• ×
الأحد 19 أكتوبر 2025 | 10-18-2025

السعودية ورحلة التحوُّل الرقمي .. رؤية طموحة نحو المستقبل

السعودية ورحلة التحوُّل الرقمي .. رؤية طموحة نحو المستقبل
0
0
الآن - شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية قفزات نوعية في مجال التحول الرقمي، في إطار رؤية السعودية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الاه - بهدف تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.
لم يعد التحول الرقمي خيارًا بل أصبح ضرورة وطنية، والمملكة تسير بخطى واثقة لتكون في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.

وضعت السعودية منذ انطلاق الرؤية أُسسًا قوية للتحول الرقمي، بدءًا من تطوير البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات، حيث تم توسيع نطاق شبكات الجيل الخامس (5G) لتغطي معظم المناطق الحضرية، إلى جانب دعم الأبحاث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة.
وقد حصلت المملكة على مراكز متقدمة عالميًا في مؤشرات جاهزية البنية الرقمية، حيث صنّفها الاتحاد الدولي للاتصالات ضمن الدول الرائدة في تبني تقنيات الاتصالات الحديثة.

وأُطلق العديد من المنصات الرقمية التي غيرت جذريًا من تجربة المواطن والمقيم مع الجهات الحكومية، أبرزها منصة “أبشر”، و”توكلنا”، و”صحتي”، و”نفاذ”، وغيرها من المبادرات التي سهلت الوصول إلى الخدمات، وقلّصت الإجراءات البيروقراطية، ورفعت من مستوى الكفاءة والشفافية.
وأظهرت جائحة كورونا قبل أعوام أهمية هذه المنصات، حيث لعبت دورًا محوريًا في إدارة الأزمة والتعامل معها بفاعلية عالية.

من جانب آخر، يشهد قطاع الاقتصاد الرقمي نموًا متسارعًا، إذ تم تأسيس هيئة الحكومة الرقمية لدعم وتمكين التحوُّل الرقمي في مختلف القطاعات، وجرى إطلاق برامج لدعم ريادة الأعمال في التقنية، ما أسهم في ازدهار الشركات الناشئة والمتوسطة، بشكل خاص في مجالات التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية التقنية (FinTech)، والتطبيقات الذكية.

ووفقًا لآخر التقارير، بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في المملكة ما يزيد عن 35 مليار ريال سعودي، مع توقعات بمواصلة النمو خلال السنوات القادمة.

إن ما يميز التجربة السعودية في التحول الرقمي ليس فقط سرعة الإنجاز، بل الرؤية الشاملة التي تستهدف بناء اقتصاد ومجتمع رقمي متكامل، من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتشجيع الابتكار، وتوطين التقنية، وتطوير تشريعات مرنة تدعم هذا التوجه.

ولا شك أن استضافة المملكة للعديد من الفعاليات التقنية العالمية، مثل مؤتمر “ليب LEAP”، يعكس مكانتها المتنامية كمركزٍ رقمي ٍعالمي في قلب الشرق الأوسط.

التطور الرقمي في المملكة العربية السعودية تحوُّلٌ حضاري شامل، يعيد رسم ملامح الحياة اليومية والاقتصادية والاجتماعية.
ومع استمرار هذا الزخم، يبدو المستقبل الرقمي للمملكة مشرقًا، ويؤكد أن الاستثمار في التقنية هو الاستثمار الأمثل للأجيال القادمة .