• ×
الخميس 6 نوفمبر 2025 | 11-05-2025

الشرود الذهني .. محاولة الدماغ لتعويض عمليات الصيانة الليلية

الشرود الذهني .. محاولة الدماغ لتعويض عمليات الصيانة الليلية
0
0
متابعة أوضحت دراسة جديدة أن الشرود الذهني أثناء المهام الروتينية قد يُفيد وظائف الدماغ، ووجد الباحثون أن شرود الذهن في أحلام اليقظة يُساعد على معالجة المعلومات دون وعي، ويُحسّن التعلم، ويُحاكي نشاط الدماغ المُشابه للنوم، فيُعيد شحن طاقتك الذهنية، بحسب موقع "تايمز ناو".

ومن الناحية العلمية يتعلق شرود الذهن بما يُعرف بشبكة الوضع الافتراضي (DMN) التي يُعتبر اكتشافها أحد أهم الاكتشافات في علم الأعصاب، وهي مجموعة من مناطق الدماغ التي تنشط في حالات عدم التركيز على الواقع الحاضر، إذ يكون الدماغ في حالة «راحة يقظة».
ومثلها مثل العديد من الاكتشافات العلمية الأكثر أهمية فقد تم اكتشاف شبكة الوضع الافتراضي بالصدفة، وذلك عندما كان باحثو علم الأعصاب الوظيفي يرسمون خرائط لشبكات الدماغ أثناء قيام الأشخاص بـ«مهام إيجابية»، تلك المناطق التي تضيء عند الانخراط في مهام تتطلب تركيزًا كليًا، مثل القيام بعمليات حسابية مثلًا، فقد وجدوا أنه في معظم هذه التجارب كانت هناك حالة من التركيز تتخلّلها فترات من الراحة أو عدم التركيز في المهمة المعينة.
إلا أنه عندها لم يكن الدماغ مظلمًا وهادئًا على الإطلاق، بل بدلاً من ذلك كانت هناك إشارات مضيئة متواصلة في شبكة معينة من هياكل الدماغ في الفصّ الصدغي الإنسي، مما يشير إلى عدم الركود ولكن إلى وجود نشاط نابض بالحياة.
وهذا يعني أنه أثناء استسلامنا لشرود الذهن تتخطّى عقولنا روابط المكان والزمان، وتمزج بين الذاكرة والخيال، وبعدها تعود شبكات الدماغ للتركيز على المهمة التي نحن بصددها، وتتكرر هذه التذبذبات - بترتيب الثواني أو الدقائق - طوال اليوم.

وتوصّل فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)،في دراسة حديثة باستخدام تقنيات التصوير العصبي المتقدمة، أن نوبات شرود الذهن هذه تترافق مع ظاهرة ملفتة تتمثل في تدفق مفاجئ وقصير للسائل النخاعي يخرج من الدماغ ثم يعود بسرعة (خلال ثانية أو ثانيتين). هذا النمط يشبه إلى حد كبير ما يحدث طبيعياً خلال النوم العميق، بحسب دراسة نشرتها دورية «علم الأعصاب الطبيعي».

وفي تجربة مقارنة بين المشاركين بعد نوم مريح وبعد ليلة بلا نوم، كانت النتائج مذهلة. حيث سجلت فحوصات الدماغ تدفقات أكبر للسائل النخاعي عند الأشخاص المحرومين من النوم، خاصة عندما تباطأت ردود أفعالهم ودخلوا في حالة شرود الذهن.
ويشرح قائد الدراسة زينونغ يانغ: «يمكن النظر إلى هذه الأحداث على أنها محاولة من الدماغ، الذي يعاني من حاجة ماسة للنوم، لدخول حالة تشبه النوم لاستعادة بعض الوظائف المعرفية». ويضيف: «نظام السوائل في الدماغ يحاول استعادة الوظيفة بدفع الدماغ للتناوب بين حالات الانتباه العالي وحالات التدفق المرتفع».
بالإضافة إلى تدفق السائل النخاعي، لاحظ الباحثون خلال لحظات الشرود تباطؤاً في التنفس ومعدل ضربات القلب، وتقلصاً في حجم البؤبؤ.

هذه الملاحظات تدعم فرضية وجود «دائرة موحدة» تتحكم معاً في الوظائف الدماغية المعقدة والعمليات الفسيولوجية الأساسية.