• ×
الإثنين 24 نوفمبر 2025 | 11-23-2025

فيديوهات الحيوانات بالذكاء الاصطناعي تؤثر على الإدراك

فيديوهات الحيوانات بالذكاء الاصطناعي تؤثر على الإدراك
0
0
متابعة خلال دراسة نشرتها الدورية العلمية (كونفرسيشن بيولوجي) المعنية بجهود حماية الأنواع الحية، قام فريق من الباحثين بدراسة مدى انتشار وإشكالية الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالحيوانات والطيور البرية المصنوعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ووجدوا أن هذه الظاهرة ترتبط بثلاث قضايا رئيسة، وهي الفهم الخاطئ لسلوكيات الحيوان، وإضفاء سمات بشرية على الحيوانات، وزيادة الانفصال بين المجتمع والطبيعة.

ويقول خوزيه كاسادو الباحث في مجال علوم الحيوان بجامعة قرطبة الإسبانية «تشير النتائج إلى أن بعض المقاطع المنشورة على مواقع التواصل مثيرة للقلق لأنها لا تعكس الواقع وقد تؤدي إلى تضليل المشاهد».

وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني (بوبيولار ساينس) المتخصص في الأبحاث العلمية «يتعين أن يكون المجتمع مطلعا بشكل جيد من أجل ضمان فعالية جهود حماية التنوع البيولوجي».
واستشهد كاسادو بمقاطع فيديو تظهر فيها طيور صغيرة وهي تقتل ثعابين «شريرة» دفاعا عن أفراخها في العش، قائلا إن «تعليقات بعض المستخدمين الذين يشاهدون مثل هذا المقطع تكون متحمسة لنتيجة المعركة، ولكنه يتساءل بشأن تداعيات مثل هذه النوعية من ردود الفعل على جهود حماية الثعابين».*
وأوضح أنه إذا تم توجيه الموارد العامة نحو الحفاظ على فصيلة مهددة بالانقراض من الثعابين بدون وجود دعم شعبي كافٍ، فسوف يتم تقويض مثل هذه الجهود.

ذكرت جامعة قرطبة في بيان بشأن الدراسة أن مثل هذه الفيديوهات قد تعطي انطباعا خاطئا بشأن وفرة الأنواع الحية المهددة بالانقراض، ما يزيد هوة الانفصال بين البشر والحياة البرية، وقد تعطي هذه المقاطع الأطفال معتقدات خاطئة بشأن بيئة الحياة البرية المحلية، وردود الفعل الحقيقية للحيوانات البرية.

وتتزايد حدة هذه المشكلة نظرا لأن البشر، ولا سيما من الشباب، أصبحوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد باعتبارها مصدرا للمعلومات، كما أن رؤية مشاهد مزيفة لصداقات وتآلف بين أشخاص وحيوانات برية غريبة، قد يجعل مزيدا من الناس يريدون اقتناء مثل هذه الحيوانات في المنزل.

واقترح فريق الدراسة ضرورة مواجهة الضرر المحتمل الذي قد يترتب على هذه النوعية من الفيديوهات عن طريق وضع استراتيجيات للتوعية، وبرامج لمكافحة ما يصفونه بالأمية الإعلامية، ونشر التعليم البيئي في المدارس، للتأكد من أن الأطفال يفهمون في مرحلة مبكرة من العمر أن الأسود لا تعيش بيننا على حد قول فرانسيسكو سانشيز الباحث في مجال علوم الحيوان بجامعة قرطبة.
ورغم أن بعض الفيديوهات المصنوعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يكون من السهل اكتشاف زيفها، من خلال ملاحظة تدني جودة هذه الفيديوهات وطولها وبعض السمات التي تجعلها تبدو غير حقيقية، فإن هناك مقاطع أخرى يصعب اكتشافها وقد تبدو للوهلة الأولى طبيعية وحقيقية رغم غرابة أحداثها.

ويوضح سوي ليو مهندس الكمبيوتر بجامعة بافالو الأميركية أن مقاطع الفيديو المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تبدو مقنعة، ولكن هناك بعض المؤشرات التي تكشف حقيقتها.
وينصح المشاهدين بضرورة الالتفات إلى أي حركات تبدو غير طبيعية في هذه المقاطع، حيث قد ترى الحيوانات تتحرك بسلاسة غير معتادة أو طبيعية، أو بشكل يخالف قوانين الفيزياء على سبيل المثال.

وأضاف أن عدم اتساق الإضاءة في تلك المقاطع قد يكون من المؤشرات التي تكشف زيفها، حيث يكتشف المشاهد أن حركة الضوء والظلال لا تتماشى مع طبيعة المشهد وخلفيته.*

ويقول ليو إنه يتعين على المشاهد النظر عن كثب إلى بعض التفاصيل الدقيقة مثل فرو الحيوان أو ريش الطائر، حيث أن برامج الذكاء الاصطناعي تقوم في بعض الأحيان بتظليل تلك التفاصيل أو تكرار الأنماط بشكل غير طبيعي.