• ×
الخميس 6 نوفمبر 2025 | 11-05-2025

الاستيقاظ ليلاً من طبيعتنا البشرية قديمًا

الاستيقاظ ليلاً من طبيعتنا البشرية قديمًا
0
0
متابعة في معظم فترات التاريخ، لم يكن النوم المتواصل لثماني ساعات عادة بشرية، بل كان الناس ينامون على مرحلتين: "النومة الأولى" و"النومة الثانية"، تفصل بينهما فترة هدوء تمتد لساعة أو أكثر في منتصف الليل، وفقا لموقع "سانيس أليرت".
خلالها كان البعض ينهض لإشعال النار أو رعاية الحيوانات، وآخرون يستغلون الوقت للصلاة، أو التأمل، أو حتى القراءة والكتابة.
وتشير مراجع تاريخية من أوروبا وآسيا وإفريقيا إلى أن هذا النمط من النوم كان شائعا حتى القرون الأخيرة.

لكن كل شيء تغيّر مع ظهور الإضاءة الصناعية في القرن الثامن عشر، ثم الثورة الصناعية التي فرضت جداول عمل محددة.
ومع تزايد ساعات النشاط المسائية، تراجع النمط القديم، وتحول النوم إلى فترة واحدة متواصلة.

وتُظهر دراسات حديثة أن بعض المجتمعات التي لا تزال تعيش دون كهرباء، مثل مجتمعات ريفية في مدغشقر، ما زالت تتبع نمط "النومتين" حتى اليوم.
كما أظهرت تجارب مخبرية أن الناس، عند وضعهم في ظلام طويل ومن دون ساعات، يعودون طبيعيا إلى هذا النمط المزدوج من النوم.
ويرى العلماء أن ضوء الصباح، الذي يقل خلال فصل الشتاء، يلعب دورا مهما في تنظيم الإيقاع اليومي للجسم، ويساعد الإنسان على تحديد الوقت والتكيف مع التغيرات الموسمية، بما في ذلك فترات الشتاء الطويلة في المناطق القطبية.

ولإثبات تأثير الضوء على إدراك الوقت والمزاج، أجرى الباحثون تجربة عرضوا خلالها على المشاركين مشاهد بإضاءة متفاوتة في بيئة واقع افتراضي. وأفاد المشاركون بأن مقاطع الفيديو المسائية بدت أطول زمنيا من غيرها، كما لوحظ أن الأشخاص ذوي المزاج السيئ شعروا أيضا بأن الوقت يمر ببطء أكبر.

ويرى الخبراء أن الاستيقاظ ليلا ليس بالضرورة علامة أرق، بل استجابة فسيولوجية قديمة ، ويوصون عند حدوثه بعدم القلق أو مراقبة الساعة، بل القيام بنشاط هادئ في إضاءة خافتة إلى أن يعود النعاس مجددا.