وتفتح الباب أمام مقاربة جديدة للسلام، تقوم على العدالة، والمحاسبة، والسيادة .