• ×
الأربعاء 11 ديسمبر 2024 | 12-10-2024

"حمام الحمى" يجُوب مكة .. لا يُصاد ولا يُنفّر مادام في حدود الحرم

"حمام الحمى" يجُوب مكة .. لا يُصاد ولا يُنفّر مادام في حدود الحرم
0
0
الآن - متابعة حمام الحرم المكي أو حمام الحمى ، يتميز باللون الرمادي المائل للون الأخضر، بينما يميل لونه للزرقة من رأسه إلى رقبته، وفي طرف جناحيه وذيله خطان أسودان لا يوجد لهما أي مثيل ، فلا تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق سواء في الحجم أو الشكل أو اللون كما لا يختلط أيضا بغيره من أنواع الحمام الأخرى.

وتجده يجوب في كل مكان ليتلمس الرزق خاصة في الساحات الخارجية للحرم المكي الذي يعتبر أكبر تجمع لطيور الحمام في العالم ، آمنون من القتل والتنفير بأمر من الله فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” إن هذا البلد حرّمه الله لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها”.

من أكثر ما يلفت الانتباه لكل حاج أو معتمر يصل إلى بيت الله الحرام هو تواجد حمام الحمى بكثافة شديدة جدا عند بوابة الحجون وكأنه وجد في هذا المكان خصيصا ليستقبل الحجاج والمعتمرين ، لذلك يقوم حجاج بيت الله الحرام بنثر الحبوب بكميات كبيرة لكي يأكل منه الحمام

image

وقد كثرت الروايات عن أصل حمام الحرم المكي فقد ذكر السيوطي بأن أصل حمام الحرم هو من الحمامتين اللتين عششتا على الغار أثناء هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق، وحمام الحرم المكي هما من ذريتهما لذلك هم آمنين في الحرم، ولكن لا يوجد دليل قاطع على هذا الرأي .
وهناك رواية تقول أن سلالة حمام الحرم المكي يعود إلى الطير الأبابيل والتي أتت من البحر وهي محملة بالحجارة في قدمها لردع أبرهة الأشرم عندما أراد أن يهدم الكعبة في عام الفيل.

image

ومن أكثر ما يدهش الأذهان أن حمام الحرم المكي عند نزوله إلى سطح الكعبة المشرفة أو فوق ميزابها لم يحدث منه أي مخلفات وهذا بالرغم عن كثرة مخلفاته التي يتركها في أي مكان آخر
ومن غرائبه أيضا أنه يطوف على شكل مجموعات حول الكعبة كما يطوف الحجاج أي في حلقات دائرية ولا يحلق فوق بناء الكعبة نفسها ولا يتخذ من الحرم المكي مكانا للتعشيش ولا يبيت فيه أيضا ، ويأتي أسراب حمام الحمي إلى مكة في الخمس أيام الـأولى من شهر ذي الحجة ، ثم يعود أسرابا إلى المدينة المنورة في الخامس عشر من نفس الشهر.

وعلى الرغم من انتشار الأمراض بين الطيور في العالم كله مثل مرض انفلونزا الطيور إلا أن حمام الحرم المكي يتميز بمناعة قوية تصد أي مرض كما أنه لا ينقل الأمراض وهذا ما يؤكده للجميع خبراء الصحة.

وفي الشريعة الإسلامية لا يجوز أبدا قتل حمام الحرم المكي سواء للمحرم أو غيره لأن من قتله عليه فدية شاة وهناك تفاصيل شرعية في ذلك للفراخ والبيض، كما لا يجوز تنفير حمام الحرم المكي عن مكانه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ” ولا ينفر صيده” ، لذلك أصبح لحمام الحرم المكي أهمية كبيرة في النفوس فلا يسطو عليه أحد من أهل المنازل أو الحجاج أو أهل البساتين فلا يذبح ولا يأخذ بيضه وفرخه

وللشيخ ابن باز جوابًا على سؤال حول خصوصية حَمَام مكة والمدينة ..
أجاب -غفر الله له-ليست هناك خصوصية لحمام مكة ولا لحمام المدينة سوى أنه لا يصاد ولا ينفر مادام في حدود الحرم لعموم حديث: إن الله حرَّم مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها والحديث رواه البخاري، وقوله ﷺ: إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضاها ولا يصاد صيدها ، "رواه مسلم" .

image

وبحسب وكالة الأنباء السعودية أن هناك علاقة عشق وألفة تتوطد بين ضيوف الرحمن من المصلين والمعتمرين، مع طيور وحمام مكة المكرمة، والتي ما تلبث أن ترى قاصدي العاصمة المقدسة، حتى تتناغم بصوتها الشجي معهم، وسط أجواء مفعمة بروح المودة والمحبة الأزلية ،
وتُحلق طيور وحمام مكة المكرمة، في الشوارع والطرقات، لتُشكل منظرًا بديعًا، وهي تتهادى بين أيدي وأكتاف القاصدين.

وتتزايد أعداد الحمام، بشكل مطرد عامًا بعد عام في أجواء مكة المكرمة وأحيائها وشوارعها، خاصة المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام، إذ يضع أعشاشه على أرفف المنازل والأبراج، ويطلق عليه أسماء مختلفة منها حمام بيت الله الحرام والحمام المكي وحمام رب البيت وحمام الحمى.
ويتميز الحمام بجمال شكله ولونه شديد الزرقة من رأسه إلى طرف جناحيه، وذيله الأسود والرقبة الطويلة والعيون المرسومة، والألوان المميزة التي تحيط برقبته، إذ تختلف تلك الأوصاف عن باقي أنواع الحمام الأخرى
ويحرص مرتادي المسجد الحرام على التقاط الصور التذكارية مع أسراب الحمام المنتشر.
فيما تحرص أمانة العاصمة المقدسة، على تنظيف الأماكن التي يوجد بها الحمام بشكل دوري ومستمر للمحافظة على الإصحاح البيئي.