• ×
الجمعة 3 أكتوبر 2025 | 10-02-2025

التقدُّم في السنِّ .. تاريخٌ من الإنجازات تستحق التقدير

التقدُّم في السنِّ .. تاريخٌ من الإنجازات تستحق التقدير
0
0
الآن -

ننسى أحيانًا في خِضمِّ زحمة الحياة ، أن من سبقونا في العمر هم من مهدوا لنا الطريق، وبنوا بأسس عطائهم ما ننعم به اليوم من استقرار وتقدُّم.

كبار السن ليسوا مجرد أعمارٍ متقدمة أو مراحل زمنية مضت، بل هم ذاكرة المجتمع، وتجارب حيّة ناطقة، وحكايات لا تُقدّر بثمن.
في أعينهم نرى الحكمة، وفي ملامحهم نقرأ التاريخ، وفي كلماتهم نجد خُلاصة أعوامٍ من العمل والتحديات والصبر.

حين ننظر إليهم نظرة احترام وتقدير، فنحن لا نُكرمهم فقط، بل نُكرم أنفسنا ومجتمعاتنا ..
فالتقدير الحقيقي لا يكون في كلمات عابرة أو مجاملات لحظية، بل في رعاية صادقة، واهتمام حقيقي، ومكانة دائمة محفوظة لهم في كل بيت، وفي كل قلب.
هم من ربّوا، وعلموا، وضحّوا، وتحملوا من أجل أن نكون نحن حيث نحن الآن.

ديننا الإسلامي جعل من توقير الكبير خُلُقًا أصيلاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس منا من لم يوقر كبيرنا”، وهذه دعوة واضحة لزرع ثقافة الاحترام والبر في نفوسنا وأبنائنا.
كبار السن لا يحتاجون منّا إلى شفقة، بل إلى تقدير يعكس ما قدموه طوال حياتهم. نحن مدعوون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة ربط الأجيال ببعضها، وجعل المُسنّ جزءًا حيًّا من تفاصيل المجتمع، وليس متفرّج على أطرافه.

أن نُقدّر كبار السن هو أن نصغي إليهم، أن نستفيد من تجاربهم، أن نجعلهم يشعرون بأنهم لا زالوا قادرين على العطاء، حتى وإن تقاعدوا عن العمل ، فالحياة لا تتوقف عند عمر، ولا تنتهي عند سنٍّ معين.

في كل مرة نجلس فيها مع والد أو جد أو جدة، نتلقّى دروسًا عن الصبر، والقوة، والحكمة. وكل لحظة نقضيها في برّهم ورعايتهم، هي رصيد لنا في دنيا الناس وفي ميزان أعمالنا عند الله.

الاحترام لا يُورّث، بل يُعلَّم ..
وإن أردنا لأبنائنا أن يكونوا أوفياء، فعلينا أن نُريهم الوفاء بأنفسنا ، فكما نُكرم كبارنا اليوم، سنُكرَم غدًا عندما نكبر.
هي دورة الحياة، ومن يفهمها جيدًا، يعرف أن كل لمسة حنان، وكل كلمة طيبة، وكل التفاتة صادقة لكبير في السن، تعود إليه أضعافًا.

التقدم في السن مرحلة يستحق صاحبها أن يُحتفى به، ويُحاط بالحب والاحترام ، وكل تجعيدة في وجهه تحكي قصة، وكل لحظة من عمره كانت عطاءً لا يُنسى.
فلنُجدد وفاءنا لمن سبقونا، ولنجعل من احترام كبار السنِّ ثقافة نعيشها لا شعارًا نردده .